بقلم: حسن المستكاوي
** فى تاريخ الرياضة عشرات وربما مئات العظماء. منهم من حقق إنجازا لأول مرة مثل جيسى أوينز الذى حصد 4 ميداليات فى ألعاب القوى بدورة برلين الأوليمبية عام 1936. ومنهم السباح الأمريكى جونى ويسموللر، الذى كسر حاجز الدقيقة فى سباق 100 متر حرة وذلك عام 1922 حين سجل 58.6 ثانية. وأختير فى استفتاء لوكالة أسوشيتدبرس عام 1951 أحسن رياضى فى النصف الأول من القرن العشرين وهو نفسه الممثل الشهير الذى لعب أدوار طرزان فى السينما فيما بعد.
وبالطبع يعد السباح مايكل فيلبس أعظم رياضى عرفته الألعاب الأوليمبية ولعبة السباحة حتى اليوم بما حققه من إنجازات مذهلة حيث جمع 28 ميدالية أولمبية منها 23 ميدالية ذهبية وثلاث فضيات، وبرونزيتين.. وفى سباقات العدو القصير، 100 و200 متر كرر الجامايكى أوسان بولت الثلاثية الذهبية فى سباقات 100 و200 والتتابع 4×100، فى ثلاث دورات أوليمبية متتالية، بكين ولندن وريو. فيما سجلت الرومانية نادية كومانشى الدرجة النهائية فى الجمباز لأول مرة فى دورة مونتريال الأوليمبية.
** تلك مجرد أمثلة لنماذج رياضية من الاساطير. وأهم معايير الاختيار فى اللعبات الفردية هو الرقم والإنجاز والريادة والأداء المبدع.. لكن ماذا عن كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى فى العالم؟ كيف يمكن تحديد الأفضل فى التاريخ؟ وهل تجوز المقارنة بين بيليه وبين مارادونا أو بيندى ستيفانو وبين ليونيل ميسى؟ كيف يقارن بعض الناس وبعض بائعى «سلعة المقارنة» بين لاعب قديم تألق فى زمنه بحذاء خشبى، وبملابس ثقيلة، وفى لعبة كلها مساحات، ويركل كرة ثقيلة، وبين لاعب حديث يلعب بحذاء خفيف، وبكرة أخف، وفى مساحات ضيقة، وبأداء سريع، وبجهد بدنى كبير.؟!
** بالأرقام.. يرى التاريخ أن أحسن لاعب هو البرازيلى آرثر فردرنخ أو فردرنيش، الذى سجل خلال 26 عاما مارس فيها كرة القدم 1329 هدفا، وهو رقم أكبر من الأهداف التى سجلها بيليه، الذى أحرز 1281 هدفا فى 1363 مباراة خاضها، بما فى ذلك المباريات الودية غير الرسمية، وعندما توفى آرثر فردرنخ فى سبتمبر 1969 كان بيليه يحتفل بعد ثلاثة أشهر بتسجيل هدفه الألف بالبرازيل، وآرثر فردرنخ مولود فى 18 يوليو عام 1892 من أب ألمانى وأم برازيلية ذات أصول أفريقية. وآرثر فردرنخ له إنجاز آخر مهم، فهو أيضا أول لاعب فى البرازيل ينقل كرة القدم من مجرد خبر هامشى فى الصفحات الداخلية إلى الخبر الأول فى الصفحة الأولى، وذلك عندما سجل هدف الفوز على أوروجواى فى نهائى كوبا أمريكا عام 1919 كان البرازيليون يعتبرون سباقات الخيل رياضتهم الشعبية الأولى!
** أحد الذين شاهدوا آرثر فردرنخ لاعبا هو مراسل الإذاعة البرازيلية القديم نقولا توما، الذى قال: «آرثر ليس له مثيل من قبل، ولا من بعد، ولا يقترب منه بيليه أو مارادونا. وكانت قناة ناشيونال جيوجرافيك أجرت دراسة علمية حول تطور تكنولوجيا كرة القدم وتأثيرها على اللاعبين، وانتهت الدراسة إلى أن كرة الجلد القديمة لم تكن تساهم فى إظهار مهارات ومواهب اللاعب الفردية كما تفعل اليوم الكرات الحديثة، كذلك كانت خطط وتكتيكات وأساليب كرة القدم مختلفة، فكيف نقارن بين أزمنة لا تشترك فى المعايير.. ثم كيف نختار الأفضل فى التاريخ؟ هل هو بالإبداع والابتكار الذى يقدمه اللاعب أم بالأرقام القياسية التى يحصدها؟!
** معايير اختيار الأفضل فى كرة القدم مختلفة ولا تكفيها الأرقام.. وبكل بساطة البطولة يحرزها فريق وليس لاعبا فردا. فكيف مثلا تنسب بطولات للاعبين بينما هى لفرق؟!