بقلم: حسن المستكاوي
** فى حوار الأمس مع الشاب الذى يعبر عن جيله، قال:
**« لكل جيل معاركه. جيل ثورة 19 كانت معركته الاستقلال، وجيل ثورة يوليو كانت معركته التحرر الوطنى وإسرائيل، وجيلنا معركته المستقبل، والتجديد، بدءا من تجديد شكل الخطاب ومضمونه، بعيدا عما هو مستهلك وقديم. وقال: «عايزين مصر أحسن وأقوى وأغنى..عايزينها منتصرة بالعلوم، فى كل مجال. عايزينها زى العالم اللى بنشوفه ونعرفه.. وعايزين مصر تلاحق العصر، وبلا واسطة ووظائفها تحكمها الكفاءة، والفرص فيها متساوية، والقانون يلاحق كل من يخطئ دون انتظار»..
** قلت: «أحيانا نراكم جيلا جعل من فريقه لكرة القدم وطنا»..!
** رد الشاب: «لا.. نحن لسنا جيلا يرى فريقه وطنا كما يقال. فالعالم كله يشجع فرق كرة القدم، وانتصارات فرقه تمثل عنده الكبرياء الوطنى. والملايين الذين خرجوا فى الشوارع احتفالا ببطولات إفريقيا مثلا هم الملايين الذين خرجوا فى ثورة 30 يونيو لإسقاط حكم الإخوان واحتفالا بسقوطهم. وشعوب العالم تخرج بالملايين لتأييد واقع سياسى أو لرفض واقع سياسى بالإضافة إلى انتصارات كرة القدم. وغير ذلك لا تخرج الشعوب بالملايين»..
** لكن لماذا يبدو لنا أنكم لا ترون المشاريع العملاقة والتنمية التى تجرى فى كل شبر فى مصر؟
** قال الشاب: «نرى كل الإنجازات. ونفرح بها، ونفرح بأبسط النجاحات، مع أنها ضرورية ومنطقية، زى نجاح الدولة ممثلة فى وزارة التربية والتعليم فى امتحانات الثانوية العامة، وفى تنظيم الأمم الإفريقية 2019، وفى مبادرة 100 مليون صحة، لكن معركتنا هى المستقبل. هى سقوط الواسطة. وإعلاء قيم الكفاءة والموهبة والمهارة. وترسيخ مفاهيم المساواة والعدالة والفرص المتساوية، وممارسة الشعب للسياسة، والمشاركة بها. وأقصد بها الممارسة الفعلية وليس الممارسة الشكلية»..
** قلت: «كل شىء له وقته، ولابد من إدراك التحديات وترتيب الدولة للأولويات، لكن فى النهاية الوطنيّة شعور طبيعى ناتج عن ارتباط الشخص بالوطن الذى وُلد وعاش فيه، كالعيش على تربته، وبين مواطنيه، وتحت القوانين الخاصّة به».
قال الشاب: **
«المشكلة أن جزء من جيل حضرتك شايف الوطنية عنده الاستعداد للحرب مع الإنجليز وممارسة الحرب ضد إسرائيل، كنتم عايشين معركة طويلة دون الاستعداد الحقيقى لهذه المعركة».
** قلت: «أحيانا يكون الانتصار فى حرب يكون انتصارا سياسيا، معركة ضد الإنجليز وخرجوا، حرب 56، انسحبت إسرائيل من سيناء. مع أنها كانت معركة ضد إسرائيل ومعها دول كبيرة، وكانت المعركة اختيارا فرض علينا، ولو عايزين تحكموا على المعركة دى اللى استمرت سنين ووصلت إلى انتصار عسكرى فى 73، ارجعوا للزمن نفسه ولظروفه وشوفوا الحل الممكن كان إيه لأن التاريخ لا يمكن تقييمه بوجهة نظر الحاضر».
** قال الشاب: «لو هناك حرب جديدة، فمن المؤكد أننا سوف نحاربها. لأن الجيش هو إحنا هو جيلنا الذى يؤدى الخدمة العسكرية أو جيلنا الذى انضم لكليات عسكرية، والدفاع عن الأرض نحن نراه أمرا بديهيا وواجبا ولا يناقش. إلا أن معركتنا هى حلمنا، عايزين مصر تكون أمريكا، واليابان وألمانيا، وفرنسا، عايزينها دولة فى العالم الأول، عايزينها دولة القانون والنظام والسياسة والأحزاب.. دولة الكفاءة والمهارة، وعلى فكرة الحلم ده أيضا وطنية، وبنحاول نوصله لجيلكم»..
** قلت: «أحترم هذا المفهوم أو هذا التعريف للوطنية».