بقلم : حسن المستكاوي
** من ذاكرة الأمم الأفريقية (1)
حققت كرة القدم المصرية إنجازاتها السابقة بالريادة فى الممارسة وبالتاريخ، فوصل المنتخب الوطنى إلى مونديال إيطاليا 1934 بعد مباراتين مع فلسطين، وفازت مصر بكأس الأمم الأفريقية مرتين متتاليتين بعد نهائيات شاركت بها إثيوبيا والسودان فى عامى 1957 و1959، وهو ما عرف باسم «مثلث النهر القوى».
ومنذ البطولة الأولى، وحتى البطولة القادمة يظل المنتخب المصرى، مرشحا للقب بالطبع، وهو مرشح دائم بالتاريخ والجغرافيا، وبالحاضر القريب، لكن منتخب مصر فريد فى ذاته، فهو يحقق معجزة الفوز باللقب ثلاث مرات متتالية ثم يعجز عن التأهل للنهائيات ثلاث مرات متتالية. ونتائج مبارياته أحيانا تكون مثل «أسعار الطماطم». وهو تعبير قديم استخدمته الصحافة المصرية فى الستينيات.
** توج المنتخب باللقب 7 مرات وكان يمكنه الفوز بثلاث بطولات إضافية لكنه لم يحرزها، وكانت الأولى فى أديس أبابا حين تقدم المنتخب على إثيوبيا فى المباراة النهائية بهدفين مقابل هدف حتى ربع الساعة الأخير ثم خسر اللقاء وخسر الكأس بأربعة أهداف مقابل هدفين، بسبب ما قيل إنه نقص الأكسجين، وما قيل عن إصابة اللاعبين بالخوف من أسدى الإمبراطور هيلا سيلاسى، الذى حضر المباراة النهائية، والواقع أنهما كانا كلبين، إلا أن زميلا كبيرا مرافقا أرسل إلى القاهرة تقريرا تحدث فيه عن أسدين رافقا الإمبراطور من باب جذب القارئ بقصة خبرية مثيرة، وكانت «أفلام طرزان فى الأدغال» تثير الخيال فى تلك الفترة!
** البطولة الثانية كانت عام 1963 وكان منتخب مصر يمكنه التأهل للمباراة النهائية بعد أن تقدم على شقيقه السودانى لكنه تعادل كالعادة، وخسر فرصة اللعب فى النهائى بفارق هدف.. والبطولة الثالثة التى كانت قريبة من قدم المنتخب المصرى فى عام 1974 حين استضافت مصر الكأس على أرضها، وتقدم الفريق على زائير 2|1 ثم أهدر على أبوجريشة هدفا لا يضيع، ثم تعادلت زائير وفازت 3|2 وسط ذهول الآلاف بالاستاد، وكنت أحدهم.. وكانت تلك البطولة تحديدا مثل عقار مضاد للأنفلونزا، فتحصنت ضد الذهول، وتعلمت أن منتخب مصر يمكن أن يكون بطلا ويمكن ألا يكون..!
** البطولة الرابعة التى قدم فيها المنتخب عروضا قوية، وكان يستحق اللقب، كانت عام 1984 فى ساحل العاج. فقد فاز المنتخب على الكاميرون 1/ صفر، ثم على ساحل العاج 2/1، ثم تعادل مع توجو صفر / صفر، وفى الدور قبل النهائى لعب الفريق مباراة رائعة أمام نيجيريا وتعادل الفريقان 2/2، ثم فازت نيجيريا بركلات الجزاء الترجيحية 8/7. وبدلا من الصعود للمباراة النهائية لعب المنتخب على المركز الثالث وخسر أمام الجزائر 1/3.
** البطولة الخامسة سنعتبرها اقترابا من اللقب، لكنه لم يكن يستحق دائرة القمة بالأداء، وكانت فى عام 2017 فى الجابون تحت قيادة هيكتور كوبر، فقد تعادل الفريق مع مالى صفر / صفر، وفاز على أوغندا 1/صفر، وعلى غانا 1/صفر وعلى المغرب 1/صفر وتعادل مع بوركينا فاسو 1/1 وفاز بركلات الجزاء الترجيحية 4/3، وفى المباراة النهائية خسر أمام الكاميرون 2/1.. أحرز الفريق فى الجابون خمسة أهداف، ودافع بقوة ونضال، ولم يكن النضال كافيا للتفوق. لكنه للإنصاف كان قريبا من اللقب بالنتائج.. وسوف تظل المعادلة الأصدق والأدق هى أن الأداء الجيد ينتج نتائج جيدة فى النهاية!
نقلًا عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع