بقلم: حسن المستكاوي
** أنقل اليوم الجزء الثانى من كلام يورجن كلوب مدرب ليفربول بعد فوزه بجائزة أحسن مدرب فى العالم. وهو نص يعكس ثقافة مدرب لكرة القدم. وهذا ما أعنيه من إعادة نشر النص، لأن كرة القدم تستحق رؤية أعمق من الجميع، وأولهم من يعملون فى التدريب. فالمسألة ليست فقط وضع خطط، وحصة مران، وأحمال، وفوز وهزيمة..
** يقول كلوب:
إنّ أعظم انتصار لى فى كرة القدم، ولد من كارثة
الخسارة 3ــ0 من برشلونة، هى أسوأ نتيجة حصلت عليها فى حياتى.. عندما كنّا نحضّر للقاء الإيّاب، خطابى للّاعبين كان مباشرا جدًا، أغلبه عن التكتيك، لكنى أخبرتهم أيضًا بالحقيقة..
«علينا أن نلعب بدون اثنين من أفضل مهاجمى العالم، الناس من حولنا يقولون إن مهمتنا مستحيلة، ولأكن صادقا معكم، هى تبدو كذلك بالفعل، لكن لأنى أمتلككم، لأنى أمتلك رجالا مثلكم؟ لدىّ فرصة، لدينا فرصة..
أنا حقًا كنت مؤمنا بذلك، الأمر لم يتعلّق بقدرات هؤلاء اللاعبين فى كرة القدم، بل بمن هم أساسًا كأشخاص، كبشر.. يا رفاق، لقد تخطّيتم كل تلك الصعاب فى حياتكم، ستتخطّون هذه المباراة، إنها مجرد مباراة كرة قدم.. الشىء الوحيد الذى أضفته على خطابى كان «إن فشلنا، إن سقطنا، لنفشل بأجمل طريقة ممكنة».
بالطبع، من السهل علىّ قول هذه الكلمات، أنا مجرد شخص يقف على خط التماس ويلوّح بيديه يمينًا ويسارًا، الصعوبة عند اللاعبين.. لكن، فى الآنفيلد، جعلنا المستحيل ممكنا..
الشىء الجميل فى كرة القدم، أنه لا يمكنك فعل شىء بمفردك، صدقنى.. ولسوء حظى، واحدة من أجمل اللحظات فى تاريخ دورى الأبطال، لم أرها، هدفنا الرابع.
رأيت الكرة تذهب للركنية، أرنولد ذهب للعبها، لحقه شاكيرى، أدرت ظهرى لأتحدث مع مساعدى لأننا كنا على وشك إجراء تبديل.. سمعت الضجيج، استدرت للملعب، رأيت الكرة تحلّق فى الشباك، عدت للدكة..
وودبيرن قال لى «ما الذى يحدث؟» قلت له
«لا أملك أدنى فكرة.. هل لك أن تتخيل؟ 18 عاما كمدرب، ملايين الساعات أشاهد فيها المباريات، وأجمل لحظة لى كمدرب لم أعشها، منذ ذلك اليوم، شاهدت الهدف حوالى 50 ألف مرة..
بعد المباراة، ذهبت لغرفة خاصة بى فى الآنفيلد، مع زجاجة مياه، وأبتسم، فقط أبتسم، عندما عدت للمنزل.
أجمل لحظة كانت عندما استيقظت من النوم وقلت لزوجتى: «هل ما حدث كان حقيقيًا؟ هل ذلك حدث بالفعل؟».
أجمل يوم فى حياتى هو عندما تجولنا فى حافلة مدينة ليفربول احتفالًا باللقب، فقط لو كان بإمكانى جمع كل تلك الأحاسيس والعواطف والمشاعر فى كأس ورشقها على الناس.. ذلك اليوم لن يخرج من رأسى أبدًا.
مؤخرًا، كنت سعيدًا جدًا برؤية خوان ماتا يؤسس جمعية تخص الرياضيين تتعلق بخصم 1% من الراتب السنوى للأعمال الخيرية، أعلن اليوم انضمامى لهم.
لنكن صادقين، نحن محظوظون للغاية، مسئوليتنا هى رسم البسمة على شفاه الأطفال فى جميع أنحاء العالم.. دعونا لا ننسى ما كان عليه الحال عندما كنا نعيش تلك المشاكل الحقيقية، هذه الفقاعة التى نعيش فيها ليست هى العالم الحقيقى
أعتذر لأولئك المهووسين بكرة القدم، لكن أيًا ما كان قد حدث لك وما سيحدث لك فى ملعب كرة القدم، فهو لا يعتبر مشكلة حقيقية، يجب أن يكون هناك غرض أكبر من الألقاب والأموال من هذه اللعبة.. فكّر فقط فيما يمكن أن ننجزه لو خصم كل منّا 1% من راتبه للأعمال الخيرية، ربّما أنا ساذج، مجنون.. لكن هذه اللعبة فى الأساس لمن؟
هذه اللعبة للحالمين، لمن يحلمون بمستقبل أفضل، وجميعنا نعلم ذلك..
** شكرا يورجن كلوب على درسك وأدبك وثقافتك وحلمك..