بقلم: حسن المستكاوي
** كانت رسالة التهنئة التى وجهها رئيس جمهورية جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا إلى مواطنه بيتسو موسيمانى بعد تعيينه مديرا فنيا للفريق الأول لكرة القدم بالنادى الأهلى المصرى، تجسيدا جديدا لأهمية الرياضة ودورها وقيمها فى علاقات الدول. وقال سيريل رامافوزا، فى بيان رسمى صدر عن رئاسة الجمهورية فى جنوب إفريقيا: «سنفتقد بيتسو موسيمانى كقوة فى كرة القدم فى جنوب إفريقيا، ولكن تعيينه من قبل النادى الرائد فى قارتنا يعزز أواصر الصداقة بين بلدينا».
وأضاف: «أنه أيضا اعتراف بالموهبة والقدرات الموجودة داخل قارتنا، أتمنى لبيتسو وفريقه التوفيق، وهم يرفعون رايتنا وراية كرة القدم الإفريقية مع ناد يفتخر بنجاحه جميع الأفارقة»..
** سوف أعود وأسجل ما لمسته أثناء افتتاح بطولة كأس الأمم الإفريقية 2019 التى استضافتها مصر، فقد كنت أتابع ردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعى، فيس بوك وتويتر عن حفل الإفتتاح، وشعرت بالفخر لما جاء فى تغريدات الأجانب والأفارقة، والمصريين طبعا، وربما نحن نتحيز لبلدنا، لكن الأجانب والأفارقة كان تحيزهم للإجادة، والجمال، والتفوق والإبهار. وكانت تعليقات تقول: «فخورون بك يامصر..» إفريقيا فخورة بمصر».. «المصريون يبدعون».. وهكذا نشرت كرة القدم ونثر حدثا رياضيا يقام فوق أرض مصر ما لم تحققه أفضل إعلانات شبكات ومحطات التلفزيون العالمية عن مصر.. وهذه هى الرياضة، ومن أجلها تتسابق الدول على تتنظيم الأحداث الرياضية، من روسيا إلى أمريكا ومن البرازيل إلى اليابان.
** الرياضة رسالة سلام، والألعاب الأوليمبية هى أكبر حركة سلام عرفتها البشرية. وبقدر ما كان اختيار إدارة الأهلى لمدرب صن داونز لقيادة الفريق مفاجأة غير متوقعة، إلا أن تأثير هذا الاختيار أتى بردود فعل إفريقية إيجابية، فى كل أنحاء القارة. وفى تلك الجزئية، أضع خطوط الاهتمام تحت اختيار بيتسو موسيمانى، وهو أمر لاعلاقة له بالنواحى الفنية، وبنجاحه مع الفريق. فالوقت مبكرا جدا لإبداء الرأى فى ذلك. لكنه بالتأكيد نجح مع صن داونز، وبالتأكيد أيضا أتعجب من الذين ينتقدون باتشيكو أو يتحدثون عن بصماته التى ظهرت فى مباراة المصرى. وعند الحديث عن البصمات، يجب أن يذكر لنا من يشير إليها ما هى ملامح تلك البصمات، سواء بالنسبة لمدرب الزمالك الذى لعب مباراة، أو بالنسبة لمدرب الأهلى الذى لعب مباراة واحدة هو الآخر..
** فلسفة المدرب، وطرق اللعب، وتشكيل الفريق، واختياراته للاعبين، والواجبات والمهام التى يفرضها عليهم، تصنع الفكرة الكاملة عن المدرب مضافا إليها شخصيته مع اللاعبين، وسيطرته على الفريق أثناء اللعب وفى غرف الملابس، وكيف يصنع الدوافع المستمرة، لاسيما فى ملاعبنا التى يحتاج فيها اللاعب إلى شحنة دوافع قبل كل مباراة، بينما اللاعب فى العالم الأخر مشحون بفكرة عمله، وضرورة أداء هذا العمل بمنتهى الجدية وبالطاقة القصوى فى كل لقاء.. فمن يعمل بجد يلعب بجد، ومن يلعب بجد يعمل بجد..
** فى انتظار بصمات موسيمانى وباتشيكو فى الدورى، وفى الكأس، وفى مباريات إفريقيا الصعبة، وفى إنتظار بصمات غيرهما من المدربين الذين تولوا مهام فرق مصرية بعد بداية الموسم، أو فى منتصف الموسم أو فى نهاية الموسم!