بقلم: حسن المستكاوي
معركة قانونية بين اللاعب وناديه حول 700 مليون يورو (13 مليارا و132 جنيها مصريا فقط لاغير)!
النجم الأرجنتينى اشترى منزلا فى ميلانو فهل يلعب فى إنتر ميلان أم يتوجه إلى البريمير ليج؟!
** فى مقابلة مع محطة «سبورت 30» الكتالونية فى العام الماضى وقبل أن يتولى منصب المدير الفنى لبرشلونة بأشهر قال كومان: «سواريز يتجاوز عمره 30 عاما وميسى فوق الثلاثين وبيكيه فوق الثلاثين وبوسكيتس فوق الثلاثين... لا يزال أمامهم مواسم قليلة، لكن ماذا سيحدث بعدها؟». وأضاف: «سيكون لديك حارس مرمى، لكن بدون قلب دفاع وبدون محور وبدون قلب هجوم وبدون ميسى. إذا، حظ سعيد!».
** كان ذلك قبل عام تقريبا من مباراة «بايرن ميونيخ شو» فى حلبة برشلونة، وكان ذلك قبل عام تقريبا من إعلان ميسى رسميا أن علاقته مع النادى الكتالونى انتهت وأنه يرغب فى الرحيل فورا ومجانا، وذكرت صحيفة دياريو أوليه الأرجنتينية أن ميسى غضب وشعر بالإحباط بعد اللقاء الأول مع كومان، حين قال له الهولندى: «امتيازاتك هنا انتهت». وربما فى إشارة إلى تدخلات ميسى فى اختيار اللاعبين والمدربين ومطالبته سابقا بإعادة صديقه نيمار لصفوف البارسا. وكذلك نقده العنيف للمدير الرياضى أبيدال، لأنه أشار فى تصريحات إلى مواقف عدائية من جانب اللاعبين نحو فالفيردى وسيتين وإنريكى أيضا..
** عندما نشر ميسى صورا له وهو شاب يافع حضر إلى برشلونة على حسابه الرسمى فى انستجرام قبل أيام كان ذلك إعلانا بأنه قرر الرحيل دون أن ينكر فضل برشلونة وسنوات المجد على مجده. لكن هناك معركة قانونية قادمة بين اللاعب وبين ناديه حول الشرط الجزائى فهل يرحل بعد سداد 700 مليون يورو كشرط جزائى (13 مليارا و132 جنيها مصريا فقط لاغير) بعد أن لعب 20 عاما أم يرحل مجانا لأن هناك شرطا فى عقده يسمح له بالرحيل مجانا مازال قائما لأن الموسم انتهى فى أغسطس وليس فى مايو بسبب وباء فيروس كورونا وهو تفسير لن يقبله برشلونة لأن الموعد النهائى لرحيل ميسى مجانا انتهى فى يونيو الماضى ومازال الشرط الجزائى قابلا للتنفيذ. ولكن بالنظر إلى الطبيعة الاستثنائية لهذا الموسم، والتى امتدت حتى الصيف ولم تنته رسميًا حتى نهائى دورى أبطال أوروبا يوم الأحد الماضى، فمن المقرر أن يجادل معسكر ميسى بأنه يجب تحديد الموعد النهائى فى 31 أغسطس.
** هل تطول المعركة القانونية؟ هل يرحل ميسى فعلا؟ هل تنتهى قصة الزواج الأبدى بين الاثنين ميسى وبرشلونة باتفاق سريع يحقق لكليهما المصلحة؟!
** على أى حال لا يمكن مبدئيا تحميل اللاعبين وحدهم مسئولية الهزيمة التاريخية التى أصابت برشلونة أمام بايرن ميونيخ، فالنادى منذ عام 2015، أنفق ما يقرب من مليار يورو على 29 صفقة. وكانت مجرد تعاقدات مع أسماء، بعضها لم يشارك، وبعضها رحل فى إعارات، ومعظمها كان محل سؤال: «لماذا تعاقدتم مع هذا اللاعب مادام لا يلعب ويجلس احتياطيا أو هو دائما خارج القائمة»؟!
