توقيت القاهرة المحلي 06:20:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دراما الأهلى والزمالك..!

  مصر اليوم -

دراما الأهلى والزمالك

بقلم: حسن المستكاوي

** يستعد شارع الكرة المصرية والأفريقية لمباراة القمة بين الأهلى والزمالك على لقب بطل دورى أبطال القارة. وموعدها 27 نوفمبر. وهى قمة فريدة لأنها الأولى فى تاريخ المسابقة الأفريقية، التى يتنافس فيها فريقان من دولة واحدة على اللقب.. كذلك فإن ديربى الأهلى والزمالك ظاهرة مميزة فى الكرة المصرية وبين ديربيات عالمية فيما يتعلق بالاسباب التى صنعت المنافسة بين الفريقين الكبيرين.. وهذا الأمر ما أحببت دائما أن أشبهه بالدراما.. كيف ؟
** يقول اساتذة الدراما: «إن مفتاح الدراما القوية التى تشد أنظار المتفرجين وتحبس أنفاسهم، هى التى يتخاصم فيها طرفان على مستوى واحد من القوة ووجود أى طرف ثالث يشتت انتباه المتفرج ويصب ماء باردا على الصراع الساخن».. وربما لا يوجد حتى الآن هذا الطرف الثالث الذى يصب الماء البارد على الصراع الساخن بين الأهلى والزمالك. ففى أحيان يظهر الاسماعيلى أو الترسانة أو الاتحاد السكندرى، وفى أحيان يطل فريق جديد مثل المقاولون العرب فى الثمانينيات أو بيراميدز فى الوقت الراهن. لكن يدخل هذا الطرف الثالث دائرة القمة لفترة ثم يغادرها سريعا ولا يستمر..؟!
** منذ قرابة المائة عام تعيش كرة القدم المصرية ظاهرة الأهلى والزمالك التى تشد أنظار المتفرجين وتحبس أنفاسهم كلما التقيا فى مباراة.. وكان يقال إن القاهرة ترتجف فى مباريات القمة وأن الأمن يستريح بانتهاء اللقاء بالتعادل وحتى لا يغضب أحد الجمهورين. وهى فى جميع الأحوال بطولة خاصة يحسب فيها كل معسكر عدد مرات فوزه وعدد الأهداف التى سجلها. وتشهد بعض المباريات أزمات عنيفة وتشهد مباريات أخرى انتصارات مدوية لطرف على طرف فتعيش القاهرة مظاهرات فرح صاخبة.
** ومثل الدراما المحبوكة تتصاعد الأحداث وتتوتر الأعصاب عندما يشتد الصراع وتكون كفة القطبين متساوية فى القوة. كما هو الحال فى مباراة نهائى أفريقيا القادمة وفقا لأداء الفريقين فى الدور قبل النهائى توضع الأيدى على الرءوس أو القلوب، لاسيما فى الظروف التى عاشتها كرة القدم المصرية والحركة الرياضية المصرية فى السنوات الأخير بارتفاع درجات الاحتقان، نتيجة «حفلات الشماتة والإساءة» فيما يسمى «بالتحفيل». بجانب قصور إعلامى لعدم تناول المنافسة بين الناديين بما يتفق مع القيم الرياضية، ونتيجة لعدم مواجهة الخروج على القانون بقوة وحسم فى أسرع وقت، مما جعل الاحتتقان ينمو ويكبر ويتحول إلى كرة نار تحرق الأخلاق وتشوهها فى طريقها إلى هدفها، وهو عقول وقلوب شباب المشجعين وكبارهم!
** فى فترة الستينيات من القرن العشرين كانت درجات المنافسة والصراع بين الأهلى والزمالك مرتفعة لأسباب رياضية واجتماعية وسياسية عديدة. وقد جسد الفن هذه الصورة عندما ترنمت الفنانة صباح، وترنم معها ملايين المصريين بأغنية: «بين الأهلى والزمالك.. محتارة والله».. وكانت مصر فى ذلك الوقت تبدو وكأنها تعيش هذه الحيرة، فجماهير كرة القدم منقسمة بين الناديين، ونجوم ومشاهير المجتمع فى الفن والأدب والسياسة والصحافة، حائرون بين الاثنين.. الأهلى والزمالك.. وأصبحت هذه الأغنية نشيدا كرويا يعزف كلما وقعت مواجهة بين الفريقين.. والملفت للنظر أن نجوم المجتمع فى تلك الفترة كانوا يعبرون بطرافة عن الانتماء إلى أحد الفريقين دون إيذاء لمشاعرهم ودون أن يؤذى هذا الاعتراف من جانبهم مشاعر جماهيرهم!
** الأهلى والزمالك دراما قائمة فى كرة القدم المصرية منذ قرابة المائة عام.. وهما يجسدان ما يسمى بظاهرة القطبية.. وهى ظاهرة كونية بشرية، وهى أيضا ظاهرة رياضية وكروية عربية وعالمية.. وهى دراما يستحق فيها الكلام وتستحق فيها الرواية. إن شاء الله..

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دراما الأهلى والزمالك دراما الأهلى والزمالك



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
  مصر اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 22:23 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس جونيور أفضل لاعب في العالم لعام 2024
  مصر اليوم - فينيسيوس جونيور أفضل لاعب في العالم لعام 2024

GMT 08:48 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
  مصر اليوم - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء
  مصر اليوم - نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 09:21 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلاق إعلان الرياض لذكاء اصطناعي مؤثر لخير البشرية
  مصر اليوم - إطلاق إعلان الرياض لذكاء اصطناعي مؤثر لخير البشرية

GMT 23:09 2019 الإثنين ,24 حزيران / يونيو

بورصة دبي تغلق دون تغيير يذكر عند مستوى 2640 نقطة

GMT 21:08 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

باريس سان جيرمان يستهدف صفقة من يوفنتوس

GMT 14:28 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير المصري تدعم إستمرار ميمي عبد الرازق كمدير فني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon