بقلم: حسن المستكاوي
** أبدأ بمشاهد من مباراة المنتخب مع جزر القمر توقفت عندها. المشهد الأول زمن الحداد على ضحايا شهداء حادث القطار، فقد وقف الحكم المالى بوبو تراورى دقيقة كاملة تجلت خلالها مشاعر الحزن النبيل على ضحايا الحادث. ولم تكن فقط مجرد 10 ثوان سريعة واجبة!
المشهد الثانى توجه السولية إلى الننى ليسلمه شارة الكابتن، فأشار له الننى بالتوجه لصلاح، وهو الإيثار والروح الجميلة وأخلاق الننى.
المشهد الثالث كان التفاف الصغار والكبار حول صلاح بعد نهاية المباراة مباشرة من أجل صورة، وكان هذا المشهد صورة للفوضى فى ظروف فيروس كورونا الخسيس!
** كان أداء المنتخب وفوزه على جزر القمر بأربعة أهداف نظيفة هو «الاختيار» الوحيد أمام الفريق وجهازه الفنى على الرغم من تأهله إلى نهائيات الأمم الأفريقية، وذلك بسبب ضغط النقد، والهجوم الذى عرض له المنتخب عقب التعادل مع كينيا، فى مباراة تعد من أسوأ مبارياته منذ لعب تحت قيادة حسام البدرى مباراته الأولى فى نوفمبر 2019 أمام نفس الفريق، وانتهت بالتعادل 1/1. ولم يكن المنتخب يحتمل أى شكل من اشكال النقد فى حالة إصابة عدم التوفيق فى هذا اللقاء الأخير، خاصة أنه خلال مسيرته فى التصفيات تعرض لانتقادات قاسية وعنيفة.
** أمام هذا الاختيار الوحيد لعب البدرى بقوته الهجومية الضاربة، محمد صلاح وتريزيجيه، وأفشة، ومحمدشريف، محمد الننى أحد نجوم اللقاء بهدفه الرائع الذى سجله وبلمساته المباشرة التى قدمها طوال المباراة.. وكان هذا الخماسى أقوى من كل فريق جزر القمر بسرعاته وبمهاراته العالية. بجانب المستوى الفنى والتكتيكى الجماعى للمنتخب. وصحيح أنه فى أحيان كان عمر جابر يساند صلاح فى الجبهة اليمنى بالتقدم لكن إنتاج الكرات العرضية باستمرار من جانب عمر جابر لم يكن مطلوبا بدرجة كبيرة لأن صلاح والقوة الضاربة الهجومية للفريق تكفلت بالأمر، وقد سار ذلك على جبهة تريزيجيه وعبدالله جمعة.
** أمام هذا الاختيار الوحيد لم يملك حسام البدرى ترف الدفع بأكبر عدد من اللاعبين فى التشكيل الاساسى، كما فعل منتخب تونس مثلا فى مباراته الأخيرة أمام غينيا الإستوائية، حيث دفع المدرب المنذر الكبير بتسعة لاعبين جدد فى التشكيل عن مباراته السابقة فى إطار التجربة. لكن البدرى بدأ عملية التغيير فى الفريق بعد الشوط الأول الذى شهد الأهداف الأربعة..
** تراجع أداء المنتخب فى الشوط الثانى، وهو ما يتكرر كثيرا فى مثل تلك المباريات التى يتقدم فيها الفريق بعدد وافر من الأهداف مبكرا. وتقدم المنتخب المصرى فى الدقيقة 15 عن طريق محمد الننى، قبل أن يضيف محمد شريف الهدف الثانى فى الدقيقة 17، فيما سجل محمد صلاح الهدفين الثالث والرابع فى الدقيقتين 21 و25.
** أمام المنتخب تصفيات كأس العالم 2022 التى تبدأ فى يونيو، على أن تلعب المباريات الفاصلة فى الفترة بين 8 و16 نوفمبر 2021 ويلعب الفريق فى المجموعة السادسة التى تضم ليبيا وأنجولا والجابون. وكانت القرعة قد وضعت منتخب مصر فى التصنيف الأول مع منتخبات السنغال وتونس ونيجيريا والجزائر والمغرب وغانا ومصر والكاميرون والكونغو الديمقراطية ومالى. وهو ما يعنى أهمية التصنيف الذى يجب أن يحرص المنتخب على تطويره بالنتائج الجيدة فى كل مبارياته بقدر الإمكان، وإلا كان وقع فى تصنيف أقل ودخل فى مجموعة ضم منتخبات رئيسية أقوى.. وتصفيات كأس العالم موضوع آخر يستحق خطة أفضل يتحمل مسئوليتها جميع عناصر اللعبة.