بقلم: حسن المستكاوي
** بعد إقالة التعاون السعودى لمدربه البرتغالى فيتور كامبليوس قالت صحيفة الرياضية السعودية إن النادى أتم اتفاقا مبدئيا مع المدرب الفرنسى كارتيرون..
لكن لا يهم أين سوف يذهب كارتيرون، فقد ذهب، ومن المؤسف أن يذهب، ويتخلى عن فريقه وعن لاعبيه وعن ناديه. والمهم الآن ماذا يفعل الزمالك؟
** القرار اتخذ سريعا، تم تعيين طارق يحيى مديرا فنيا مؤقتا لحين الاتفاق مع مدرب أجنبى، وهناك اتجاه حضوره خلال أسبوع كما أعلنت مصادر الزمالك، مما يعنى أن المدرب الجديد معروف للإدارة.. ويقال إن المرشح هو تاكيس جونياس اليونانى مدرب فريق وادى دجلة الأسبق.
** رحيل المدرب الفرنسى كان خبر الساعة والدقيقة فى أوساط الكرة المصرية وانتشر بسرعة، وتعامل معه الزمالك بنفس السرعة، وأعلنه عبر موقعه، وقد كان الخبر مفاجأة مدوية، لاسيما فى ظل استقرار الفريق فنيا، وتحقيق كارتيرون لبطولتين مهمتين، فهل رحل بسبب إغراء مادى أو لمتاعب واجهها فى الزمالك أم لأنه لا يشعر بالراحة فى مصر أو كما أراد أن يشيع أن رحيله لأسباب أسرية..
** لقد تابعت العديد من الزملاء الذين تحدثوا عن رحيل كارتيرون المفاجئ، وكلهم قاموا بتغطية خبرية حافلة بالتفاصيل، لدرجة تحديد الحوار الذى دار بين المدرب الفرنسى وبين رئيس النادى مرتضى منصور وفى حضور أعضاء مجلس الإدارة، والبعض أشار إلى الحوارات التى دارت بين أمير مرتضى المشرف على كرة القدم وبين المدرب وأين ومتى جرت تلك الحوارات وهذه التفاصيل عمل صحفى بالدرجة الأولى لأن المشاهد أو القارئ أو المشجع عموما يحب أن يعرف ما جرى وكيف جرى..؟
** الآن فهمت لماذا كان كارتيرون يرفض تأجيل الدور قبل النهائى لكأس دورى أبطال أفريقيا، فقد رتب للرحيل مبكرا جدا، إذ يبدو أن قراره الأخير هذا جاء نظرا لحاجته لبدء العمل فى مكان آخر وفى نادٍ آخر. وسواء كان هذا النادى فى دولة عربية أو إفريقية، فهذا لايهم، وإنما المؤسف هنا ما يلى:
** أولا: أن يرحل المدرب لأى سبب قبل بطولة مهمة يستعد الزمالك لخوضها، وكان أدبيا واحترافيا ومهنيا عليه أن يستمر حتى انتهاء هذه البطولة وأن يبلغ إدارة النادى بالرحيل وبتوقيت هذا الرحيل.
** ثانيا: التفاوض مع مدرب أثناء قيادته لفريق يساوى التفاوض مع لاعب أثناء مشاركته لفريق. والتفاوض يجب أن يكون بناء على موعد نهاية موسم وبدء موسم. لكن للأسف قواعد اللعبة وقواعد العمل فى صناعة كرة القدم وفى الاحتراف علت فيها المصالح الخاصة بكل مساوئ هذا الاتجاه.
** حسب كلام الزملاء الذين غطوا خبر رحيل كارتيرون، كان القرار مفاجأة لمجلس الإدارة وللاعبين، وحتى لوكيل أعماله يحيى على، وهو أمر غريب أن يتفاوض المدرب مع نادٍ آخر دون علم وكيل أعماله، فليس صحيحا أنه يرحل لأسباب أسرية كما ادعى، وهو ما واجهه به رئيس النادى.
** هو رحيل غير مقبول، ولو كان نظير مقابل مادى أفضل فى موقع آخر.. هل هذا هو الاحتراف حقا وهل لغة المال تعنى عدم احترام العقود، وهل القضية هى سداد قيمة الشرط الجزائى، وأن ذلك يعنى إعفاء المدرب من المسئولية المهنية والأدبية وهل يسرى ذلك على الأندية أيضا التى تستغنى عن مدربيها بقرارات فورية باستعمال نفس الصيغة، سداد الشرط الجزائى فى أحسن الأحوال، فمن المعروف أن ذلك لا يحدث فى أغلب الأحوال.. ما هذا العمل الاحترافى الغريب؟!