توقيت القاهرة المحلي 15:53:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

منتخب الجزائر يقدم لكم دروسا فى الكرة الجديدة!

  مصر اليوم -

منتخب الجزائر يقدم لكم دروسا فى الكرة الجديدة

بقلم: حسن المستكاوي

الصعوبة والجمال مرتبطان.. وهذا وراء الإعجاب بمحاربى الصحراء..
الفريق يمتلك فريقين.. ومجموعة فريدة
من اللاعبين والمواهب ويقودهم قائد يدعى بلماضى
هذا منتخب يهاجم ويدافع.. وأسقط نظريات الذين يضحكون علينا بالاختيار بين الدفاع وبين الهجوم!

** إن كرة القدم الجيدة لعبة صعبة، وكرة القدم الجيدة لعبة جميلة، وكلاهما الصعوبة والجمال مرتبطان وترى الصعوبة فى التكتيك الجماعى المطبق بمنتهى الدقة وحين ترى هذا التكتيك الجماعى الصعب يطبق بمهارة وفن يزداد الإعجاب، بالفريق الذى يلعب تلك الكرة.. وهذا وراء إعجابنا جميعا بمنتخب الجزائر أو بمحاربى الصحراء الرائعين.
** تابعت منتخب الجزائر فى مبارياته الأربع.. وكم كانت تلك المباريات دروسا وحصصا للذين يرون جماعية الأداء مجرد استحواذ وتمرير، وكم كانت تلك المباريات حصصا ودروسا فى الروح القتالية، ومعنى المساندة دفاعيا وهجوميا، وكم كانت تلك المباريات دروسا وحصصا فى قيمة المدرب وفى قيمة شخصيته القوية الفاهمة.
** لم تكن مباراة غينيا فى دور الستة عشر أفضل مباريات منتخب الجزائر، ولكن الأفضل كانت أمام السنغال لقوة الفريق السنغالى، وقد لعب جمال بلماضى مبارياته الأربع بأساليب مختلفة، وبجماعية فيها سيطرة وتنظيم شديد التعقيد والصعوبة ولو بدا الأداء سهلا وسلسا.. فالفريق يملك الحلول الهجومية، ويملك رأس الحربة الذى يتحرك، ويهدد، ويفتح على الأطراف، ويذهب إلى العمق، ويساند ويتلقى المساندة، ويدافع ويهاجم، ولا يسكن ولا يقيم فى منطقة الجزاء.. ولا تضايقه المساحات الضيقة، بينما رءوس حربتنا تخنقهم المساحات الضيقة.. إنه بغداد بونجاح وله بديل ناجح وهو إسلام سليمانى.. والفريق يملك مواهب ومهارات ويملك دكة احتياطية عامرة ويكفى أوناس هذا المحترف الصغير فى نابولى الإيطالى.
** منتخب الجزائر يلعب كرة القدم التى نريدها لمنتخب مصر وكنا نتمناها. إذ يدافع ويهاجم. فلا هو يدافع فقط مثل كوبر ويبهر دراويشه، ولا هو يهاجم فقط أو يغامر فقط ويقنع تلاميذه. لا.. وألف لا.. منتخب الجزائر يجعلك تحب كرة القدم بما فيها من صعوبات وتعقيد لأنك قد تراها لعبة سهلة. وتلك هى متعة اللعبة الحقيقية.. وواجب كل فريق كبير أن يدافع ويهاجم.. وغير ذلك هى مبررات وتمريرات الفاشلين.. تماما مثل جملة: «المهم النقطة وليس الأداء.. والمهم النتيجة وليس الأداء».
** لا أعنى الآن أن منتخب الجزائر سيفوز باللقب، لكنه من المؤكد مرشح للقب.. ففى كرة القدم منتخبات عبقرية خسرت بطولات من البرازيل وهولندا إلى ألمانيا وفرنسا.. فلا شىء مضمونا فى لعبة تقوم فلسفتها ومتعتها على الشك فى نتائجها الأخيرة.
** منتخب الجزائر قدم لنا الكرة الجديدة الحقيقية، وأسقط كل الأكاذيب، وكل التبريرات التى يطلقها الفاشلون والساقطون.. عن الدفاع وعن الهجوم كأن علينا أن نختار بينهما.. كما يطلقون بدعة الأداء أو النتيجة.. وقد أعطى محاربو الصحراء دروسا فى كرة القدم، وفى كيفية ممارستها بالطاقة القصوى، وبابداع، وبمهارات وبأداء جماعى منظم للغاية، ولا تهاون فيه على الإطلاق.
