بقلم: حسن المستكاوي
** لم يلعب الزمالك بفريق من الناشئين أمام مصر إف سى، وإنما صدر كارتيرون للاعبيه وللجمهور أنه يخوض مباراة سهلة، وغير مهمة، وبفريق من الاحتياطيين، حيث دفع بستة لاعبين لم يشاركوا بانتظام منذ عودة الدورى، أو لم يشاركوا أصلا. وعندما علم مدرب فريق مصر إف سى بتشيكل الزمالك للمباراة ليلا، قرر تعديل الخطة والتكتيك الذى سيلعب به اللقاء، وهو ما حدث بالفعل.
** الزمالك لجأ لفريق الناشئين أو الاحتياطيين، لإراحة الفريق الأساسى، لعدد أيام مساو لعدد أيام الراحة التى يحصل عليها الأهلى قبل مباراة القمة. ومبدئيا الدفع بالناشئين تجربة تحتاج إلى شجاعة، وإلى قرار مبكر، وإلى إعداد نفسى وفنى. وهو ما بدا أنه كان غائبا عن أداء الفريق، حتى لو كان قد جرى بالفعل هذا الإعداد النفسى والفنى والقرار المبكر. وذلك بناء على الأداء الذى قدمه فى الشوط الأول تحديدا.
** مجموعة الناشئين الذين جرت تجربتهم والدفع بهم فى مباريات معسكر برج العرب الودية أو بعض المباريات الرسمية، يتميز كل منهم بمهارات فردية، ولكن الأداء الجماعى فى ذلك اللقاء لم يكن على المستوى المطلوب. وهو ما شجع خالد جلال على تغيير الخطة، فلم يلعب متحفظا، وإنما ضغط بقوة، وهاجم، ولاحت لفريقه ثلاث فرص ثم فرصتان فى الشوط الثانى، بينما لم يصل الزمالك لمرمى فريق مصر. وهو لم يصل لأن التشكيلة التى لعب بها كانت فاقدة الثقة والخبرة. وعندما يستلم الكرة فإنه لا يمررها ولا يتبادلها، ولا ينقلها بسهولة إلى ملعب مصر، فاتسم الأداء بالحماس، لكن حين يمتزج الحماس بنقص الثقة والخبرة، تنتج العشوائية.. ولعل من يقرأ هذه الكلمات يراجع الشوط الأول من المباراة بأكمله، وسوف يرى غياب الترابط، وعدم ترتيب هجوم منظم، وعدم وجود شكل لأداء الفريق، وعدم وجود تنظيم دفاعى. وعندما يفقد فريق هذا كله فماذا تنتظرون منه؟
** أسجل أننى تحمست لفكرة الدفع بالناشئين، لكن لم يكن هناك إعداد جيد لهم. وهو خطأ يحاسب عليه الجهاز الفنى، كما يحاسب على ما جرى أثناء المباراة، فقد كان واجبا على كارتيرون توجيه لاعبيه فورا بالاحتفاظ بالكرة قدر الإمكان وتبادلها ولو سلبيا، حتى تبث الثقة فى نفوس اللاعبين. إلا أنه لم يفعل، ولو كان فعل ذلك فإن التأثير لم يكن إيجابيا. خاصة أن مصر إف سى أخذ المبادرة وظل يضغط فرديا وجماعيا منتهزا فرصة ذهبية لم يكن يتوقعها وبدت كأنها إهداء فى وقته..
** أجرى كاتيرون خمسة تغييرات سريعة فى الشوط الثانى فدفع بفرجانى ساسى، وبن شرقى، وزيزو، وأوناجم، وأسامة فيصل. لكن هذا لم يهز ثقة وحماس مصر إف سى. والتى اكتسبها من الشوط الأول. كما أن الزمالك خسر 45 دقيقة كاملة، ولعب مباراة قصيرة مدتها 45 فى الشوط الثانى بينما كان مصر إف سى يملك فى يده 90 دقيقة كاملة.
** إن الدفع بفريق جديد عبارة عن خليط من الناشئين والاحتياطيين، أمام مصر إف سى أعطى انطباعا عند تشكيلة الزمالك أنها مباراة سهلة، أو إنها مباراة غير مهمة، أو أنهم جميعا غير مهمين، خاصة أن الدفع بهذا الفريق لم يسبقه إعداد حقيقى وعميق قبل المباراة، ولم يحظ بتوجيه وبإدارة فنية جيدة خلال المباراة..
** هذه قصة مباراة لم ينجح فيها كارتيرون!