بقلم: حسن المستكاوي
** أتوقف اليوم أمام مباراة الفريق مع الزمالك، وهو نفسه الذى أجهد الأهلى حين واجهه أيضا حتى وجد فايلر الحل فى الشوط الثانى..!
** بداية قال كارتيرون إنه غير راضٍ عن أداء الفريق أمام وادى دجلة، وأضاف: لم نكن فى كامل تركيزنا، وبذلنا مجهودا كبيرا فى اللقاء أمام مازيمبى وأثر على اللاعبين فى مواجهة دجلة.
** هذا جزء من الحقيقة، فالزمالك يفتقد الأداء الجماعى ومعظم محاولاته فردية تعتمد على مهارات لاعبيه، ويفتقد الجمل التكتيكة الهجومية، ويلعب بجناح واحد منفذا لجمل تقليدية محفوظة، وأحسن لاعبى الفريق طارق حامد ومصطفى محمد.. وهذا لا يكفى للمنافسة على البطولات، لكن حالة الزمالك أمام مازيمبى ترجع لأداء المنافس الإفريقى الذى حضر للقاهرة من أجل التعادل ولعب بتنظيم دفاعى وتضييق للمساحات وهو ما صعب المهمة على الزمالك.. إلا أن الأمر اختلف أمام وادى دجلة.
** هذا الفريق الشاب الذى يحمل على صدره شعار غزال مرفوع الرأس ينتمى إلى محمية وادى دجلة الطبيعية فى المعادى، يملك فريقا من لاعبين صغار السن ويملكون سرعات مميزة، والسرعة مهارة لا يمكن هزيمتها، فإذا كان منافسك أسرع منك فإنه سوف يسبقك فى الوصول للكرة، وفى التصرف فى الكرة وفى مطاردة الكرة، وفى الهرب بالكرة ومنك، ويمتلك وادى دجلة مجموعة مميزة من اللاعبين الذين يجيدون التحرك بدون الكرة، وهذا التحرك جعل تطبيق طريقة المدرب اليونانى تاكيس جونياس ممكنة، وهى طريقة فريدة فى الكرة المصرية، لعلها الوحيدة وليست فقط الفريدة، التى تقوم على فكرة الاستحواذ وامتلاك الكرة لأطول فترة ممكنة، مما يحبط الخصم حتى لو كان كبيرا، وربما هو مخطط محسوب فالفريق الكبير يفقد أسلحته وثقته حين يفقد الكرة وحين لا يجد الكرة بين أقدامه..!
** يبدأ دجلة هجومه من آخر نقطة فى ملعبه، من حارس مرماه، والدفاع والوسط كله يتحرك للاستلام، ومع التحرك بدون الكرة يمنح الفريق للاعب الزميل الذى يمتلك الكرة عدة اختيارات للتمرير، وهكذا يتكرر الأمر بتقارب المسافات، بين اللاعبين وبين الخطوط ويبدو تكتيك وادى دجلة كأنه يصعد بالكرة على درجات سلم حتى يصل إلى أعلى نقطة يسعى للوصول إليها وهى حارس مرمى المنافس، وفى هذا العمل الجيد توجد تفاصيل منها مثلا أن بيكهام قلب الدفاع كان يخترق فى العمق ويهدد مرمى الزمالك، ويسرق دفاعه، والأمر نفسه من جانب عبدالعاطى لاعب الوسط ويعقوبو الظهير الأيسر السريع والقوى.
** أحد حلول مواجهة هذا الأسلوب الذى يلعب به وادى دجلة هو الضغط العالى والضغط الدفاعى فى ملعبك، إلا أن الزمالك مارس ضغطا عشوائيا، وفرديا فى تحطيم حقيقى لأبسط مفاهيم الضغط الجماعى، فلا يكفى أن يجرى لاعب نحو منافسه الذى يمتلك الكرة، وإنما لابد من ضغط محسوب ومساندة ورقابة لحرمان الفريق المستحوذ على الكرة من التصرف بها.. وهذا الضغط يحتاج لياقة بدنية وذهنية وكلتاهما لم تكن فى حيازة الزمالك.
** يقدم وادى دجلة كرة قدم ممتعة يحب الجمهور أن يشاهدها، لكن فى أحيان كثيرة تكون المتعة ناقصة بسبب المواقف الدفاعية التى تحسنت كثيرا فى آخر مباراتين للفريق، فكان دجلة يدافع بثمانية لاعبين ويهاجم بثمانية لاعبين أمام الزمالك، مع سرعة فى التحول الكامل بين الموقفين.. إلا أن الأداء الجيد والممتع يظل مرهونا باكتمال الجودة مع النتيجة، والقوة بدون نقاط ضعف أو بأقل نقاط الضعف.. ونحن أمام فريق يزين صدره غزال مرفوع الرأس يملك سرعات ورشاقة وخفة الغزلان..!