بقلم: حسن المستكاوي
** هل تحدد الأندية معايير دقيقة عند اختيار مدرب؟
** الإجابة: ليس كل الأندية. هو بعضها القليل فقط.. ولذلك شهدت مواسم كثيرة سابقة، تغييرات فى المدربين أثناء الموسم. وشهد الموسم المنتهى تغيير 47 مدربا، وبعضهم تولى المهمة ثم أقيل، ثم عاد، ثم استقال. ثم مضى خلال الفترة ما بين الإقالة والعودة إلى فريق آخر، كأنه عصفور يغرد بسعادة وهو يقفز من غصن إلى غصن ومن شجرة إلى شجرة. ومن يجب أن يسأل عن ذلك أولا هى إدارات الأندية ثم ثانيا اتحاد الكرة.. ثم ثالثا، المدربون.. لكن هل تريدون أمثلة للتذكرة؟
** إليكم: بدأ طارق العشرى مع حرس الحدود، ثم رحل إلى المصرى وحل محله فى حرس الحدود محمد حليم، ثم عاد طارق العشرى إلى حرس الحدود. واستقال حليم، ثم استقال العشرى وعاد حليم!
** تكررت نفس المسألة فى عدة أندية، وربما يمكن القول فى أغلب الأندية. لأنه لا يوجد معيار للتعاقد مع المدرب. ولأن إقالات المدربين بقرار من الإدارة تبدو فى أحيان كثيرة أفضل الوسائل لامتصاص غضب الجمهور من النتائج ومن المدرب ومن الإدارة، وكذلك هناك طرف آخر يجب على النادى امتصاص غضبه وهو الإعلام. وأحيانا لا تتعامل الإدارات مع سوء النتائج لأى فريق بعمق فنى، وبدراسة الأسباب الحقيقية لها، فقد تكون لارتفاع متوسط الأعمار، أو لافتقاد اللاعبين لبعض المهارات المهمة جدا الآن ومنها السرعة، بكل ما يندرج تحت السرعة من عناوين متنوعة، سواء سرعة الجرى عموما، وسرعة القرار، وسرعة الجرى القصير، وسرعة الانطلاق. وقد تتراجع النتائج لعدم توافر الدوافع لدى اللاعبين ومنها ما يتأثر بالقيم الأولى التى يلعب من أجلها اللاعب كرة القدم أو الرياضة عموما، فهل هى قيمة النجاح والمركز الأول أم قيمة المال والشهرة بغض النظر عن النجاح؟
** اختيار المدرب لا يجب أن يستند فقط على شهادة الخبرة أو السيرة الذاتية، التى توضع كأحد المعايير عند المفاضلة فى اختيار موظف جديد فى شركة ما. فلم يكن فايلر يملك شهادة خبرة طويلة لكنه نجح مع الأهلى قبل أن يرحل بإرادته بينما تعاقد بيراميدز مع الكرواتى تشاتشيتش الذى بدأ رحلة التدريب فى عام 1986 مع فريق بريجورى، ثم دينامو زغرب، ثم لوكاموتيف زغرب وماريبور، وغيرها من الأندية ثم عمل كمساعد مدرب فى منتخب كرواتيا تحت 21 سنة، ثم مساعد مدرب منتخب ليبيا، ثم منتخب كرواتيا الأول فى الفترة من 2015 إلى 2017.. وعلى الرغم من شهادة الخبرة الكبيرة، لم ينجح مع بيراميدز، وهو لا يتحدث الإنجليزية ولا الفرنسية، ولابد من مترجم ينقل من اللغة الكرواتية وهى لغة من لغات المجموعة الغربية للغات السلافية الجنوبية، ويستخدمها الكروات. وعلى المترجم أن ينقلها إلى الإنجليزية إلى مترجم آخر ينقل الترجمة الثانية إلى ترجمة ثالثة وهى العربية كى تصل التعليمات إلى اللاعبين فتكون المباراة انتهت أصلا من زمان، بدون اتصال أو تواصل مستمر بين المدرب وبين لاعبيه.. وبالطبع لم يكن ذلك سبب إقالته وإنما الأسباب فنية. لكننى أضرب المثل بصعوبة التواصل اللغوى والإنسانى كأحد المعايير التى يجب أن تكون فى الحسبان!
** اتحاد الكرة يجب أن يطبق قاعدة فى لوائحه لمسألة انتقال المدربين بين الأندية خلال الموسم الواحد فليس معقولا أن يدرب فريقا ثم ينتقل إلى فريق ويواجهه فى منافسة أو مباراة بعد 24 ساعة.. «وأرجوكم كفاية بأه إننا حالة خاصة وظروفنا استثنائية!».