بقلم: حسن المستكاوي
** أستند فى إبداء رأيى منذ زمن على ما أراه وأعلمه وأحلله بالعقل والمنطق. وكنت طوال حياتى المهنية قريبا من الحدث. أذهب إلى الاستادات وأحضر تدريبات الأهلى والزمالك، وأذهب إلى الناديين، وأغطى اتحاد كرة القدم، وأكتب عن المنتخب وأسافر فى رحلات مع الفرق. وأنقل الحقيقة التى أراها وأعرفها إلى القارئ. فتلك هى مهمتى. والإعلام طرف محايد. ولا يستخدم أزمة ناد فى إعلاء نسبة المشاهدة أو نسبة التوزيع أو نسبة المتابعين.. الإعلامى ليس له مصلحة ولا يجب، وعمله موجه إلى جمهوره فقط، لا تؤثر صداقة مع مصدر على رأيه، ولا يخشى مصدرا مهما كان رأيه. وهذه شجاعة الإعلامى.. وتلك مجرد مقدمة إلى حين..!
** أستند الآن أيضا على بعض ما أراه وعلى معلومات وأخبار الزملاء الإعلاميين فى تغطية الأحداث الرياضية والأندية والقرارات والأزمات.. ولم يكن واضحا لنا سبب نزول الكابتن محمود الخطيب إلى أرض الملعب لتهدئة جمهور الأهلى.. ولم أعلم سبب غضب الجهور ولا ماذا كان يهتف. لكننى علمت من الزملاء أن الغضب سببه سحب أدوات تشجيع من الجمهور أثناء الدخول (طبول وآلات موسيقية).. فلماذا سحبت أصلا وهل هى أدوات شغب أم أدوات تشجيع؟ كذلك بفرض أنها سحبت لأسباب، فلماذا كل هذا الغضب؟ ولماذا كلما اقترب الجمهور من العودة للملاعب نجد حدثا أو أمرا يبعده أو يؤثر فى عودته؟!
** وأتوقف الآن عند شجاعة أخرى. فقد اختلطت مباريات الدورى وفقا للأسابيع المقررة بمباريات الدورى المؤجلة التى كانت فى الخريطة المقررة. واختلطت تلك المباريات بكأس مصر وبدورى أبطال إفريقيا والكونفدرالية، واختلطت بمباريات البريمير ليج والتشامبيونز ليج وبدورة الخليج. وأصبح يومنا كرة قدم وعليك أن تختار بين ما يفرضه عليك عملك ومهنتك وبين ما يفرضه عليك ذوقك ومتعتك. ومع ذلك كانت= فى بعض مباريات كأس مصر قليل من المتعة والإثارة.. فقد حققت بعض فرق الدرجة الثانية مفاجآت على الرغم من أن القرعة التى أجريت تبدو كأنها وجهت لإقصاء هذه الفرق بين ساحة الكبار..
** نادى مصر أخرج الجونة بركلات الجزاء الترجيحية. وأبو قير للأسمدة أخرج الإنتاج الحربى بركلات الجزاء الترجيحية. والترسانة أخرجت إنبى بركلات الجزاء الترجيحية. بما يعنى أن الفرق الفائزة لعبت مباريات طويلة، مدتها 120 دقيقة، بلياقة بدنية جيدة، وبإرادة ذهنية جيدة. فيما فاز فريق سموحة على العبور الذى يلعب فى الدرجة الثالثة بهدف مقابل لا شىء.. لكن النتائج ليست وحدها هى المفاجأة، وإنما الأداء والثقة والشجاعة أمام الفرق الممتازة.. وعلى الرغم من انتهاء الشوط الأول من مباراة مصر والجونة بالتعادل السلبى إلا أن الملعب شهد صراعا وندية ومتعة. وهو ما تكرر فى مباريات أبو قير للأسمدة والإنتاج وإنبى مع الترسانة وسموحة مع العبور..
** شجاعة فرق الدرجة الثانية يجب أن تهم كل من يعمل بصناعة كرة القدم فى مصر وكيفية تطويرها وتطوير جملة مسابقاتها، ومنها أن يصبح عدد فرق الدرجة الثانية 18 فريقا ومساويا لعدد الدرجة الممتازة، وأن يقر ذلك بدءا من موسم 2023 / 2024.. ( لعلك تقول الآن يا سلام).. نعم فلا يمكن تعديل نظام بطولة غدا وإنما وفقا لرؤية استراتيجية تبلغ للأندية قبل سنوات من التطبيق. كذلك لم يعد منطقيا هذا التقسيم للمسابقات المحلية بطريقة: فرق الدلتا وبحرى وفرق منطقة الصعيد وفرق القاهرة والجيزة.. ما هذا التقسيم الذى يشبه وصف المصريين فى المحافظات بالشعوب، مثل شعب بورسعيد، وشعب دمياط، وشعب الفيوم، وشعب الصعيد، وهو أيضا تقسيم مشابه لتلك الأعياد القومية للمحافظات المصرية مع أنه لمصر عيد قومى واحد؟!