توقيت القاهرة المحلي 06:46:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المنتخب يلعب نصف مباراة ونصف كرة قدم وفى نصف الملعب..!

  مصر اليوم -

المنتخب يلعب نصف مباراة ونصف كرة قدم وفى نصف الملعب

بقلم : حسن المستكاوي

الفريق الروسى لا يملك مهارات البرازيل 

أو إسبانيا لكن عنده الكثير الذى لا يملكه الفراعنة..!

الخسارة لم تكن بسبب زيارات شخصيات وفنانين للفريق

.. وما حدث دليل على عدم الاحتراف الإدارى وعدم احترام العمل..!

الفريق مثل ملاكم يفوز ببطولة إفريقيا للوزن الثقيل.. لكنه لا يستطيع أن يهزم كلاى أو تايسون!

صلاح موهبة فطرية وعبقرية.. لكنه يمشى وحده مع المنتخب.. ولا يمشى وحده مع ليفربول!

** لا يحدث أبدا أن يتحول مقر بعثة منتخب يخوض منافسات بطولة دولية مثل كأس العالم إلى ساحة للصور التذكارية مع اللاعبين أو مسرح للمشاهير أو صالون اجتماعى، فتلك فوضى إدارية، تساوى تلك الفوضى التى جعلت المنتخب يقيم فى جروزنى، ويكون ثانى فريق فى المونديال بعد نيجيريا يقطع مسافات، يعنى منتخب مصر سبق 30 منتخبا فى المسافات التى قطعها. واللطيف أنه لن يلعب مباراة واحدة فى جروزنى.. ولكن للإنصاف أيضا أوضح أن المنتخب لم يخسر أمام روسيا بسبب تلك الزيارات التى قامت بها شخصيات عامة وفنانون وجمهور. هذا ليس سبب الخسارة، لكنه دليل على عدم الاحتراف فى العمل. ودليل على عدم احترام العمل!

** كنت فى النهاية أفضل أن تنفق الشركة الراعية للمنتخب على سفر مجموعة من الشباب المصرى الذى لا يجد فرصة للسفر إلى الخارج. كان يمكن أن تعطوا لملايين الشباب النموذج الحقيقى والفعال للإيمان بأنهم الحاضر والمستقبل بدلا من إنفاق تكلفة طائرة بالكامل على شخصيات بمقدورها أن تسافر إلى القمر على نفقتها الخاصة!

** منتخب روسيا لا يملك مهارات البرازيل أو إسبانيا أو البرتغال أو فرنسا الفردية، ولا مهارات الألمان الجماعية، ولا يملك رونالدو أو نيمار أو ميسى، لكن الفريق الروسى يملك القوة، واللياقة، والصحة، والتكتيك، وهو ليس مرشحا للقب لكنه يملك الكثير مما لا يملكه منتخب مصر.. وقد اختصر الفارق فى لعبتين أسفرتا عن الهدفين الثانى والثالث لروسيا وسجلهما دينيس تشيريشيف وارتيم دزيوبا وكيف أفلت اللاعبان من دفاع المنتخب بسهولة. يقابل ذلك محاصرة الدفاع الروسى لصلاح وأيضا لمروان محسن، وعدم السماح لهما باستلام الكرة أصلا مما ترتب عليه تحييد الهجوم المصرى تماما. بجانب الضغط على لاعبى الوسط فى المنتخب وما ترتب عليه من وأد الهجمات فى مهدها.. وهذا كى يحدث ليس بالبساطة التى أكتب بها، وإنما هو نتاج عمل جاد وجهد بدنى كبير.

** الأخطاء تحدث عنها الجميع خلال المباريات الودية، وقبل المباريات الودية، فالمنتخب يلعب نصف مباراة، ونصف كرة قدم، ويلعب فى نصف الملعب. فالفريق يدافع ولا يهاجم. وأحيانا يكون ذلك اختيارا بسبب فلسفة كوبر الدفاعية، وأحيانا يكون ذلك بسبب عدم القدرة. يعنى ببساطة قد نملك ملاكما رائعا على مستوى إفريقيا.. لكن هذا لا يعنى أن الملاكم نفسه قادر على مواجهة محمد على كلاى أو تايسون لمجرد أنه يهزم كل الملاكمين الأفارقة.. وأضطر لتقديم هذا المثل الساذج لعله يقنع الذين يظنون أن المنتخب سافر إلى روسيا كى يلعب فى دور الثمانية، وأضطر لعرض هذا المثل الساذج، لعله يقنع الذين أسهبوا فى التحليل والشرح، وباعوا للناس انتصارا حتميا فى المجموعة دون إدراك للمستويات، ودون إدراك لمستوانا، ودون إدراك لمستوى كرة القدم فى كأس العالم!

** أشعر بالأسف والاعتذار لتكرارى أننى قلت كثيرا: ليس المهم الوصول إلى كأس العالم وإنما الأهم ماذا نفعل فى كأس العالم؟ وما حدث ليس مفاجأة، ولو وقعت معجزة، وصعدنا مثلا فهذا لن يغير شيئا. فالجهاز يجب أن يرحل. واتحاد الكرة عليه أن يدير كرة القدم بمفهوم احترافى حقيقى.. وقد سبق واعترضت على مفهوم الإعداد، وعلى مفهوم تجربة كوبر للاعبين، فهو ليس إعدادا وليست تجارب للاعبين جدد!

** قلت من قبل وأكرر الكلام، مشيرا بذلك إلى أن الصواب أن تتحدث بما يجب أن يكون وليس بعد أن يخسر الفريق. نعم قلت هنا إن المشكلة هى أن خطة إعداد منتخبات مصر منذ عام 1960 سارت بنفس الفكر والأسلوب حتى الساعة الخامسة من مساء أمس لحظة بدء مباراة روسيا.. وأعلم أن هناك أجندة الفيفا الدولية، لكننا نستعد فقط للبطولات ولا نصنع خطط إعداد طويلة المدى.. نحن فجأة نكتشف أننا بصدد خوض بطولة. وفجأة نرسل فاكسات إلى جميع اتحادات كرة القدم فى الكوكب. وفجأة نفاجأ بأنه لم يرد علينا اتحاد واحد، وفجأة نتسول مباراة.. وفجأة ينتهى الأمر بمباراة بين فريقين هما الأحمر والأزرق أو حسب لون الفانلات المتوافرة للتمرينات فى المخازن!

** كانت عروض الفريق فى مبارياته التجريبية غير مقنعة. لكن هيكتور كوبر وجد أن التجارب جيدة. واعتبر أن غياب محمد صلاح من أسباب تأثر الأداء، هذا ليس دقيقا ولم يكن كلاما دقيقا.. فتلك واحدة من المبررات سابقة التجهيز. وصحيح أن صلاح صاحب مهارات وهداف، ووجوده يشكل ضغطا على دفاع الفريق المنافس. إلا أن صلاح دون مساندة جماعية لا يمكن أن ينجح وحده. وشتان الفارق بين صلاح مع ليفربول وبينه مع المنتخب. فهو مع فريقه الإنجليزى يصل كثيرا للمرمى. ويصنع العديد من الفرص طوال المباراة. هو موجود دائما ويسانده هندرسون وفيرمينيو وسانى، وفينالدوم وميلنر. يسانده فريق بالكامل ويلعب معه وبجواره. وكذلك قلنا مرارا إن ميسى مع برشلونة ليس ميسى مع الأرجنتين.. وميسى مع برشلونة أقوى تأثيرا، والقوة والتأثير أعنى بهما التهديف، وصناعة الأهداف، والفوز بالبطولات. وجمال وجماعية الأداء.. وهى فروق تماثل دور صلاح وموقعه وأهميته فى ليفربول وفى منتخب مصر.. صلاح مهم جدا.. لكنه لا يستطيع أن يلعب وحده أو أن يمشى وحده!

** منذ هزيمة البرازيل المؤلمة أمام ألمانيا فى مونديال 2014 تغير كل شىء فى البرازيل. حارس جديد. دفاع جديد. وسط جديد. هجوم جديد. تكتيك جديد. وقد شاهدت منتخب البرازيل يهاجم بضراوة. ويرد بسرعة للدفاع ويصنع ستارا حديديا، فالقضية ليست دفاعا فقط ولا هجوما فقط.. ولست أرمى بكرة المقارنة بين أداء المنتخب الوطنى وأداء البرازيل.. لكنه واحد من دروس كرة القدم التى تقدمها الفرق الكبيرة للتلاميذ!

** أشعر بالأسف لتكرار نشيد الهزيمة.. وأشعر بالأسف لآراء ولشخصيات أشهرت سيوفها الآن بعد الهزيمة، ركوبا لموجة الهجوم على الفريق وعلى اللاعبين الذين قاتلوا بروح عالية لكنهم لم يوفقوا أمام منافس أقوى.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المنتخب يلعب نصف مباراة ونصف كرة قدم وفى نصف الملعب المنتخب يلعب نصف مباراة ونصف كرة قدم وفى نصف الملعب



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon