بقلم: حسن المستكاوي
** القضية الرياضية المحلية الأولى الآن خاصة بعودة مختلف الأنشطة، وسط إجراءات طبية صارمة. وبالطبع تأتى كرة القدم فى المقدمة، وهى التى تنفق على لعبات أخرى فى أندية، وتعد مصدرا من مصادر الدخل فى أندية بقدر ما هى عبء مادى كبير على أندية أخرى. والسؤال المهم: هل نستأنف الدورى الذى توقف أم نبدأ الدورى الجديد؟
** لأن كرة القدم صناعة كبيرة، فيها أرباح وخسائر مادية، قررت كثير من الدول استئناف الدوريات التى توقفت، على أن تتبع إجراءات احترازية وطبية فى مواجهة فيروس كورونا. وقد يكون وجهة النظر المادية وراء المطالبة باستئناف الدورى المصرى الذى توقف، نظرا لما أنفق من أموال خلال الفترة التى سبقت الإيقاف، والقضية هنا ليست فى فوز الأهلى باللقب إذا إلغيت المسابقة من عدمه، وكنت أوضحت أن الفريق الأفضل خلال هذا الموسم هو الأهلى وأنه الذى يستحق اللقب فى حالة الإلغاء، والكلام واضح، فهو ليس قرارا أطلبه، وإنما مجرد رأى غير ملزم.
** المشكلة أن الدورى المصرى أمامه 17 مرحلة كى يستكمل فهل تمنح البطولة لفريق دون تحديد الفرق الهابطة والصاعدة من الدرجة الثانية؟ وإذا كان الأهلى يسبق بفارق كبير يصعب اللحاق به عمليا، فإن بعض الفرق ترى أنها بموقفها الحالى فى المقدمة جديرة باللعب فى إفريقيا وفقا لمركزها كما هو حال المقاولون العرب، والفرق المهددة بالهبوط ترى أن أمامها فرص نجاة مع المباريات المتبقية لها، كما أن هناك فرقا فى الدرجة الثانية أنفقت ملايين فى صراع الصدارة، وليس إنصافا من وجهة نظرها إلغاء المسابقة.
** هى قضية رياضية حقيقية تستحق النقاش، وأكرر هنا أنه عندما يطالب 14 ناديا بإلغاء المسابقة، فإن الاستناد على الخوف على صحة اللاعبين، ليس مبررا لتأييد الألغاء، لأنه فى تلك الحالة ماذا ستفعل تلك الأندية إذا تقرر تحديد موعد قريب لبدء الدورى الجديد خلال أسابيع أو شهرين، فهل تسقط حجة الصحة فى تلك الحالة؟ ثم مع استمرار كورونا ماذا بعد؟ هل يلغى النشاط تماما حتى نهزم الفيروس خوفا على صحة اللاعبين والمدربين؟
** إن إلغاء الموسم يمكن أن يبرر كمطلب مشروع حين يستند على فترات الإعداد، وصعوبة إنهاء 17 مرحلة فى وقت قصير، وتداخل الموسم الجديد مع القديم، ومع الارتباطات الإفريقية والدولية للأندية والمنتخبات، وحدوث ارتباك إضافى للموسم القادم.. وحين سئلت رأيى القاطع فى تلك الإشكالية أجبت بوضوح: الاستعداد لموسم جديد قريب ومخطط له جيدا أفضل من استئناف موسم مريض مصاب بفيروس خاصة أنه لا يوجد أى نص أو قاعدة فى لائحة المسابقة يمنح اللقب لفريق متصدر أو يقر بهبوط فرق حسب مراكزها فى الجدول لحظة إلغاء البطولة.
** منذ الخمسينيات ألغيت مسابقة الدورى عدة مرات لأسباب مختلفة، دون تحديد البطل أو الفرق الهابطة، وكان ذلك مقبولا فى زمن الهواية، إلا أنه مع زمن الاحتراف وشركات الرعاية وحقوق البث التليفزيونى وحجم الإنفاق الكبير من جانب الأندية على النشاط بات الإلغاء مشكلة كبيرة، لكننا أمام معادلة فيها أرباح وخسائر فى حالتى استئناف الدورى أو إلغاء الدورى، وعلى الجهة صاحبة القرار دراسة الأمر بعمق وبحسابات واقعية بعيدا عن صراع الهوى، وبعيدا عن فى أى موقع يجلس صاحب الرأى فى المدرج.. هل هو فى مدرج الأهلى أم فى مدرج الزمالك. أم فى مدرج فريق يحوم حوله شبح الهبوط؟
** مرة أخرى القضية لا يجب تسطيحها أو اختصارها فى منح اللقب للأهلى من عدمه. فهناك أطراف أخرى مشتبكة فى القرار.. والقضية هى نشاط اللعبة كله والقدرة على عبور أزمة لم تكن فى الحسبان أبدا حين بدأ الموسم..