بقلم: حسن المستكاوي
** كانت مباراة ليفربول وتشيلسى بمثابة احتفال بإحراز «الشياطين الحمر» للقب بطل الدورى الإنجليزى. كان كل شىء مرتبا.. الانتظار لمباراة تقام على ملعب آنفيلد. منصة البطل. كأس البطولة والميداليات جاهزة لتسليمها إلى الفريق. فهى ليست تائهة، لا يعرف أحد أين هى، أو ماذا حدث لها؟ أو لماذا لا تسلم؟ وعلى الرغم من هزيمته بخمسة أهداف مقابل ثلاثة، كان تشيلسى شريكا فى الحفل بالأداء، وبالروح الرياضية، وقبل أسابيع قليلة كان مانشستر سيتى يرسم ممرا شرفيا للاعبى ليفربول على ملعب الاتحاد بعد الفوز باللقب رسميا.. فلا حساسيات ولا ضغائن، ولا عدم اعتراف بفوز الأفضل.
** إن شاء الله سوف تصل إلينا فى يوم من الأيام تلك القيم الرياضية الجميلة، لننعم برائحتها العطرة!
** أحاط جسده بعلم مصر، وهو يحتفل مع زملائه بلقب البريمييرليج الغائب منذ 30 عاما، هكذا أراد محمد صلاح أن يسجل وجود وطنه فى قلبه فى لحظة من أهم لحظات مجده الشخصى، ومجد فريقه. وأراد صلاح أيضا، حسب ظنى، أن يقول لجماهيره المصرية: «أنا مصرى.. أشكركم على دعمكم ومحبتكم».
** لا أفضل أن ينسب الإعلام كل فوز يحققه ليفربول إلى محمد صلاح، فيقال: «صلاح يسحق تشيلسى.. أو فريق صلاح يهزم يونايتد» لكن فى سلوك نجمنا المصرى ما يستحق دائما أن نتوقف عنده، فابن قرية نجريج، لم ينس أبدا بلده فى كثير من المناسبات، وهو فخر للكرة المصرية، وللمصريين. وفرحتنا بانتصاره هى فرحته بالانتصار. مبروك يا صلاح الفوز بكأس البريمييرليج وأن تكون ضمن أعضاء الفريق الذى حقق هذا الإنجاز.. وكان ليفربول حسم لقب المسابقة وذلك قبل سبع مراحل كاملة من نهاية ليكون أول لقب للفريق فى المسابقة منذ ثلاثة عقود.
** فاز ليفربول 5/3.. وجرت المباراة فى أجواء درامية، ونظيفة. فلا ليفربول يتوقف عن التهديف، ولا تشيلسى الذى بدأ قويا وخطيرا توقف عن المقاومة. وربما فعل ذلك فى الأمتار الأخيرة عندما لم يعد ممكنا ملاحقة شياطين ليفربول. وعلى الرغم من لعب المباراة فى آنفيلد، وسط مدرجات خاوية، حزينة، بسبب الفيروس الخسيس، المسمى كورونا أو كوفيد 19، فقد كان الأداء كما لو كان عرضا فنيا رفيعا على مسرح آنفيلد وهو ما جعل المتعة والبهجة تسرى فى أرجاء الكوكب وهم يشاهدون هذا اللقاء الجميل.
** كان يورجين كلوب سعيدا بنهاية الحفلة. وأشاد بلاعبيه . وأنذر منافسيه: «هؤلاء الأولاد ما زال عندهم الكثير لتقديمه فى الموسم القادم. وهم سيكونون أقوى وسيتطورون». بينما كان جوردان هيندرسون قائد الفريق سعيدا وهو يتسلم الكأس من سير كينى دالجليش الذى يوصف بأنه أسطورة ليفربول، وقد كان لاعبا ومدربا للفريق فى آن واحد حين فاز الفريق بالبطولة عام 1990. كما أن دالجليش كان مسئولا عن تعاقد ليفربول مع هيندرسون، وعمره 21 سنة، قادما من سندرلاند. ويبقى فى هذا المشهد تقدير النجوم والأساطير بما قدموه لأنديتهم، فهذا التقدير لا يقتصر على حياة اللاعب فى الملعب محاطا بالأضواء والعدسات.
** كانت مباراة ليفربول وتشيلسى حفلة للبطل. ومن أسف أن يغيب عن المسرح جمهور الأبطال وجمهور كرة القدم بسبب الخسيس!