** فى الدقيقة 65 كان الفريق متقدما بهدفين على غينيا، فأصدر جمال بلماضى تعليماته على لاعبيه بالضغط العالى والهجوم لمنع منتخب غينيا من بناء هجمة منظمة، وفى الدقيقة 90 كان منتخب الجزائر متقدما بثلاثة أهداف، والكرة مع لاعب من فريق غينيا وسط الملعب لا تشكل خطورة، فضغط عليه ثلاثة ثم أربعة ثم خمسة لاعبين جزائريين، لاستخلاص الكرة.. يا.. إلهى (مع الاعتذار لفهد العتيبى) ما هذه الروح، ما هذا التنظيم، ما هذه الجدية؟!
** هذا تدريب، ومهارات لاعبين. هو عقل مدرب فى الملعب، وقدرات فى أقدام لاعبين. وقوة ولياقة. فما يطبقه منتخب الجزائر يحتاج إلى لياقة كبيرة، وتصميم أكبر، وروح قتالية ومشاعر وطنية أيضا تدفع اللاعب إلى بذل أقصى جهد بأداء جاد وحقيقى وليس أداء مظهريا، شكليا، كاذبا، يقوم على التحليق من بعيد كما كان يفعل لاعبونا، وكان ذلك دليلا على أن المنتخب «مش قادر»، ويلعب بخطة «احنا اللى خرمنا التعريفة».!
** حضر منتخب الجزائر وهو فريق يبدو غير مرشح، بسبب تصنيفه وتاريخه فى إفريقيا، ومبارياته الودية. وهذا من اسوأ النظريات أيضا. فالعبرة بالأداء اللحظى والأداء فى كل مباراة، وقدر توظيف المهارات، وكيف يلعب الفريق كرة جماعية.. وروح لاعبيه القتالية، وهو الأمر الذى حققه منتخب مدغشقر القادم لأول مرة لنهائيات الأمم الإفريقية.. بينما خرج منتخب مصر المرشح الأول وخرج منتخب الكاميرون حامل اللقب وخرج منتخب المغرب أحد المرشحين، وفى قبعة كأس الأمم مفاجآت أخرى.
** كرة القدم فى الواقع هى رحلة حزينة من المتعة والواجب والمجد والخيبة والاستغلال والبؤس والحب والصراع بين الحرية والخوف كما يراها إدواردو جاليانو، وهى كما قال يوما الفيلسوف الفرنسى الجزائرى الأصل ألبير كامو: «كل ما أعرفه عن الأخلاق وواجبات الإنسان أدين به لكرة القدم».!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منتخب الجزائر يقدم لكم دروسا فى الكرة الجديدة منتخب الجزائر يقدم لكم دروسا فى الكرة الجديدة



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:43 2022 الثلاثاء ,14 حزيران / يونيو

ياسمين صبري تزداد أناقة بإطلالات فخمة وراقية

GMT 21:09 2021 الجمعة ,23 إبريل / نيسان

"وحيد القرن" أصغر ثقب أسود قريب من الأرض

GMT 19:35 2021 الثلاثاء ,23 آذار/ مارس

بورصة بيروت تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 05:47 2021 الخميس ,28 كانون الثاني / يناير

تعرف على رسالة ياسر فرج الأخيرة لزوجته قبل وفاتها

GMT 15:13 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أتلتيكو مدريد يصنع التاريخ بالأرقام في الدوري الإسباني

GMT 21:10 2020 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

بايرن ميونخ أفضل فريق في 2020 ضمن جوائز "غلوب سوكر"

GMT 13:03 2020 الثلاثاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

طبيب يكشف عن والد طفل عروس بنها في حال حملها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon