بقلم: حسن المستكاوي
** سجل مروان محسن هدف الفوز القاتل للأهلى فى مرمى الجونة، وجرى فرحا بالهدف، وجرى خلفه كل الفريق فرحا به وبالهدف، وبكى مروان فرحا، وألما أيضا لما أصابه من نقد قاس وعنيف. لكن أهم شىء هو تعليق مروان على منتقديه، فلم يخرج عن حدود اللياقة أبدا. كان محترما فى تعليقه. وقال كما جاء فى تصريحاته: «دموع بعد الهدف كانت دموع فرح، والهدف لنا جميعا أن نفوز بالثلاث نقاط ونمضى للقب الدورى». وأضاف: «أحترم الانتقادات الموضوعية التى تهدف إلى التصحيح».
** لاعب آخر غير مروان محسن إذا ما تعرض لمثل هذا النقد العنيف والقاسى، كان سيخرج بعد المباراة، ويقول: «الحمد لله، (الحمد له دائما من قبل ومن بعد، وهذه لى).. أنا رديت على المشككين، وعلى الحاقدين، وعلى أعداء الأهلى، وأشكر مستر فايلر على ثقتى فى إمكانياتى، وأشكر إدارة النادى والكابتن محمود الخطيب. وأقول للذين يتحدثون فى كرة القدم تعالوا العبوا بدلا منا ودعونا نرى ما تفعلون، وهل تسجلون هدفا فى كل مباراة. اتركوا كرة القدم للاعبيها»..!
** مروان محسن عليه أن يعلم أن الجمهور والصحافة والإعلام فى غاية القسوة، بقدر ما هم يثنون ويشيدون ويفرحون وأحيانا يبالغون أو كثيرا يبالغون بالأداء الحلو وبالأهداف. وأعود وأذكره بما جاء فى هجاء رونالدو أحد أعظم لاعبى كرة القدم فى العالم وفى البرازيل: «هزمنا كرواتيا على الرغم من وجود رونالدو الميت». وكان ذلك فى مونديال 2006. والصحافة البرازيلية هى التى قالت عن منتخب بلادها فى مونديال 2010: «أداء المنتخب لا سحر ولا لعب ولا خطة ولا ورح ولا نجوم ولا فريق ولا حياة ولا سعادة ولا هوية ولا شخصية ولا أعذار»..!
** وأقول مروان محسن مهمتك ليست فقط الجرى يسارا ويمينا. ولا هى فقط أن تمنح فريقكم مساحات فى المقدمة. ولا هو صحيح أنك محطة. فلا شىء اسمه محطة فى كرة القدم. ولم يحدث أبدا أننى قرأت أو سمعت محللا أو صحفيا أجنبيا يقول عن مهاجم أنه محطة. ولكنك مطالب بكل هذا ومعه احراز الأهداف وصناعتها، وفى بايرن ميونيخ هم سعداء بنجمهم ليفاندفسكى الذى سجل 55 هدفا هذا الموسم، وسعداء بنجمهم مولر الذى صنع هدفا. وهو متميز بصناعة المساحات والتحرك فى المساحات، ولا يتوقف. وتلك هى مهامك وواجبات مركزك، وأنت تلعب فى فريق كبير وأنت أيضا لاعب محترف، وعليك أن تنمى قدراتك الفنية والجسدية، وأن تكون كرة القدم هى حياتك..
** ولست وحدك.. فقبل أيام قليلة خرج مصطفى محمد نجم الزمالك من شرنقة الضغوط العنيفة عندما سجل هدفا جميلا فى مرمى الأهلى، وذلك لمجرد أنه غاب عن التهديف لبعض مباريات قليلة. ولا شك أنك تحملت نقدا قاسيا وعنيفا، وأنك تحملت إساءات، لا يمكن تبريرها بأنك شخصية عامة وأن تلك هى ضريبة ممارسة كرة القدم وضريبة النجومية.. لكن عليك أيضا أن تعلم جيدا أنك ستكون هدفا للنقد من جمهورك ومن غير جمهورك، فالجمهور سريع الغضب والفرح والاشتعال والتحول والنسيان.. عليك أن تتذكر ذلك. وأن تسامح، وأن ترد بقدميك بتسجيل الأهداف وصناعتها لفريقك..
** لماذا أكتب كل هذا؟
** لأنك إنسان طيب، خرجت منك ابتسامة عفو ورضا بعد هدفك الجميل. لكن اوعى تنسى، فقد تكون محل نقد مرة أخرى منى، أو من غيرى..!