بقلم : حسن المستكاوي
** عندما خسر منتخب إنجلترا أمام ألمانيا فى الدور قبل النهائى فى كأس العالم بإيطاليا 1990 قال جارى لينكر نجم وهداف المنتخب الإنجليزى: «كرة القدم لعبة بسيطة، 22 شخصا يطاردون الكرة لمدة 90 دقيقة وفى النهاية، يفوزالألمان
غالبا».. تكرر ذلك مرة أخرى أمام السويد.. فلم يعترف الفريق الألمانى بالتعادل أو بالهزيمة، وأخذ المبادرة، وسيطر، وهاجم، واقتحم الدفاعات السويدية، وحاول كثيرا، ولم ييأس، وسجل هدف فوز قاتلا فى الوقت الضائع.. هدف رائع سجله تونى كروس. لدرجة أن الصحف الألمانية قالت: «فى يوم من الأيام سيسألنا أطفالنا: أين كنت يا أبى عندما سدد تونى كروس الكرة فوق رأس روبن أولسن؟!».
** كان منتخب ألمانيا على حافة تكرار دراما إخفاق ثلاثة من الفائزين الأربعة السابقين بكأس، حيث خرجوا مبكرا من مرحلة المجموعات وهى فرنسا (2002)، وإيطاليا (2010)، وإسبانيا (2014) وكان المنتخب الألمانى بطل 2014 على وشك اللحاق بهم، ويكون المنتخب الرابع حامل اللقب الذى يودع البطولة، بعد الهزيمة من المكسيك.
** كانت مباراة السويد صعبة. وحين تقدم تويفونين فى الدقيقة 32، زادت درجة صعوبة الامتحان، وارتفعت درجة الضغط على الألمان. ووجهت انتقادات بعد المباراة إلى الدفاع الألمانى ووصف بأنه «هش» خاصة بواتينج البطىء نسبيا بجانب عدم وجود رأس حربة صريح.. بالإضافة إلى التهور فى الهجوم.. فهل هذا صحيح؟
** جزء صحيح. لأن بواتينج بطىء، وطرد من المباراة بسبب هذا البطء وعدم اللحاق بماركوس بيرج. إلا أن الفريق الألمانى كان مضطرا مجبرا على المغامرة وعلى الهجوم الشرس بحثا عن التعادل ثم بحثا عن الفوز الذى تحقق بتلك التسديدة الشريرة، حسب وصف الجمهور السويدى.. وأمام شراسة الهجوم ظهرت المساحات فى دفاعات الألمان. وهى مساحات حتمية بسبب الاندفاع للأمام، وحدث ذلك أمام المكسيك أيضا، وتلك المساحات الحتمية تكررت بالطبع خاصة أن منتخب السويد قام ببناء استحكامات دفاعية منظمة وقوية، ونفذ الدفاع ببراعة حقيقية وكان الألمان فى أشد الحاجة إلى زيادات عددية لكسر هذا الحائط السويدى. ومع ذلك لاحت للألمان عدة فرص محققة، من موللر وماركو ريوس وكروس، وجوندوجان وموللر وجوميز. ومنهم من أهدر أكثر من فرصة.. وهذا مع نسبة استحواذ 74% مقابل 26% للسويد فيما كانت الأرقام الأخرى كلها لمصلحة الألمان.. ليفوز منتخب ألمانيا لأنه ببساطة منتخب ألمانيا.. وإذا تغلبت ألمانيا على كوريا الجنوبية بهدفين، فإنها ستتقدم إلى المرحلة التالية، وربما حتى تتصدر المجموعة!
** فيما يتعلق بغياب رقم 9 الصريح أو رأس الحربة، من يتابع ألمانيا منذ فترة، وربما فى مرحلة ما بعد مونديال 2010 فى جنوب إفريقيا سيجد أن الفريق لا يضم البرتغالى رونالدو ولا الإنجليزى هارى كين، ولا البلجيكى لوكاكو هذا المركز ليس صريحا بالدرجة الكاملة، ووضح ذلك فى مونديال 2014 وفى كأس القارات بروسيا عام 2017. فالفريق يهاجم بخطوطه ولاسيما الوسط. ويتقدم إلى رأس الحربة أحد اللاعبين فى لحظة ما، ثم يخرج فى لحظة من المركز ليتقدم زميل آخر له.. ودون شك كانت هناك أثار سلبية نسبيا لغياب شفانشتايجر وفيليب لام، وأوزيل أيضا..
** فى النهاية انتصر الهجوم، وانتصرت الشجاعة، وانتصرت المبادرة وانتصرت الإرادة، ومنى الدفاع بالهزيمة مرة أخرى..!
نقلًا عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع