بقلم: حسن المستكاوي
** فى جريدة الجارديان البريطانية كتبت الصحفية هنا جين باريكنسون مقالا عن ليفربول. وقبل أن أعرض بعضا من مقالها أشير إلى أن الصحفية تكتب فى الموسيقى والثقافة والفنون والأدب والصحة.. إلا أن مقالها الرياضى هذا فيه من الإبداع والخيال ما ليس عند الكثيرين.. ربما لثقافتها..!
** تقول هنا باريكنسون: «مثل الأرنب أشعر بسعادة غامرة. فأنا أشجع ليفربول منذ الطفولة.. وسعادتى مصدرها هذا الموسم الاستثنائى. فقد ولدت فى فترة كانت تشهد انتهاء سيطرة ليفربول وظهور مانشستر يونايتد الذى سيطر على البطولات. لكن فى اللحظة التى أكتب لكم فيها هذا المقال يحتل ليفربول القمة بفارق 22 نقطة وقد تزيد وقت قراءتكم هذا المقال.
** وتستمر باريكنسون: «فى الموسم الماضى، خسرنا الدورى بفارق نقطة واحدة.. بهزيمة واحدة، وذهب اللقب إلى مانشستر سيتى، بفارق نقطة واحدة، والواقع أن كرة القدم فيها من الأشياء الصغيرة الفاصلة المدهشة.. فقد خسرنا بهدف لهدفين.. وكان هناك بعض الجدل حول انحراف الكرة وتجاوزها من عدمه لخط المرمى.. فخسرنا بهذا الهدف وبفارق سنتيمتر واحد أيضا».
** تتحدث الصحفية البريطانية عن دراما كرة القدم عن هذا السيناريو غير المكتوب والذى لا يعلم إنسان كيف تكون نهايته.. وهذا ما يضفى على كرة القدم سحرها، وإثارتها التى ترفع من الإدرينالين فى الدم. ولا شىء يساوى أو يتفوق على هدف اللحظة الأخيرة. تلك اللحظة التى تأتى من حيث لا ندرى. وتقول باريكنسون: «هكذا فى عام 2012 فاز مانشستر سيتى بالدورى فى الدقيقة الأخيرة من المباراة.. لا فى اللحظة الأخيرة من الدورى فى الدقيقة 94».
نحن نحب الرياضة لأنها تخرجنا من أنفسنا.. إنها تبنى المجتمعات تفتح أبواب التواصل والسعادة.. على الرغم من أنها يمكن أن تجلب لنا الدموع الساخنة من الإحباط، إلا أنها يمكن أن تجلب لنا أيضًا متعة هائلة، فى ثانية من الوقت مقابل انتصار هائل، يقوده فتى محلى يبلغ من العمر 20 عامًا. أو ربما طفل من الجانب الآخر من العالم، الذى شحذ مهاراته وجعلها ضد كل الصعاب.. ماذا يمكن أن يكون أكثر رفع الروح؟».
** فى الدقيقة الأخيرة أحرز ليفربول الكثير من الأهداف هذا الموسم.. وهو شعور مثير، كما تقول باريكنسون، شعور يساوى أن تلحق بقطار بينما أبوابه تغلق وقبل أن يغادر المحطة.. فربما تكون الحياة على الحافة مثيرة.. ولا يمكن أن أفسر الأمر بشكل علمى، لكن ما الذى يمكن أن أن يكون أكثر إثارة من كرة القدم التى تقدم نصرا كبيرا فى لحظة خاطفة تهتز فيها شباك المنافس عندما يبدو كل شيء خاسرا؟!.
** إنها متعة الأشياء الصغيرة.. كما قالت الصحفية البريطانية هنا جين باريكنسون فى مقالها بالجارديان عن ليفربول وكيف أنه لا متعة فى كرة القدم تضاهى متعة مشاهدة فريقك يسجل هدف الفوز فى الدقيقة الأخيرة.. لكن يا سيدتى تسجيل هدف فى اللحظة الأخيرة ليس شيئا صغيرا أبدا، إنه أكبر الأشياء، إنه يختصر كل معانى وقيم الرياضة وكرة القدم. فلا يأس، ولا توقف عن المحاولة، ما دام فى المباراة نبض.. كرة القدم هى الحياة..!