بقلم: حسن المستكاوي
** تصدر منتخب البرازيل تصفيات أمريكا الجنوبية لمونديال 2020 برصيد 6 نقاط، من انتصارين، خماسية نظيفة على بوليفيا، وفوز كبير على بيرو 4/2.. وفى المباراة الأخيرة كان منتخب بيرو ندا لأبناء السامبا. إذ تقدم بهدف، ولحق به منتخب البرازيل ثم تقدم بيرو مرة أخرى، ثم عادل النتيجة منتخب البرازيل إلى أن سجل نيمار هدفا من ركلة جزاء ثم هدفا ثالثا له فى المباراة فى الوقت الضائع.. ومن تجارب سابقة كثيرة، ودراسة أحوال الكرة البرازيلية وكرة أمريكا الجنوبية فى العقد الأخير، لا تجعلوا مباريات فرق القارة معيارا أو مقياسا، لأن تحدى القوة يكون بين منتخبات أوروبا وأمريكا الجنوبية، فقد توجت القارة العجوز بكأس العالم 4 مرات على التوالى منذ عام 2006، بالتريب إيطاليا، وإسبانيا، وألمانيا، وفرنسا..!
** نشتاق لكرة البرازيل التى كانت عروضا راقصة للإبداع، والمهارات. ونحن مثل العالم نرى أن منتخب البرازيل سلالة رياضية من المستحيل أن يشعر أحد نحوها بالكراهية. فتقاليدها لكرة القدم لا تنافس، أداء البرازيل فى كرة القدم حين كانت اللعبة تحكمها المهارات الفردية، يساوى أداء فرقة باليه البولشوى فى هذا الفن الرفيع، فقد ظل منتخب البرازيل (سليساو) مهيمنا، لدرجة إنه إما أن يكون منتصرا، أو حائزا لانتصارات أخلاقية، وظل أداء البرازيل فى مسابقات كأس العالم متسقا مع ذلك، حتى أنه يرقى إلى مصاف أن يكون طريقة لرواية تاريخ البطولة نفسها.. لكن الرواية شهدت فصولا حزينة للسامبا..!
** كرة القدم باتت لعبة معقدة وصعبة لا تحكمها المهارة، وإنما القوة واللياقة والسرعة والتكتيكات، وخطوط الوسط، والأداء الجماعى المحكم. والضغط لكل أنواعه، العكسى، والمضاد، والمتقدم فى ملعب الخصم، والمتزن فى ملعبك.. وكلما زادت الصعوبة فى اللعبة وامتزجت الصعوبة بالدقة والإتقان يمكنك أن ترى الجمال فى الأداء. وقد كانت البرازيل قديما تنتصر بمهارات لاعبيها الفردية وتسيطر بالتمرير وبتغيير الإيقاع.. إلا أن هذا تغير قليلا ولم يعد أساسيا فى اللعبة.
** فى يوليو 2019 أحرز منتخب البرازيل لقب بطولة كوبا أميركا، بعد غياب دام 12 عاما.. أحرز لقبه التاسع بعد التغلب على منتخب بيرو 3 / 1 فى المباراة النهائية للبطولة التى استضافتها البرازيل، فيما تأجلت بطولة 2020 إلى العام المقبل بسبب فيروس كورونا الخسيس.. لكن هل يعنى فوز البرازيل بكوبا أميركا أن منتخب السامبا تخلص من الأشباح الألمانية فى بيلوهوريزونتيز وأصبح راقصا سعيدا كما كان على مسرح كرة القدم؟
** الإجابة: صحيح أن تيتى نجح فى إجراء تطوير وتعديل، وفرض اللعب الجماعى والقيادة الجماعية، وروح الفريق لكننى ما زلت أتمنى. وأنتظر أن نرى إبداع البرازيل الذى كان على مسارح الكرة الأوروبية..!