توقيت القاهرة المحلي 10:38:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رقصة السامبا الحزينة..!

  مصر اليوم -

رقصة السامبا الحزينة

بقلم : حسن المستكاوي

** قال صحفى برازيلى، والدموع توشك أن تقفز من عينيه، قال لمدرب المنتخب تيتى أثناء مؤتمره الصحفى بعد مباراة بلجيكا:

«الحظ لم يكن معنا.. الحظ لعب مع بلجيكا».. وأعجبنى رد تيتى، فقد قال: «لا دخل للحظ بفوز بلجيكا.. هل تظن أن كوروتوا كان محظوظا؟ لا أظن أنه كان محظوظا، وإنما كان حارسا رائعا»!

** هذا درس من الدروس التى يجب أن يتعلمها المجتمع العربى كله.. فنحن نعلق هزائمنا على حكم، أو على حظ، أو على أرض وعرة، أو على رحلة طيران شاقة، أو على درجة الحرارة المرتفعة، أو على درجة البرودة العالية.. فالمهم أن شيئا آخر أو شخصا آخر وراء تلك الخسارة وليس نحن.. وأضيف إليه درس آخر من تصريح مدرب بلجيكا: «بالنسبة لى فإن المنتخب البرازيلى أفضل فريق فى البطولة.. وفى أى مباراة، إذا لعبت بشكل جيد ستفوز وإذا لم تفعل ستخسر، ولكن أمام منتخب البرازيل فهذا لا يكفى، تريد المزيد، يجب أن تكون مقتنعا أن بإمكانك الفوز»!

** هذا درس فى الرياضة وفى أخلاق الرياضة ودرس فى التواضع، ودرس للمدعين، ودرس لكل مغرور بانتصاره..!

** والحقيقة الواضحة للجميع هى أن البرازيل خسرت لأن منتخب بلجيكا كان أفضل فى تلك المباراة تحديدا وليس الأفضل بصورة مطلقة. ولأن مدربه مارتينيز استعد تكتيكيا بصورة أفضل من تيتى. لقد لعب روبرتو مارتينيز بطريقته 3/4/3.. ولكنه دفع لوكاكو إلى الجهة اليمنى قليلا لإرهاق مارسيللو وتعطيله والحد من تقدمه، بجانب إستغلال المساحة التى يتركها حين يتقدم. وساعده تقدم بلجيكا بهدف على تنفيذ تلك الخدعة نسبيا حيث اضطر مارسيللو إلى التقدم كثيرا بحثا عن التعادل.. كما لعب دى بروين متأخرا عن مركز رأس الحربة أو مركز 9 الخفى.. فيما أجرى تغييرين مهمين بالدفع بالشاذلى وفيللاينى وكلاهما قاما بمحاصرة كوتينيو، وقطع خطوط الاتصال بينه وبين نيمار.. 

** لقد قال مارتينيز تعليقا على فوز فريقه: «مباراة اليوم لم تكن متعلقة بالتكتيك، ولكن بتنفيذ هذا التكتيك، وقد طرحت تكتيكا صعبا على اللاعبين. ورأيت نظرات عيونهم، وهى تلمع بالثقة، وبالرغبة فى الفوز. نعم اليوم كان الأمر متعلقا بالذكاء وبإيمان اللاعبين الدائم بقدرتهم على الفوز»..!

** فى المقابل صمم تيتى على أسلوبه وخططه وتكتيكه وسلاحه. صمم على أن مهارات لاعبيه الفردية قادرة على صناعة الفوز أو طبخ الفوز تحديدا فى أى وقت، سواء على نار هادئة أو فى لحظة يتحول فيها الهدوء إلى قطعة من الجمر.. 

** أسفل شجرة نخيل وحيدة فى حى بيدرا دو سال فى ريو دى جانيرو ولدت رقصة السامبا قبل أكثر من مائة عام، وهى روح وقلب وعقل البرازيل.. وهى رقصة قادمة من غابات إفريقيا مع أكثر من أربعة ملايين انتزعوا من قراهم ومن أوطانهم، وكانت رقصاتهم تعبيرا عن حلمهم بالتحرر من قيودهم.. وبمرور الوقت، باتت رقصة السامبا تعبيرا عن الفرح والبهجة والسعادة، بإيقاعاتها الصاخبة، وطبولها الزاعقة.. لكن لسبب ما، فور انتهاء مباراة بلجيكا والبرازيل شعرنا أننا نسمع صوت موسيقى حزينة، ونغماتها دموع.. لعلها كان صوت رقصة السامبا التى اكتست فى تلك الليلة بالألم والحزن!

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رقصة السامبا الحزينة رقصة السامبا الحزينة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon