بقلم: حسن المستكاوي
** عندما فاز الإسماعيلى على إف سى مصر بأربعة أهداف، سارع البعض بإعلان عودة الدراويش، وأن الفريق استرد شخصيته وعافيته. فماذا قال هؤلاء بعدما خسر الفريق أمام الأهلى بثلاثة أهداف فى فوز هو الأكبر له على منافسه منذ عام 2006.. ماذا قال هؤلاء عن عودة الإسماعيلى فى مباراة إف سى مصر.. هل تراجع وذهب من حيث عاد؟
** المبالغات فى تقييم الانتصارات والانكسارات باتت سمة، وتصدر للجماهير وجهات نظر غير دقيقة. فلابد من مراعاة ظروف اللقاء، وأسباب الفوز أو الهزيمة وكيف تؤثر بعض الأحداث والوقائع فى مباريات، ومن تلك الأحداث ركلات الجزاء والطرد أو الأهداف المبكرة. كذلك لا يمكن مقارنة قوة إف سى مصر بقوة الاسماعيلى، ولا مقارنة الفوز على إف سى مصر بما يمكن أن يحدث فى مواجهة الأهلى. ثم إن الهزيمة الثقيلة التى مُنى بها الدراويش بدأت بركلة الجزاء المبكرة، التى وضعت الدراويش أمام ضغط أكبر، وترتب على هذا الضغط خلل كبير فى الدفاع العام والمساحات. كذلك كان إهدار شيلونجو لفرصة سهلة للتعادل، ثم إهدار الوحش لركلة جزاء من أسباب الخسارة، بعد أن أصاب الإحباط واليأس لاعبى الفريق، ثم أضاف الدفع بدونجا على اليأس يأسا فى الشوط الثانى، بالإيحاء للاعبى الفريق أنه لا أمل بعد الهدف الثالث وحان وقت الدفاع عن المرمى حتى لا يصاب بعدد أهداف أكبر!
** الإسماعيلى فاقد أسلوبه وشخصيته وقوته منذ سنوات. وبالطبع المشكلة المادية قديمة ومن أسباب معاناة الفريق وسط أجواء احترافية بعيدة عنه من النواحى المالية مقارنة بالأندية المنافسة، الأهلى والزمالك وبيراميدز. كما أن إدارة الكرة فى الإسماعيلى لا تملك خطة. وهذا إذا كانت هناك إدارة للكرة أصلا. فكيف يقوم النادى ببناء فريق قوى، بما يملكه من إمكانات، كيف يسترد شخصيته وأسلوبه، وهل تغيير المدربين يساعد على ذلك، وهل سيكون ريكاردو هو الأخير فى مسلسل التغيير لفترة تسمح ببناء فريق جديد بهؤلاء اللاعبين أو بغيرهم ؟
** تلك كلها مفارقات تتعلق بالإسماعيلى دون الإشارة إلى أسباب فوز الأهلى أصلا، وفى مقدمتها شخصية الفريق الأحمر، وقوة تلك الشخصية، ومهارة لاعبيه ومدربه، لا سيما فى إدارة التغييرات. فالأهلى لا يمزح. ولا يتراخى، ولا يستهتر، ويتعامل مع لقب الدورى رقم 42 بمنتهى الصرامة والجدية.. وكما يقول فايلر: «نتعامل مع كل مباراة وفقًا لظروفها وحساباتها، ولدينا الآن مباراة مهمة أمام الاتحاد السكندرى نحتاج إلى التفكير فيها فقط من أجل حسم الفوز والتتويج بالدورى.. ولن نمنح هدايا للمنافسين حتى لو حسمنا اللقب»..
** هذا كلام فايلر فى المؤتمر الصحفى بعد مباراة الإسماعيلى، مع أنه ضمن الفوز بالدورى منذ مارس الماضى قريبا وقبل توقف المسابقة. فالبطولة كانت خرجت من الملعب وذهبت إلى الجزيرة مبكرا، لكن الأهلى لم يتعامل معها بطريقة أنها وصلت، ودخلت دولاب الكئوس، وإنما ما زال يتعامل حتى هذه اللحظة على أنها لم تأت وينتظر الفوز بثلاث نقاط أخرى أمام الاتحاد السكندرى ليؤكد فوزه باللقب..
** التفريط فى النقاط غير مسموح به للأندية الكبيرة، لأن الفانلة ولونها مسئولية، وحتى حين يضمن الأهلى الفوز باللقب رسميا وحسابيا بالنقاط فإن عليه أن يحافظ على هيبة الفانلة وهيبة الكيان. لأن تلك الهيبة تعد قوة إضافية للفريق فى مواجهة منافسيه يدفع بها للملعب قبل كل مباراة..