بقلم: حسن المستكاوي
** لعب فريق الجونة مباراة كبيرة أمام الزمالك. فقد تقدم ثم تأخر. ثم تعادل ثم خسر بركلة جزاء فى الدقيقة الأخيرة. فلماذا لا يلعب الجونة مبارياته بهذه الروح وبهذا الأداء؟ ولماذا خسر فى الدقيقة الأخيرة؟
** إجابة الجزء الأول معروفة، فموقف الجونة صعب. والنقطة من الزمالك تساوى الكثير. ومواجهة الفريق مثل مواجهة الأهلى، بمثابة أكبر صالة عرض للاعبين. لكن ماذا عن الجزء الثانى. لماذا خسر الجونة؟ أضطر إلى الإجابة على هذا السؤال بإجابتى على سؤال آخر طُرح علىَّ أثناء مباراة الزمالك والجونة؛ حيث سئلت عن الفارق بين دفاع الأهلى وبين دفاع الزمالك، إذ كيف اهتزت شباك الأهلى بثمانية أهداف وهو يخوض مبارياته بتشكيل متنوع فى خط الظهر ربما يصل إلى اللعب بثمانية لاعبين أو سبعة، بينما التشكيل الدفاعى للزمالك ثابت تقريبا، ومع ذلك منى مرماه بـ 26 هدفا؟!
** السؤال يحمل فى مضمونه خطأ شائعا عن كرة القدم الجديدة. فالدفاع عملية مركبة وعملية معقدة مثل الهجوم. وقوة دفاع الأهلى تكمن فى قوته الهجومية. والحديث هنا يمتد على الموسم كله وليس مباراة أو ثلاث مباريات. فالفريق يدافع كله، ولا يتوقف لاعب واحد عن أداء دوره الدفاعى، بداية من رأس الحربة والأجنحة. ثم يدافع من الوسط ويقابل الخصم مبكرا بالضغط فى ملعبه أو فى ملعب الأهلى. وهذا يعنى إبعاد المنافس عن منطقة مرمى الفريق. كما أن الأهلى يستخلص الكرة سريعا، مما يحرم خصمه منها كثيرا، ويحتفظ بها كثيرا، بالاستحواذ عليها مما يفقد خصمه أيضا من الكرة. وهذه العملية المعقدة التى لا تتوقف هى سر قوة دفاع الأهلى كفريق، بينما على المستوى الفردى يحتاج خط الظهر إلى دعم، وهو ما يدفع إدارة الكرة فى النادى إلى محاولات دعمه بمدافع الرجاء المغربى بدر بانون (26 عاما).
** لم تعد مسئولية الدفاع ملقاة على ظهر خط الظهر وحده. وعدم التغطية والمقابلة من وسط الملعب ومن الأجنحة كانت سببا مباشرا فى هزيمة الجونة بركلة الجزاء والهدف الرابع، عندما تقدم عبدالله جمعة ودخل صندوق الجونة وفاز بركلة جزاء. ولا شك أن الجهد البدنى الذى بذله لاعبو الجونة ترتب عليه عدم القدرة على التصدى لهجمات الزمالك الأخيرة فى المباراة مبكرا، كما حدث فى أوقات كثيرة أثناء اللقاء، ولذلك سوف تظل اللياقة البدنية من أهم عوامل التفوق، بجانب فلسفة الدفاع والهجوم الجماعى والمركب، بتعاون جميع اللاعبين وبتناغم خطوط الفريق فيما يتعلق بالتغطية والمساندة.
** مرة أخرى لمع من الجونة بالترتيب والتربواليا، وجوناثان، وعمورى، وأكرم توفيق، وآلان كيمبادى، وأضيف قلبى الدفاع، وهذا كل الفريق تقريبا، لأن الأداء الجماعى هو الفيصل، فى المقابل لمع من الزمالك زيزو وبن شرقى وجمعة ثم حازم وكل منهم لمع فرديا، والفارق بين الأداء الجماعى للجونة والأداء الفردى لنجوم الزمالك وراء الفارق بين الفريقين فى المباراة التى تأخر فيها الجونة بفارق هدفين، (1 / 3) ثم تعادل، لينتهى اللقاء فيما بعد بفوز الزمالك 4/3، ويكون من السبعة أهداف أربعة أهداف من كرات ثابتة.
** السباق على المركز الثانى قوى، بينما السباق على الخروج من دائرة الهبوط عنيف للغاية. ومباريات الفرق المهددة فى تلك الدائرة ستكون دوما قوية للغاية حتى النهاية..!