بقلم: حسن المستكاوي
** قبل أيام هدد يورجن كلوب بانسحاب ليفربول من بطولة كأس رابطة المحترفين الإنجليزية اعتراضا على اللعب مع أستون فيلا يوم 17 ديسمبر المقبل ثم يخوض فريقه مباراة فى اليوم التالى لكأس العالم للأندية.. ورفض الاتحاد الإنجليزى تأجيل مباراة أستون فيلا لإفساح المجال لمشاركة ليفربول فى كأس العالم للأندية.. ولم يقل ليفربول أنه يمثل بريطانيا، ولا إنجلترا، ولم يسأل يورجن كلوب الملكة إليزابيث كى تتدخل، ولم يطالب مجلس العموم بحل المشكلة ولم يقل إنسان فى إنجلترا أن ليفربول فى مهمة قومية.. فليذهب كأس الرابطة للجحيم وليذهب الدورى الإنجليزى إلى الجحيم أيضا..!
** لا تأجيل للمباراة. ولا تأجيل لأى مباراة. ولا انسحاب من البطولة العريقة.. وقرر يورجن كلوب أن يلعب فى المنافستين بفريقين، فهم يشترون لاعبين ويدفعون لهم أموالا طائلة حلا لمثل تلك المشكلات خاصة أن الفريق سيخوض هذا الموسم قرابة 67 مباراة، 38 فى البريمييرليج وما قد يصل إلى 13 مباراة فى دورى الأبطال الأوروبى ومباراتين فى كأس العالم للأندية وربما 6 مباريات فى كأس الرابطة وربما 6 مباريات أيضا فى كأس الاتحاد الإنجليزى وقد يزيد على ذلك فى حالة إعادة أى مباراة، إلى جانب كأس السوبر وكأس الدرع الخيرية.
** ليفربول فى الكرة الإنجليزية يساوى الأهلى والزمالك فى مصر، وله شعبية إعلامية كبيرة. والطريف أن الإنجليز سخروا من تصريح يورجن كلوب الخاص بأنه سوف يلعب بفريقين فى يومين متتاليين، ونشروا رسما لتشكيل فريق ليفربول بأسماء لشخصيات عامة عالمية ولممثلين وممثلات ورياضيين باعتباره فريق ليفربول الثانى الذى سيلعب فى كأس العالم للأندية، فكان فى حراسة المرمى أليسون بيكر وهى ممثلة أمريكية، وفى الدفاع ويندى فان دايك ممثلة هولندية، وجوزيف جوميز لاعب كرة قدم من جامبيا وأندرو روبرتسون عداء مسافات قصيرة بريطانى وكذلك جيمس ميلنر بارون ليدز القديم، ولويس فيرمينيو ملاكم برازيلى، وفابينيو لاعب كرة برازيلى، أما محمد صلاح فقد اختار الإنجليز اسم محمد صلاح لاعب الكرة الفلسطينى.. وهناك أسماء واختيارات أخرى لكن الأمر كله مزحة وسخرية من تصريح يورجن كلوب: سألعب بفريقين!
** اختار يورجن كلوب أن يلعب كأس العالم للأندية بفريقه الأساسى، لأنها البطولة الأهم، ويخوضها الفريق بصفته بطلا لأوروبا وهو الأمر الذى لا يتكرر خمسة ملايين مرة فى العمر على حد قوله، وفى الوقت نفسه وجه انتقادات لنظام بطولة كأس رابطة المحترفين الإنجليزية، وتساءل لماذا تقام مرحلة الدور قبل النهائى من مباراتين فى موسم مزدحم..؟
** وقال يورجن كلوب: «لذلك طالبت بالجلوس حول طاولة، لأنه فى وقت ما، علينا إيجاد الحل، لأن الحلول التى ظهرت حتى الآن تبدو بالنسبة لى وكأنها مشكلة جديدة. إنها ليست حلولا»..
** انتهى كلام كلوب.. والواقع أن الحلول تنقاش فى الغرف المغلقة وبين أطراف الأزمات ولا تصدر إلى الرأى العام. والإعلام عليه أن يكون واعيا لما يتحدث فيه ويلوكه بأحباره ومطابعه أو فى برامجه التليفزيونية والإذاعية وغيرها.. والتطور والتطوير فى لغة الخطاب الإعلامى والرياضى بصفة عامة ضرورة. فما كان قديما مهمة قومية لم يعد كذلك، وهو لم يكن فى الأصل كذلك. علما بأنه فى التاريخ أحيانا بطولات رياضية ومباريات كرة قدم تكون ذات طبيعة خاصة فرضتها ظروف حروب أو ظروف أنظمة مثل تلك المباراة الودية التى أقيمت فى الحرب العالمية الأولى فى 25 ديسمبر عام 1914 بين جنود بريطانيا والألمان أثناء الحرب فيما عرف بأنها هدنة عيد الميلاد، فكان الانتصار فيها نصرا معنويا ويقال إنها انتهت بفوز الألمان 1/2..!
** اختصارا ليفربول حين يشارك فى كأس العالم للأندية أو فى بطولة أوروبا فإنه يمثل نفسه ويمثل جمهوره ولا يمثل الأمة البريطانية. لقد آن الأوان لأن نفهم الواقع دون مبالغات. وآن الأوان كى نتوقف فى خطابنا الرياضى عن استخدام لغة كانت تستخدم قديما ولم يعد من اللائق تكرارها بعد نصف قرن من الزمان.. فهل تفعلون؟