بقلم: حسن المستكاوي
** ألفت الأنظار إلى أن مباريات البريمير، يرافقها مؤثرات صوتية لتعويض غياب الجمهور الذى يمثل الحياة للعبة، والموسيقى التصويرية لفيلم المباراة. وربما هناك فريق كامل يقوم بترتيب علاقة بين ما يجرى فى الملعب وبين تلك المؤثرات، لدرجة أنك تشعر بشك فى حقيقة وجود الجمهور من عدمه.
** ومن الصديق هانى إدريس تلقيت رسالة يقول فيها إن قناة تى. فى. أى الإسبانية أشارت فى تقرير لها إلى دراسة تفيد أن المؤثرات الصوتية تحفز اللاعبين فى الملعب. وفى مباراتى الدور قبل النهائى لدورى أبطال إفريقيا كانت المؤثرات الصوتية حاضرة فى المدرجات وعلى مسمع المشاهدين فى الشاشات. فكنا نسمع هتافات وانفعالات جماهير الوداد والرجاء أثناء مواجهة الأهلى والزمالك، لدرجة أنه إذا بدا أن الفريقين الزائرين يستهلكان الوقت فإن صفارات الاعتراض المسجلة للجمهور تشير إلى ذلك.
** لماذا لا تحظى مبارياتنا بمثل تلك المؤثرات الصوتية التى تحفز اللاعبين وتشجعهم، وتنقل المشاهدين عبر الشاشات إلى حالة تخيلية تكمل مشهدا ننتظره ونتمناه، بدلا من حالات الصمت، كأننا فى مسرح يشهد نجوما وأبطالا يعرضون فنا بدون جمهور ينفعل بما يقدمونه؟
** فى بعض المباريات السابقة محليا أو غيرها جرت تجربة محدودة للمؤثرات الصوتية، لكنها لم تكتمل، فهل يمكن أن نرى فى مباراتى الدور قبل النهائى باستاد القاهرة مؤثرات تضفى الحياة على المدرجات الخاوية الخالية بسبب فيروس كورونا، ويقوم فريق محترف بإدارة تلك المؤثرات لتتناغم مع ما يجرى فى الملعب؟
** هناك أشياء نستطيع أن نفعلها غدا..
** ومن ذلك أيضا أن يكون تقديرنا للنتائج أكثر هدوءا وواقعية. فلا نحتفل قبل انتهاء الحلفة. وفى مباراة الأهلى والوداد، قلت بوضوح أن الذين كانوا يبحثون عن بصمات موسيمانى، فقد تجلت فى هذه المباراة. و«تجلت» فى اللغة العربية أفضل من «ظهرت» وقلت إن البطل الأول فى المباراة هو موسيمانى، الذى لعب بتكتيك ذكى وقدم درسا فى كيفية حماية ملعبك بالضغط الجماعى والمساحات الضيقة والخطوط المتقاربة. وكذلك نجح باتشيكو فى مفاجأة الرجاء بالهجوم والمبادرة واللعب بجرأة وتنظيم أداء الفريق هجوما ودفاعا وخاصة فى الشوط الأول..
** وقد كانت تصريحات موسيمانى وباتشيكو صادقة، ودقيقة عقب المباراتين، إذ قال موسيمانى: «مواجهة العودة أمام الوداد بالقاهرة ستكون صعبة.. نعم نمتلك أفضلية بعد الفوز خارج ملعبنا بهدفين دون رد، ولكن المنافس أيضا لديه فرصة فى تحقيق نفس الأمر فى مباراة العودة، ومن ثم اعتبرها بمثابة الشوط الثانى وأضاف: «علينا عدم المبالغة فى الأفراح، فقد حققنا الفوز فقط فى الشوط الأول بالمغرب، والآن لدينا شوط ثانٍ فى القاهرة خلال عدة أيام.. نعم علينا أن نكون سعداء بما حققناه، ولكن فى النهاية لم نصل بعد إلى هدفنا بحجز بطاقة التأهل للنهائى.. الأمر مازال مؤجلا إلى يوم الجمعة المقبل».
** وكذلك كانت تصريحات باتشيكو مباشرة وواضحة، إذ قال: « سوف نستعد للمباراة القادمة، ستكون مواجهة صعبة بكل تأكيد، وطبيعى أننا نحلم بالوصول للنهائى، الفوز مجرد خطوة، ولم نحقق شيئا حتى الآن..شغلنا الشاغل هو تجهيز اللاعبين بالاستشفاء، تجنبا للإرهاق، خاصة فى ظل ضغط المباريات الرهيب على الفريق، لم يكن لدينا فرصة للتدريب بشكل جيد، لأن الفريق خاض 5 مواجهات خلال 15 يوم، ونعانى من الغيابات بسبب إصابة عدد كبير من اللاعبين »..
** كل التحية للاعبى الفريقين وللمدربين على هذا الأداء وعلى تلك الجدية والواقعية.