بقلم: حسن المستكاوي
** الليلة موعد الشوط الثانى من مباراة الزمالك والرجاء المغربى. وقد كان مقررا أن يقام هذا الشوط يوم 24 أكتوبر الماضى، ثم تأجل إلى الأول من نوفمبر ثم إلى الرابع من نوفمبر. للإصابات التى تعرض لها الرجاء بسبب كوفيد 19 وهو ما اسفر عن غياب ثلاثة لاعبين مهمين للفريق عن لقاء الليلة وهم حارس المرمى الأساسى أنس الزنيتى، وعبدالجليل جبيرة ومحمد دويك، بسبب استمرار إصابتهم بفيروس كورونا.. فيما تبدو صفوف الزمالك مكتملة باستثناء احتمال غياب أوباما.. لكن الأسماء واللاعبين كأفراد ليسوا هم العامود الاساسى فى لقاء اليوم وإنما الأداء الجماعى للفريقين وقدرة كل منهما على فرض أسلوبه من بداية المباراة التى لن تكون سهلة، حيث يخوضها الرجاء دون أن يضع فى حساباته حذرا مبالغا بعد الهزيمة التى لحقت به فى مباراة الذهاب. بينما يلعب الزمالك وهو مكلف بأداء مهمة التوازن دفاعا وهجوما، وقد نجح فى تلك المهمة فى مباراة الدار البيضاء..
** يومها فرض الزمالك أسلوبه تماما لاسيما فى الشوط الأول. فدافع بصلابة وسط الملعب وتحديدا فى ملعبه ومنطقته، ثم شن هجمات مسلحة بمهارات لاعبيه زيزو وبن شرقى وأوباما ومصطفى محمد، وجاء الهدف من لعبة كررها الزمالك كثيرا، بكرة عرضية من زيزو إلى بن شرقى الذى قفز أعلى من دفاع الرجاء كله.. لكن صعوبة مباراة الليلة أن الزمالك مطالب بجهد بدنى كبير على مدى 90 دقيقة. جهد يؤدى به الضغط المتنوع فى ملعبه أو المتقدم. فلا يسمح للرجاء بتبادل الكرة وبناء الهجمات والاقتراب من منطقة الجزاء. وهذا يعنى أن يضغط وسط الزمالك بخمسة لاعبين، سواء لعب بثلاثى ارتكاز أو بلاعبين مع دعم من مهاجمى المقدمة كما حدث فى مباراة الذهاب، حيث كان بن شرقى يعود لمساندة عبدالله جمعة، كما يعود زيزو لمساندة أحمد عيد، ويرد أوباما بجوار طارق حامد وإسلام جابر.. وهو ما صنع تشكيلا دفاعيا للزمالك فى قلب ملعبه مدعما بقلبى الدفاع أيضا..
** سرعة زيزو وبن شرقى ومهارة فرجانى ساسى ودور طارق حامد الذى تطور كثيرا سيكون من عوامل الدعم الهجومى للزمالك عند استخلاص الكرة بسرعة والتحول إلى موقف الهجوم الضاغط والسريع. يقابل ذلك الحرص والحذر الشديد فى إيقاف كرات الرجاء العرضية وهى اللعبة التى يتقنها الفريق المغربى ويعمل على تنفيذها عبر عبدالإله الحافيظى ومدكور وفابريس نجاة بجانب تحركات سفيان رحيمى الخطير. ولإيقاف تلك الكرات العرضية لابد من مقابلة الأجنحة والضغط لحرمانهما من إرسال تلك الكرات أصلا، إذ لا يجب أن ترسل إلى منطقة جزاء الزمالك بكل السبل..
** لقد لعبت الأندية المصرية مع نظيرتها المغربية 75 مباراة فى مختلف المنافسات، وكان الفوز من نصيب الفرق المصرية فى 31 مباراة مقابل 21 فوزا مغربيا والتعادل فى 23 مباراة. وتلك مجرد أرقام لايمكن الاستناد إليها وحدها فى عالم كرة القدم ولا يمكن أيضا الاستناد فقط على نتائج الزمالك المميزة مع الرجاء فى المواجهات الأفريقية حيث لم يحقق الفريق المغربى الفوز فى المباريات الثلاث التى أقيمت بينهما فى دورى أبطال القارة. فكان الفوز من نصيب الزمالك فى مباراتين والتعادل فى مباراة.. والحسم يكون بالأداء الضاغط وعدم التهاون فى أى كرة، وفرض مساحات ضيقة وخانقة. وحسب تعبير جمال السلامى مدرب الرجاء نفسه، سوف تكون المباراة.
«مشحونة وثقيلة..» !
** لا يوجد سيناريو مكتوب فى كرة القدم.. لكننى أضيف هنا أنها قد تكون مشحونة وسعيدة للزمالك إن شاء الله.. ولا نريدها أكثر من ذلك!