** هذا الإسراف الجاهل فى التعاقدات يجعل إدارة بارتيميو مسئولة. فقد تعاقد مثلا مع جريزمان وديمبلى وكويتينيو ولم يحقق منهم الفائدة المرجوة. والآن تبدو إعادة هيكلة الفريق عملية معقدة وتحتاج إلى وقت، فهذا برشلونة الذى يلعب على الألقاب، وأمام النادى عملية تصفية كبيرة، قد تشمل بيكيه وسيرجيو بوسكيتس وجوردى ألبا وأرتورو فيدال ولويس سواريز وايفان راكيتيتش وصامويل أومتيتى وكان بارتوميو قد أشار إلى عدم وجود نية للاستغناء عن فرنكى دى يونج وكليمون لونجليه ونيلسون سيميدو وأنطوان جريزمان وعثمان ديمبلى وأنسو فاتى.. فهل يقبل ميسى برحيل أبرز أصدقاء الملعب وبقاء هؤلاء؟ وهل يملك كومان ترف تغيير الفريق بالكامل؟
** صحيح أن ميسى هو قلب برشلونة الذى ينبض، فإن القضية ليست اللاعب، وإنما الكيان. فالثقة غير موجودة، والهزيمة المفزعة بدت أنها الانهيار وإعلان بنهاية سنوات المجد، فكيف يمكن إعادة بناء الفريق.. ؟
** ميسى موهبة عبقرية، وهو الهدف الأول للرقابة من جانب كل فريق وكل خصم، لكنه لا يراقب، ولا يمكن الإمساك به، عندما يستلم الكرة، فقد كان دائما مثل طفل يلعب فى حديقة، يجرى بالكرة ويلاحقه كبار السن، ومن الطبيعى أن يهرب منهم لكن أكبر خطأ وقعت فيه إدارات برشلونة، وكذلك الإعلام الإسبانى والعالمى أنه اعتبر ميسى وحده صاحب الإنجازات التى تحققت. نسى الجميع أن هذا اللاعب العبقرى الموهوب، تجلت مهاراته فى وجود مدرب عبقرى مثله هو جوارديولا، يقود مجموعة مهارات وقدرات متميزة مثل إنيستا وشافى، ونيمار وغيرهم. وأن الأداء الجماعى هو البطل، ففى بايرن ميونيخ بطل أوروبا لا يوجد ميسى، ولا يوجد النجم الأول، وإنما هم فريق نجوم..
** ميسى سيبلغ 34 عاما فى يونيو المقبل، فما هى الخيارات أمام النجم الأرجنتينى؟
** تشير التوقعات إلى ستة اتجاهات، فى مقدمتها إنتر ميلان لمجرد أن ميسى اشترى منزلا له فى ميلانو، بجانب عرض شركات راعية للنادى تمويل جزء من الصفقة. كذلك يأتى فى المرتبة الثانية مانشستر سيتى، الذى يقوده المدرب الذى جعل ميسى أفضل لاعب فى الكوكب. مع وجهة نظر تقول إن وجود ميسى فى، البريمير ليج، أكبر وأهم صالة عرض لكرة القدم سيدر الكثير من الأرباح على النادى. أم ترى أنه يفضل مبارزة رونالدو فى الكالتشيو من ميلانو أو يزامله فى يوفنتوس فتكون تلك صفقة القرن فعلا لكن هل يمكن لهما فنيا اللعب معا؟ كذلك هناك ترشيحات نشرتها صحف إنجليزية تقول إنه قد يذهب إلى الدورى الصينى أو الدورى الأمريكى أو باريس سان جيرمان وربما مانشستر يونايتد..
** قصة ميسى ستظل بالنسبة لعشاق كرة القدم فى برشلونة وأوروبا والعالم ستكون فيلم الموسم حقا.. لا ستكون فيلم الأرض، مثل كلاسيكو الأرض بين ريال مدريد وبرشلونة.