بقلم : حسن المستكاوي
** على المسرح الملكى فى لندن، وللمرة الثانية تستضيف العاصمة الإنجليزية حفل توزيع جوائز الأفضل فى كرة القدم عن عام 2018 الذى ينظمه الفيفا. ويشارك فى هذا الحفل مغنى الروك الشهير نويل جالاجر والممثل إدريس ألبا، ويشارك فى تقديم الحفل أيضا كل من ليلى أنا لى، ولور بونيه.. وهى ليلة ينافس فيها الفيفا جائزة الكرة الذهبية، بعدما أصبحت الجائزة الكبرى التى تمنح للأفضل جائزتين، وبعد أن كانت تقام تحت رعاية فريق واحد أصبحت تقام بفريقين مختلفين..
** هى ليلة حلم للاعبى كرة القدم ولنجومها، وهى ليلة حلم بالنسبة للكرة المصرية والعربية.. فلم نكن نحلم فى يوم من الأيام بدخول لاعب مصرى فى دائرة الاختيار كأفضل لاعب فى العالم، وقد فعلها محمد صلاح، ودخل التاريخ، وداعب كل أحلامنا، فلم نعد نكتفى بالحلم، وإنما نطمع فى المزيد، إلا أن المنافسة ليست سهلة.. فهى تدور مع كريستيانو رونالدو أحد أبرز نجوم اللعبة فى هذا العقد الثانى من القرن الحادى والعشرين، والمنافس التقليدى الأرجنتينى ليونيل ميسى، وهو خارج السباق هذه المرة.. ويحل محله لوكا مودريتش نجم ريال مدريد ومنتخب كرواتيا، الفائز بجائزة أحسن لاعب فى أوروبا هذا العام.
** مودريتش هو المرشح الأول نظرا لدوره فى وصول كرواتيا إلى نهائى كأس العالم، وقد كان قائد الفريق وعقله وصانع ألعابه، وضابط إيقاعه، كما أنه قام بالدور نفسه وساهم فى فوز ريال مدريد بلقب دورى أبطال أوروبا.. وقد أشارت بعض الصحف البريطانية الصادرة، أمس، إلى أن رونالدو يتردد فى حضور الحفل، لشعوره بذهاب اللقب إلى مودريتش، وكان رونالدو غاب عن حفل توزيع جوائز الأفضل وفقا لاختيارات الاتحاد الأوروبى للسبب نفسه. ولو تغيب رونالدو ستكون تلك سقطة كبرى له، خاصة أن ليونيل ميسى أعرب عن رغبته فى حضور الحفل على الرغم من أنه خارج قائمة المرشحين النهائية للقب.
** وأعود إلى مودريتش وهو صاحب معظم قرارات التمرير والتحركات فى منتخب كراوتيا. وبالنسبة لمحمد صلاح فقد أبدع فيما لم يكن متوقعا، كما أن الدورى الإنجليزى بمعايير الصعوبة، من أقوى مسابقات كرة القدم وصلاح سجل هدفا بديعا فى دورى أبطال أوروبا تجلت فيه مهارة السرعة، ومهارة المرواغة، ومهارة القرار.. وهو حقق كل تلك الإنجازات والجوائز فى أول موسم له مع ليفربول. أما كريستيانو رونالدو فقد كان مطرقة ريال مدريد وهدافه، وسلاحه الأول كما سجل هدفا جميلا فى مرمى يوفنتوس لقى إستحسان خصومه لبراعته.
** المعايير التى تحكم الاختيارات وتؤثر فيها متعددة، ومن أهمها البطولات والألقاب.. ومن المدهش أن أنطوان جريزمان خرج من القائمة النهائية على الرغم من فوزه بثلاث بطولات وهى كأس العالم مع منتخب فرنسا، ودورى أبطال أوروبا والسوبر الأوروبى مع أتليتكو مدريد، وقد اعترض إعلاميا وليس رسميا على استبعاده وتساءل: ماذا أفعل وقد فزت بثلاث بطولات؟
** فى مثل تلك الجوائز تتدخل أحيانا جهات وشركات الرعاية لاعبين ومنتخبات وأندية، وهو صراع ديناصورات ولكل ديناصور أسلحته ومخالبه.. لكن بالنسبة للمعايير الرياضية والفنية، أضع معيار الإبداع والمهارات، والدور الذى يمارسه اللاعب فى فوز فريقه ببطولات. والإبداع أعنى به قدرة اللاعب على مفاجأة الجماهير بما لا يمكن توقعه من ألعاب وقدرات خاصة تنتزع آهات الإعجاب، وتلك النوعية من اللاعبين هم الذين تحب أن تذهب إليهم الكرة كى تستمتع بما يقدمونه من مهارة وإبتكار وإبداع.
** قد يتحقق الحلم ويفوز صلاح خاصة أن تصويت الجماهير نسبته 25% من النتيجة، ولا شك أنه تقدم فى حساب الجمهور.. ولكن المنطق يرشح مودريتش لدوره مع كرواتيا وريال مدريد ولمهاراته
نقلًا عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع