بقلم : حسن المستكاوي
** إذا كان محمد حمدى الظهير الأيسر للمصرى هو أفضل اللاعبين فى هذا المركز فلماذا لا يضمه كوبر؟
** الإجابة: محمد حمدى هو الأفضل قياسا بمستوى الدورى المحلى، وبما يكلف به اللاعب من مهام هجومية تجعله جناحا للمصرى. لكن كوبر له فلسفته الخاصة. فهو يريد ظهيرا أيسر مدافعا بنسبة أكبر من دوره الهجومى. لأن هذا الدور يقوم به فى الجبهة اليسرى تريزيجيه، الذى يساند الظهير فى الواجبات الدفاعية.. وبالتالى نرى كوبر ينظم المهام بين لاعبين قياسا بالمستويات الدولية التى سيواجهها فى روسيا.
** وإذا كان المنتخب بصدد خوض تجربة مهمة أمام الكويت، باعتبار أن أسلوب الفريق الكويتى يقترب من أداء منتخب السعودية، فإن تجربة لاعبين جدد فى المنتخب لم تعد ذات جدوى نظرا لضيق الوقت والقائمة الأولية يقصد بها اختيار مجموعة إضافية تكون بديلة لحالات الإصابة أو كأوراق تغيير، ثم أن التجارب يجب أن تكون بمن يلعب فى المونديال وليس بمن يرغب كوبر فى رؤيته ليقرر هل يلعب فى المونديال؟ وهذا علما بأن منتخب الكويت صاحب السطوة والسيطرة السابقة على الكرة الخليجية لم يعد كذلك منذ سنوات، فقد فيها عرشه الذى بدأ صناعته جيل جاسم يعقوب وفتحى كميل والعنبرى وسعد الحوطى وغيرهم من نجوم احتكروا كل الألقاب.. وفى كأس الخليج الأخيرة التى نظمتها الكويت لم يظهر الفريق بالمستوى اللائق بسبب فترة الإيقاف الطويلة التى تعرضت لها اللعبة بقرار من الفيفا.
** كوبر له طريقته، وله رجاله الذين ينفذون تلك الطريقة. ولذلك تجده لا يستغنى عن طارق حامد ودوره الدفاعى، وجهده البدنى الفائق. ولا يستغنى عن الننى لدوره التكتيكى فى المساندة وصناعة اللعب وبدء الهجمات من ملعبنا. وهو لهذا السبب لم يضم مثلا حسين الشحات أحسن لاعب فى الدورى الإماراتى بما يملكه من مهارات ومحور أداء كما كان فى المقاصة وكما يمارس الدور نفسه فى فريق العين. لكنه قد لا يكون له الدور نفسه مع المنتخب، وفقا لرؤية هيكتور كوبر المدير الفنى، ووفقا لطريقته الصارمة، التى تقيد حركة اللاعبين وانطلاقاتهم فى المساحات. فأداء حسين الشحات نصفه مهارة، ونصفه تلقائية. وكوبر يقبل بالنصف الأول، ويرفض النصف الثانى. وفكرة دور اللاعب مع فريقه ووفقا لرؤية مدربه فى ناديه تختلف تماما عن رؤية مدرب المنتخب وفلسفته، وتقييمه لقوة المسابقة الدولية التى يخوضها ومتطلباتها البدنية. وهنا يستند كوبر على قوة التدريب البدنى بالنسبة للاعبين المحترفين فى أوروبا، بجانب استناده على أفكاره الفنية. ولذلك نراه لا يرى لاعبا مثل وليد سليمان، أو محمود علاء، أو حتى عمرو السولية..!
** عين كوبر ليست هى نفسها عينك التى ترى بها نجوم فريقك الذى تشجعه. وعين كوبر، ليست هى نفسها عين النقاد، والصحفيين، والمحللين، الذين يرون ما يجب أن تكون عليه كرة القدم، وما يجب أن يكون عليه أداء منتخب مصر، بينما يرى كوبر الصورة مختلفة. يرى ما هو ممكن فى كرة القدم، وما هو ممكن أن يؤديه منتخب مصر..؟
** تلك فروق جوهرية بين عين كوبر وعين المشجع وعين الصحفى وعين الناقد وعين المحلل.. نحن أمام أنف كوبر وأربع عيون، مع الاعتذار لقصة الأديب إحسان عبدالقدوس أنف وثلاث عيون!.
نقلًا عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع