بقلم: حسن المستكاوي
** قبل أن تعود مسابقة الدورى بعد توقفها، كان الجميع يعلمون أن الأهلى حسم اللقب هذا الموسم ليتوج بالبطولة رقم 42.. فلم يكن الفريق يحتاج لفوز أسوان على الزمالك، ولم يكن واجبا استمرار نفس الكلام القديم: البطولة ما زالت فى الملعب.. أى ملعب؟ وحتى كارتيرون قبل رحيله كان يرى أن بطولة الدورى إعداد لإفريقيا وأن الأهلى أحرزها قبل أن يحرزها رسميا. وقلنا كثيرا إنه الفريق الأفضل والأقوى هذا الموسم ويستحق اللقب. قلناها عندما ثار الجدل حول المسابقة وهل تعود أم تلغى وقلناها بعد أن عادت، على الرغم من تراجع عروض الأهلى.. لكن نفسى أفهم ما هو العيب أو الخطأ فى تهنئة الفريق بفوزه بالبطولة؟ هل ننسب إليه لقبا لم يفز به أو بطولة لم يحرزها أو عدد نقاط لم يجمعها أو أهدافا لم يسجلها؟!
** مبروك البطولة للأهلى..
** أما عن أسوان والزمالك فقد بالغ كشرى حين قال: «إنه كان واثقا من قدرة لاعبيه على الفوز على الزمالك».. وصحيح أن فريق الجنوب لعب مباراة جيدة، وواصل عروضه القوية التى تحسنت كثيرا مع كشرى، لكن بعد الفرصة التى لاحت لهيثم الفيل من كرة طويلة أرسلها القاضى داخل منطقة الجزاء. وتصدى لها جنش، وصحيح أن أسوان شن العديد من الغارات المرتدة. إلا أن الزمالك لاحت له عدة فرص برأس مصطفى محمد، وأقدام الونش وإمام عاشور، وأسامة فيصل. والقيمة الحقيقية بالنسبة لأسوان أن الفريق لعب المباراة بتكتيك عال، وكان ينتشر دفاعيا بشكل رائع، ويستخلص الكرة ويسيطر عليها بأعصاب هادئة وبتبادل اللاعبين لمراكزهم بسلاسة، وبتركيز. مع شن هجمات مضادة ذكرتنا بالكرة الإيطالية، بلمحات منها..
** غاب عن الزمالك تسعة لاعبين، ما بين إصابات وإيقافات، ومنهم ثلاثة يؤثرون جدا فى قوة الفريق، وهم بن شرقى، وأوناجم، وفرجانى ساسى. وفى المقابل نجح أسوان فى الحد من خطورة طرفى الزمالك ومهاجميه، لاسيما حسام أشرف وأسامة فيصل، بينما أثبت مصطفى محمد مهارته الفائقة فى مركز رأس الحربة، فهو يجيد ألعاب الهواء، ويملك قوة القفزة، وقوة البنيان. والقدرةعلى الأداء وسط المساحات الضيقة، وهكذا خرجت منه أفضل فرص الزمالك. وتميز أسوان بالتحصين الدفاعى وتنظيم هذا التحصين، وسرعة التحول من موقف الدفاع إلى الهجوم بهجمات سريعة مضادة شكلت ملامح الخطورة على مرمى جنش.
المباراة شهدت عنفا من لاعبى الفريقين. فريق أسوان يلعب بحماس، وفريق الزمالك يلعب بغضب. وعندما يشتبك الحماس بالغضب يطل العنف. لدرجة أن محمود علاء ضرب رزق بعد فاصل مراوغة «صعب شوية» فى نهاية المباراة، وهو لم يكن فاولا عاديا يختفى وراء اشتباك أو التحام مشروع، وإنما كان دون هذا الاشتباك أو على وجه الدقة بعد أن أخذ رزق الكرة من فوق رأس علاء وذهب فى طريق آخر..!
** فى اليوم نفسه شاهدنا ملحمة بين إنبى وحرس الحدود انتهت بفوز الحدود 3/2 فى الوقت القاتل. الدقيقة 89 وسجل هدف النقاط الثلاث تونى جوميز من فرصة مكررة فى نهاية اللقاء. وكانت المباراة سجالا بين الفريقين وأدارها طارق العشرى العائد مرة أخرى كمدرب لحرس الحدود من المدرجات كأنه يريد أن يقول قبل بدايتها إنه ليس مسئولا بعد، لكنه عند هدف جوميز الحاسم، الفاصل، كاد أن يقفز من المدرج فرحا باعتباره المسئول..!