بقلم : حسن المستكاوي
** الصدارة ليست مجرد شكليات كما قال خالد بن يحيى مدرب الترجى، ففوز الأهلى فى رادس يمنحه قوة معنوية. وصدارته للمجموعة تمنحه الثقة. فكل فوز فى كرة القدم مثل كل فوز فى الحياة يدفع الفريق إلى أعلى كما يدفع الإنسان إلى أعلى. وصحيح أن الترجى تأهل مع الأهلى إلى دور الثمانية. لكن الصحيح أيضا أن الأهلى هو الأول فى المجموعة. والأول يسبق الثانى، والقيمة هنا أن الأهلى تجاوز تعثره فى بداية طريقه بالبطولة الإفريقية وكان الفريق عند حسن ظن جماهيره..!
** الأهلى مازال أمامه الكثير ليجمع بين الأداء الحلو وبين الانتصارات، وهى اصعب معادلات كرة القدم.. فقد شهد ربع الساعة الأول من المباراة ضغطا هائلا من الترجى، لدرجة أن وليد أزارو رأس الحربة أخرج كرة من مرمى الأهلى فى الدقيقة 15 التى شهدت فرصتين للترجى الذى أخرج أهم وأخطر ما عنده فى بدايات المباراة ثم دفعه الأهلى إلى الاستحواذ الذى لا يساوى شيئا.. وبالطبع كانت للأهلى فرص لاسيما من هشام محمد وأزارو، ومارس الفريق فى فترات من المباراة الضغط بقدر ما يستطيع بدنيا وهو ما أفسد بعض محاولات الترجى لبناء الهجمات.
** وليد سليمان من أهم لاعبى الأهلى، وهو مميز فى تحركاته على حافة منطقة الجزاء وله تمريرات قاتلة. فيما يثبت ناصر ماهر أنه سيكون صاحب دور فى الأهلى. وسيكون بديلا لعبدالله السعيد فى أداء هذا الدور لكن بأسلوب مختلف ومهارات مختلفة. فناصر ماهر أسرع فى الحركة والجرى، وسرعاته فى مسافات قصيرة واضحة. وهو يسلم الكرة إلى زميل ويتحرك ليمنح زميله فرصة الاختيار وتعدد هذا الاختيار عند التمرير. وهشام محمد نزعته هجومية، والأهلى كفريق بطولات يلعب للفوز، وعليه تكثيف عدد لاعبيه المهاجمين فى خطوطه.
** كارتيرون يدرك قيمة الأهلى من واقع تجربته السابقة فى الكرة المصرية مع وادى دجلة. وهو يتعامل مع الفريق على أساس أنه بطل يسعى للبطولات وجمهوره لا يقبل بغير ذلك. ولذلك فهو يغذى فكرة الأسلوب الهجومى فى اللاعبين، ويجدد دوافعهم. وأصعب ما يواجه مدرب كرة القدم هو تجديد الدوافع عند لاعبين اعضاء بفريق متعدد البطولات. وفى ذلك يقول جوارديولا مدرب مانشستر سيتى: «أجدد دوافع لاعبى الفريق فى كل تدريب، وفى كل محاضرة، وفى كل مباراة»!
** هذا هو الفوز الرابع للأهلى فى رادس.. وعقب الفوز طالب جمهور الفريق على سبيل الدعابة اختيار راس ملعبا له فى الدورى.. وعلى الرغم أنه لا يوجد شىء اسمه كعب عالى، ولا أعترف بالخرافات. يصنع الإعلام فى أحيان بالاشتراك مع الجمهور واقعا يصبح حقيقة كلما كثر ترديده، وهو ما جرى فعلا فيما يسمى بالعقدة التونسية للمنتخب المصرى على مدى سنوات، حتى باتت أعصاب لاعبى المنتخب تتوتر كلما واجهوا الفريق التونسى وحتى لو كانوا هم فى حالة أفضل.. ويبدو أن الإعلام مع الجمهور صدر للترجى عقدة رادس، وكيف أن الأهلى يربح فى رادس فى جميع الأحوال.. لكن من العجائب أن هدف وليد أزارو جاء من كرة ضلت طريقها من لاعب إلى لاعب وتوجهت إلى أزارو كأنها كانت تبحث عنه وتسأل فين أزارو.. بركاتك يا شيخ رادس!
نقلًا عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع