توقيت القاهرة المحلي 05:59:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا فشلت أمريكا الجنوبية؟

  مصر اليوم -

لماذا فشلت أمريكا الجنوبية

بقلم-حسن المستكاوي

** ستفوز أوروبا بكأس العالم للمرة الرابعة على التوالى.. بعد إيطاليا 2006 وإسبانيا 2010، وألمانيا 2014.. واليوم تتنافس 4 منتخبات أوروبية على اللقب فى 2018.. هل يأفل نجم المدرسة اللاتينية؟
** أولا يتعلم الأوربيون ويتطورون. هكذا علمتهم ويلات الحروب وخسائرها. فتلك القارة التى كانت تحارب بعضها فى القرن الثامن عشر، وتعانى من الظلام بدأت نهضتها بالتفكير والمنطق والفلاسفة والبحث العلمى. وهكذا أيضا تعلمت أوروبا من هزائمها. تعلمت ألمانيا من الأمم الأوروبية فى عام 2000. وتعلمت بلجيكا من غيابها عن المونديال من 2002. وتعلمت إنجلترا من ضعف منتخبها وتخلفه 52 عاما عن دائرة الألقاب.. بينما أكل الغرور مواهب ومهارات منتخبات كرة أمريكا اللاتينية. فهناك ظن بأن كل لاعب موهوب يساوى الفارس المغوار القادر على هزيمة خصومه والمرور منه والذهاب إلى مرماه..!
** ثانيا من أهم ما أدركته أوروبا بالبحث العلمى والدراسة، أن القوة وحدها لا تكفى. وأن اللياقة وحدها لا تكفى. وأن كرتهم بحاجة إلى مهارات ومواهب وسرعات مع القوة والصحة واللياقة والتكتيك والخطط. ففتحت القارة البيضاء أبوابها أمام المهاجرين والمستوطنين من أصحاب البشرة السمراء بما يملكونه من مهارات فطرية تلقائية من طول العضلات أو السرعات.. وحين وقف الرئيس الفرنسى السابق جاك شيراك لالتقاط صورة تذكارية مع منتخب بلاده الفائز بكأس العالم فى 1998.. قال أبرز معارضيه: «كم هو جميل أن أرى فرنسيا فى تلك الصورة؟» وكان يقصد أن المنتخب كله من لاعبين أصولهم غير فرنسية، وأن الفرنسى الوحيد هو الرئيس!
** فى المقابل مازالت أمريكا الجنوبية تعيش زمن بيليه ومارادونا، وترى أن ميسى أو نيمار هما تكرار لزمن مضى. ولم تطور الأرجنتين كرتها بمدربها الحالى، وعلى الرغم من أنها لعبت نهائى 2014.. إلا أنها حققت ذلك بقوة الدفع التاريخية، خاصة أنها فى بطولة 2010 منيت بهزيمة كارثية أمام ألمانيا، وقد عاد منتخب الأرجنتين للفوضى فى الأداء. فهو فريق يضم نجوما كبارا مقاما وسنا. لكنهم مجرد أفراد فى فريق لا يلعبون للفريق.. أما البرازيل فقد طور مدربها من الروح المعنوية للاعبيه. وتألق المنتخب فى تصفيات القارة للمونديال، حين حاربت المهارة غريمتها المهارة. لكن حين ظهرت قوى مختلفة فى روسيا تعبت البرازيل. تعبت لأنها ظلت تلعب وهى تتكئ على مهارات لاعبيها فقط.. دون تطوير حقيقى للتكتيك، فالفريق يهاجم بالكامل، ويذهب حتى حدود منطقة جزاء المنافس، ويسعى بكل مهاراته إلى اختراق تلك الحدود. ويفعل ذلك فى كل لحظة بالمباراة وفى كل مباراة دون تغيير.. فلم يستمر!
** خرجت من هذا المونديال قوى كبرى مثل ألمانيا، والبرازيل والأرجنتين، وإسبانيا، وأوروجواى. ولم تنجح آسيا أو إفريقيا لأسباب تستحق البحث والدراسة أيضا.. لكن على جميع الذين خرجوا أن يسألوا أنفسهم لماذا؟ ما هو الفارق بين بلجيكا وفرنسا وإنجلترا وكرواتيا وبين منتخباتنا؟ ما هى نقاط قوتهم ونقاط ضعفنا.. وتلك بديهيات أى تطوير وأى عمل، حتى لو كنت فائزا ومنتصرا ومتقدما فإن عليك أن تعرف لماذا..؟ 
** ودون أن تطرح هذا السؤال البسيط يوم تكون منتصرا أو مهزوما ستظل منتشيا لفترة بما حققته ثم تسقط. أو ستظل تدور فى دائرة مغلقة، وتستهلك وقتنا ووقتك وأنت تبحث عن الأسباب الخارجية التى أسقطتك مثل سوء الحظ، والحكم السيئ، والبرد، والحرارة، والمطر، والجفاف، والارتفاع عن سطح البحر، وكل هذا سيكون مثل رمال متحركة تسحبك إلى أسفل لأنك لن تعرف أبدا لماذا أخفقت؟!

نقلا عن الشروق
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا فشلت أمريكا الجنوبية لماذا فشلت أمريكا الجنوبية



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

الملكة رانيا بعباءة بستايل شرقي تراثي تناسب أجواء رمضان

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:53 2019 الجمعة ,01 آذار/ مارس

خبير مفرقعات يفجر مفاجأة حول حادث محطة مصر

GMT 19:41 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

كواليس الليلة الأخيرة لـ"عروس العياط" ضحيّة برودة الطقس

GMT 10:23 2018 السبت ,29 أيلول / سبتمبر

"THAT House" بيت زجاجي معاصر بديكور داخلي مذهل

GMT 02:28 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

نشوى مصطفى تؤكّد أنها تعشق التسوق في المولات

GMT 19:53 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

تحذيرات من ثوران بركان"فوجي" في طوكيو

GMT 22:40 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

شركة " PayPal" تفعّل الدفع الإلكتروني لأجهزة سامسونج

GMT 14:22 2018 الخميس ,05 إبريل / نيسان

سموحة مهتم بالتعاقد مع بانسيه لاعب المصري

GMT 22:39 2018 الأحد ,11 شباط / فبراير

الكشف عن صورة صادمة للراقصة الروسية جوهرة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon