بقلم - حسن المستكاوي
أقاوم الانفلات فى تصريحات وبرامج بالامتناع عن التعليق، وأحاول إضافة عدم التفكير وأهرب من هذه الفوضى التى لا تقف، بمتابعة كل ما هو مرتب وجميل فى شارع الرياضة المصرية إن وجد، وبمتابعة محمد صلاح الذى يرفع معنوياتنا، ومتابعة مباريات أوروبا، والتفتيش والبحث عن كل معلومة بالقراءة، ففى النهاية هى جزء من المتعة أن تعرف، وجزء من الهروب أن تبحث خاصة أن كل ما يعرض من مشاكل فى ساحة كرة القدم يخرج ناقصا سطرا أو معلومة أو يطرح بمبررات لا علاقة لها بالرياضة أصلا..!
** أبدأ بتوضيح، وهو أن ما قلته عن الأهلى والزمالك بأنهما ليسا مجرد أندية، المقصود به ما يساويان عند جماهيرهما، بعيدا عن منطق الاحتراف الأوروبى ومنطقة الاستثمار الأوروبية، فيمكن شراء نصف أندية الدورى الإنجليزى مثلا بينما من الصعب أن يباع الأهلى أو الزمالك، من جهة بسبب القانون الذى لا يسمح، ومن جهة أخرى بسبب النظرة العاطفية والسياسية والاجتماعية من قبل الجمهور للناديين، وبالمناسبة أن صاحب تعبير الأهلى لا يقدر بثمن كان نفسه الشيخ تركى آل شيخ فى تغريدة على تويتر.
** مؤتمر الخطيب، وكيف كان منظما ومرتبا ويتسم بالشياكة، وأشد على يده لترسيخه فكرة تقديم الشكر لمن سبقوه، وأطالب محمود طاهر بالتعبير عن رغبته فى المساهمة بالمساعدة لأى عمل أو بناء أو نشاط فى الأهلى.. كما أشدد على أن علاقة النادى بمحبيه من الأشقاء العرب يجب أن يبنى عليها، ولا تستسلم لإفسادها، وقد قال: «إن بعض المحبين العرب يساهمون فى استثماراتنا طبقا لرؤيتنا للمساهمة فى نجاح النادى وأضاف أن محبا للأهلى من الإمارات حول للنادى مليون دولار وطلب عدم ذكر اسمه كما ساهم السودانى عمار السنى وهو محب للأهلى أيضا بمليون جنيه.. «وهى علاقة تمتد من المحيط إلى الخليج. ويكفى أن تعلموا ماذا كان يقول قادة الرياضة فى المغرب العربى فى سنوات الستينيات عن الأهلى والزمالك وكيف أن مباريات الفريقين كانت بالنسبة لهم منشورا وطنيا.
** أشعر بالأسف لما جرى للزمالك أمام فريق ضعيف ترتب عليه خروج أحد قطبى الكرة المصرية من الكونفيدرالية، ولو كان الوزير خالد عبدالعزيز هو السبب فى خروج الفريق، فإنه سيكون السبب فى فوز الأهلى بالدورى.. والحقيقة أن وزير الشباب والرياضة ليس سببا فى هزيمة فريق ولم يكن سببا فى فوز فريق.. وما جرى للزمالك أمام ولايتا ديتشا الإثيوبى هو خسارة فى مباراة لكرة القدم، بكل ما فى اللعبة من مفاجآت وأخطاء.. والهزيمة لا تقلل أبدا من كفاءة إيهاب جلال.. وإن كنت أعتقد أنه بدأ يصحح ما سبق وأشرت إليه فيما يتعلق بدور النقاز وحازم إمام فى تكوين الفريق وليس فى تشكيله.. فحين يلعب النقاز مساكا ثالثا وأمامه حازم إمام فى وسط الملعب يفقد الزمالك لاعبا هو حازم ويفقد نصف النقاز، وبالتالى يلعب بـ 9.5 لاعب!
** بين مؤتمر الأهلى وبين خسارة الزمالك، تقع واحدة من كوارث كرة القدم فى مصر، وهى السباق المحموم بين الناديين على اللاعبين كما لو أنه «دور كوتشينة».. وهذا أمر أسفت له قديما وأأسف له اليوم وأأسف له دائما، وحرصا على لاعب مميز وموهوب أنصح الأهلى بالتخلى عنه نهائيا للزمالك، وفقا لترتيب توقيع العقود.. خاصة أن الأهلى قرر عرضه للبيع أو الإعارة، والأصوات داخل النادى عالية وتطالب بعدم عودته للفريق مرة أخرى، وعلى عبدالله السعيد الاعتذار لجماهير الناديين، وأرجو أن يتوقف الصراع بين الأهلى وبين الزمالك على اللاعبين نهائيا.. وحين يتوقف هذا الصراع أخشى أن أستيقظ لحظتها من النوم!
نقلا عن الشروق القاهريه