بقلم: حسن المستكاوي
** لا جديد فى شارع الكرة المصرية.. هو نفس الانقسام والجدل. وأذكر أنه كلما بحثنا عن مدرب للمنتخب، ينطلق الخلاف هل هو مصرى وطنى أم أجنبى عالمى. مع أن القضية يجب أن تكون بمعايير الكفاءة والموهبة والعلم. والآن هناك انقسام حول عودة الدورى. أهل القمة يقولون: عودا حميدا. وأهل القاع يرونه عذابا أليما. وبين الاثنين هناك الذين لم يطولوا عنب الشام ولا بلح اليمن، وهم هؤلاء الذين يحتارون بين أمرين ويطمعون فى الأمرين، ولكنهم يخسرون الأمرين بسبب هذا الطمع..!
** إن ظهور حالات كورونا فى بعض الفرق، لا تعنى أن المرض هو العقبة الوحيدة والصعبة أمام الدورى الحالى. فالذين طالبوا ببدء موسم جديد وإلغاء القديم، يرون أن كورونا تختص بالدورى السابق، ولن يكون لها أثر فى الدورى القادم. وربما المشكلة الحقيقية أن هذا الموسم لا يملك رفاهية التأجيل للمباريات أكثر من مرة ولأكثر من مباراة لفريق. وهو أمر كان سيكون متاحا فى حالة بدء دورى جديد. إلا أن حجة كورونا ليست مقنعة.. والمشكلة القديمة أنه توجد توجهات خاصة تخدم المصالح الخاصة، ولا تعمل من أجل المصلحة العامة، ومن أجل مصلحة اللعبة، ومصلحة الصناعة. وضاع الوقت فى مناقشات غير موضوعية، وغير دقيقة، وغير عميقة فى الطرح !
** إن الأصل فى ممارسة كرة القدم أنها لعبة جميلة، للترويح والمتعة والبهجة، وأن أجمل الأشياء أن تعيش فى ظل هذه البهجة أو فى ظل أى شكل من اشكال البهجة التى تصنعها الرياضة والفنون والثقافة والموسيقى.. والعالم الآخر يتعامل مع كرة القدم على أنها صناعة مربحة واستثمارية، وفى الوقت نفسه هى لعبة صعبة وجميلة.. واجتماع الصعوبة والجمال متعة، والجدية فى اللعب متعة. ومن يلعب بجد يعمل بجد!
** هكذا نجحت دوريات أوروبية عادت وانتهت وبدأت تستعد لموسم جديد بأفكار جديدة. فلا صراع خارج الملعب، ولا حجج واهية، ولا قرارات تسير على أندية ولا تسير على أندية أخرى. وهو الأمر الذى يرسخ غياب العدل والمساواة ويفتح الأبواب أمام كل شياطين الاعتراض والاحتجاج. فلماذا أعلن الاتحاد مبكرا تأجيل مباراة الإنتاج الحربى الأولى لإصابة 18 لاعبا؟ وظلت مباراة المصرى الثانية محل شك فى التأجيل أو اللعب لإصابة 16 لاعبا؟ وأعلن الاتحاد أنها ستقام فى موعدها ثم تراجع وأجلها بعد إجراء مسحة للاعبى المصرى؟
** تأجيل مباراة المصرى وحرس الحدود قرار عادل قياسا بقرار مباراة الإنتاج. لكن هنا نقف لنعرف لماذا وقعت الإصابات بعدد كبير فى الفريقين؟ وهل ذلك نتيجة بسبب الاستهتار أو الإهمال فى الالتزام بالإجراءات الاحترازية الطبية الصارمة؟ وهل يمكن أن تحاسب إدارتى الناديين المسئول عن الاستهتار أو الإهمال أم أنها كلها إصابات قضاء وقدر.. وربنا يشفى الجميع.
***
صوت الجمهور، كان من علامات مباراة الأهلى وإنبى. فقد وصل إلينا صوت الفرحة بالهدف الأول الذى سجله محمد هانى، ثم صوت فرحة الهدف الثانى. واختلفت درجة الصوت فى المرتين. وهذا يشير إلى وجود ناس تعمل على إسعاد مشاهديها وجماهيرها، بفكرة، حتى لو كانت الفكرة مقتبسة من أندية أوروبية أو إنجليزية. وعلى الرغم من بساطة الأمر فإنه احتاج إلى عمل وتجهيز وترتيب أيضا مع الإذاعة الداخلية باستاد القاهرة.
** تلك جدية فى اللعب وجدية فى العمل.