توقيت القاهرة المحلي 12:11:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تغيرت كرة القدم.. ونحن لم نتغير!

  مصر اليوم -

تغيرت كرة القدم ونحن لم نتغير

بقلم: حسن المستكاوي

** يسدل الستار على عام يمضى، كما يسدل الستار على عقد يمضى. وخلال السنوات العشر الأولى من القرن الحادى والعشرين تغيرت الرياضة وتطورت كرة القدم، وبات الإنفاق المالى مذهلا، فقد أصبح حجم الإنفاق على الرياضة مقدرا بـ 500 مليار دولار وهى قفزة تحققت فى الفترة من 2014 إلى 2018 ويتوقع أن يصل حجم الإنفاق على الرياضة إلى 700 مليار دولار خلال الفترة من 2018 إلى 2022.. ومن شواهد العقد الثانى من القرن الحادى والعشرين أن مجموعة سيتى جروب لها استثمارات فى أندية بالولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا بأستراليا واليابان والهند، ويكفى أن بطل الدورى اليابانى أخيرا مملوك للمجموعة، وهذا يوضح كيف أصبحت حدود صناعة كرة القدم غير محلية وتعدت الإقليمية أيضا.
** لكن التغيير الذى طرأ على الصناعة ليس ماليا فحسب، وإنما فنيا أيضا. ففى كرة القدم اختفى رقم 10 التقليدى مع نهاية العقد الأول من هذا القرن، واختفى رأس الحربة الساكن فى منطقة الجزاء. واختفت المراكز الثابتة وبات الظهير جناحا ولاعب الوسط مهاجما، والمهاجمون مدافعين، باختصار أصبحت اللعبة أكثر جماعية وأكثر تنظيما وأكثر تركيزا على المهام والواجبات.
** كذلك اختفى الرقم 9 تقريبا أو رأس الحربة، من يتابع ألمانيا منذ فترة، وربما فى مرحلة ما بعد مونديال 2010 فى جنوب إفريقيا سيجد أن الفريق لا يضم البرتغالى رونالدو ولا الإنجليزى هارى كين، ولا البلجيكى لوكاكو، فهذا المركز ليس صريحا بالدرجة الكاملة، ووضح ذلك فى مونديال 2014 وفى كأس القارات بروسيا عام 2017، فالفريق يهاجم بخطوطه ولاسيما الوسط، ويتقدم إلى رأس الحربة أحد اللاعبين فى لحظة ما، ثم يخرج فى لحظة من المركز ليتقدم زميل آخر له.. هكذا كان الحال لسنوات بواسطة مسعود أوزيل وسامى خضيرة، وكاكا وبرازيلى وجيروم بواتنج وكلوزة وبودولوسكى وباد شتوبر، وتونى كروس وموللر ووماركو ريوس وجوتزة.. وغيرهم.
وعرفنا فى تلك السنوات أشكالا من المهاجمين لم يتوقعهم أحد بحكم مواقعهم ومراكزهم مثل مارسيللو، دانى ألفيش، وكافو، ومايكون، ولوسيو وفيديريكو فالفيردى وكروس وغيرهم.
** هذا كلام بعيد تماما عن تلك الآراء الانطباعية العامة والتقليدية فقد شهدت كرة القدم فى العقد الأول من هذا القرن تغييرات شديدة، بجانب التغيير المعروف المتعلق بالسرعات والقوة، وارتفاع مستوى اللياقة، وزيادة معدلات الجرى.
** سأترك المقارنات الأجنبية، وأتوقف قليلا عند كرتنا المحلية للتدليل على ما سبق من تغييرات فى اللعبة، ففى مباراة الأهلى والاتحاد السكندرى التى انتهت بفوز حامل اللقب 4/صفر سجل ثلاثة من تلك الأهداف لاعبو الوسط بعد فرصة تهديف محققة للسولية وهو لاعب وسط، بينما أحرز الهدف الرابع وليد أزارو الذى يوصف مركزه كرأس حربة، وهذا مجرد نموذج.
** الآن يرى يورجين كلوب أنها جريمة أن يلعب ليفربول مباراتين خلال 72 ساعة، مباراة لعبها أمس مع ليستر سيتى والثانية مع وولفرهامبتون يوم الأحد.. وفى إحصائية دقيقة أجريت على فريق استون فيلا الفائز بدورى إنجلترا فى موسم 1980 / 1981 لأول مرة منذ 71 عاما، اكتشف الخبراء أمرا فى غاية الغرابة بمعايير القرن الحادى والعشرين، إذ كانت الإحصائية عبارة عن عدد المباريات التى لعبها الفريق وعدد اللاعبين الذين شاركوا فى تلك المباريات، وقد لعب أستون فيلا 42 مباراة فى طريقه نحو اللقب بـ 14 لاعبا فقط وسبعة منهم بدأوا فى جميع المباريات، وهو عدد يخوض به اليوم الفريق الواحد مباراة واحدة.
** فى جميع الأحوال نحن أمام لعبة مختلفة على حميع المستويات، فى تلك الحقبة، لعبة بات الأداء الجماعى ضرورة، والمراكز مجرد مهام وواجبات، والتكتيك فيها أكثر دهاء، والسرعة أسرع، والأداء أقوى، والمسافات أضيق، والأدوات المساعدة مختلفة، والاستشفاء له أساليبه العلمية..
** تغيرت كرة القدم كثيرا.. ولم نتغير نحن!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تغيرت كرة القدم ونحن لم نتغير تغيرت كرة القدم ونحن لم نتغير



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
  مصر اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon