بقلم: حسن المستكاوي
** الليلة حفل تتويج أحسن لاعب إفريقى عن عام 2019 فى سهل حشيش المنطقة السياحية الخلابة التى تبعد مسافة 25 كليومترا عن الغردقة وهى أحد أهم المقاصد السياحية المصرية. وكنت زرت الغردقة لأول مرة عام 1968، وما زالت أنفى تتذكر رائحة الزيت، فالمدينة نشأت فى أوائل القرن الماضى باكتشاف البترول.. وفى تلك الزيارة الأولى تعلمت صيد الأسماك، وكان البحر أيامها بكرا، يجعلك تغنم بخير وفير دون حاجة إلى الصبر أو ربما لم يكن السمك بنفس القدر من الذكاء الحالى!، ثم أصبح الصيد اليوم صبرا على الصبر، وكانت المنطقة جبهة حربية، واستغرقت الرحلة قرابة 10 ساعات بالسيارة فى طريق ضيق.. محفوف بالمخاطر. ثم زرت الغردقة عشرات المرات فيما بعد وباتت الرحلة بالسيارة تستغرق 4 ساعات، بعد شق طريق الجلالة وسط جبال عملاقة، ولكن احذر (الطريق مراقب بالرادار) وهو دائما موجود يوقف المخالفين بقيادة ضباط مكلفين بحمايتك.. والطريق كله حياة وفنادق وقرى سياحية تجلب الخير لمصر وللمصريين.
** اختيار الغردقة ذكاء. واختيار سهل حشيش أذكى، وكل التحية لرجل الأعمال المصرى كامل أبو على الذى تشارك مجموعته الاتحاد الإفريقى فى رعاية هذا الحدث. ومساحة تلك المنطقة نحو 41 مليون متر مربع، أكبر 20 مرة من الزمالك، ومساحتها تعادل ثلثى مساحة جزيرة مانهاتن الأمريكية وسهل حشيش منطقة غنية بالصفاء وبكل أوجه الجمال والطبيعة الساحرة. والفنادق وأماكن الغوص حيث يمكن مشاهدة آثار فرعونية غارقة. بجانب الشعاب المرجانية. وقد أصبح البحر الأحمر بشواطئه منجما لعشاق الرياضات البحرية. ولأن مصر جميلة وتبنى، سوف يكون البحر الأبيض مستقبلا بشواطئه منجما للخير بإذن الله ومقصدا سياحيا يستحق الفوز بمكانة خاصة ضمن المقاصد السياحية الإيطالية والفرنسية والإسبانية، بعد أن تنحسر موجة الاضطراب الدولية التى تندفع إلى شرق المتوسط بانتصار الحق.
** لماذا سمى سهل حشيش؟ حاولت أن أفهم سر التسمية.. فالأرض هناك صحراوية تحيط بها الجبال ولا يوجد نجيل!.. فلماذا سهل حشيش؟ قرأت أنه كان قديما نقطة تجمع للمهربين عند حدود البحر الأحمر، فهل ما قرأته كان صحيحا أم أن أسباب التسمية مختلفة؟ على أى حال الليلة حفل كبير لاختيار نجم إفريقيا الأول عن العام الماضى. والمنافسة بين الثلاثى محمد صلاح ورياض محرز وساديو مانى. ومن الصعب التكهن باسم الفائز. لكن تبدو المنافسة شديدة بين مانى وصلاح. وكلاهما لاعب بفريق بطل حقق بطولة. ولا يمكن إنكار دور مانى طوال الموسم، ولا يمكن أيضا إنكار إبداع صلاح طوال الموسم. ولو كنت أختار بلا عواطف فسوف أمنح الجائزة للإبداع، لمن ينتزع صيحة الإعجاب أكثر من الذى تدوى الأيدى بأصوات التصفيق له تقديرا لجهده الرائع الذى لا يتوقف.
** هى جائزة أفضل لاعب إفريقى وليست جائزة أحسن لاعب فى إفريقيا ومنذ عام 1986 يفوز بها النجوم الأفارقة الذين يلعبون فى أوروبا سواء كانت برعاية الفرانس فوتبول أو تحت رعاية الكاف.. والواقع إن جائزة الاتحاد الآسيوى لكرة القدم مختلفة، فالحفاوة تذهب أولا إلى نجوم يلعبون بالقارة. وهى الجائزة الأساسية، على الرغم من اختراع جائزة أخرى مخصصة لأفضل لاعب آسيوى محترف فى أندية خارج القارة.. فهل من العدل أن ينافس صلاح ومانى ومحرز ويايا توريه وصمويل إيتو وغيرهم من نجوم إفريقيا من يلعبون فى صفوف أندية داخل القارة؟
** الحدث هو البطل وتنظيمه وخروجه بالشكل اللائق فى غاية الأهمية ويمثل دعاية كبيرة للبحر الأحمر وسهل حشيش حيث تنقله 150 قناة تليفزيونية عالمية على الهواء مباشرة.. ومصر بمقاصدها السياحية المتنوعة تستحق كل نجاح وكل خير.. فمرحبا بكم جميعا على ضفاف سهل حشيش..!