بقلم: حسن المستكاوي
** وجدت خبرا على مواقع التواصل الاجتماعى يشير إلى فوز الأهلى على الزمالك 9 /1 فى كأس التفوق المصرى الذى هو كأس فاروق ثم كأس مصر، وكان الخبر نفسه بنتيجة أخرى وتاريخ آخر لكنه 4/1. ثم وجدت الخبر نفسه أيضا بنتائج أخرى وفى تواريخ أخرى، والذى لعب فى هذا الخبر وفى تاريخ وقوعه ونتيجته لم يستطع الاقتراب من النص، وإلا انكشفت لعبته.
** لماذا هذا الحرص من جانب أنصار الأهلى وأنصار الزمالك على التفتيش عن نتائج قياسية قديمة بين الفريقين؟ هل الهدف هو «التحفيل»؟ لماذا لا نحترم التاريخ.. وهو تاريخ لم يؤلفه أحد ولم يخترعه إنسان؟
** لقد قلت إن من يشهد على التاريخ الرياضى، هو الصحافة التى عاشت زمنه، ففى الجريدة أو المجلة الرياضية ستجد فى النصوص الأصلية الوقائع والنتائج، فالصحافة فى العشرينيات من القرن الماضى كانت مثل يوتيوب وفيس بوك وإنستجرام وتويتر فى هذه الأيام. وإذا كان هناك نصا أصليا فى صحيفة الأهرام يؤكد فوز الأهلى على الزمالك 9 / 1 فهذا خبر حقيقى، وإن لم يكن هناك هذا النص الأصلى فى الجريدة فإن الخبر بتلك النتيجة يعد تزويرا.
** النادى الأهلى الذى تأسس عام 1907، لعله قد يكون المؤسسة الرياضية الوحيدة التى تحتفظ بتاريخها مسجلا ومدونا فى محاضر مجلس إدارة النادى، فالمؤسسون اجتمعوا فى 8 إبريل 1907، ومجلس الإدارة عقد أول إجتماع له فى 24 إبريل 1907، الساعة الخامسة والنصف فى الجيزة، فى منزل رئيس النادى الأول الإنجليزى ميتشل أنس، والمحضر الأول مكتوب باللغة العربية والفرنسية.. ولا أعرف هل تحتفظ الأندية االمصرية بمحاضرها منذ التأسيس الأول ؟لقد سألت يوما عن محاضر أندية فكانت الإجابة: «والله لا نعرف»؟!
** أصعب فترات تأريخ الحركة الرياضية المصرية تبدأ من عام 1883 إلى عام 1920 حيث كانت الصحافة الرياضية بأنواعها، غائبة. فيما بدأت الأهرام تخصص بابا للرياضة فى يوم السبت الموافق 4 نوفمبر من عام 1922. لكن فى العشرينيات وحتى مطلع الخمسينيات من القرن العشرين كانت تصدر أيضا العديد من المجلات والصحف التى تعنى بالرياضة مثل اللطائف المصورة وأخبار مصر المصورة، والمضمار وسبور، والابطال، والرياضة الإسبوعية، والشعاع، وماتش والملعب، والشباب ودار الهلال. والألعاب الرياضية. ومن يرغب فى صياغة تاريخ الأهلى والزمالك ونتائج الفريقين وتاريخ الحركة الرياضية المصرية وتطورها عليه أن يراجع هذه المطبوعات ولو استغرق العمل سنوات..
** نهائى أبطال إفريقيا غدا. ومع اقتراب موعده، زادت درجة حرارة التناول، وحرارة الشائعات، لاسيما فيما يعلق بإصابات اللاعبين، بكوفيد 19. وهى محاولات لتصدير التوتر إلى جمهور أحد الفريقين، والعكس. وكل شائعة متعمدة هو عملية إيذاء مخفية، وقد امتدت إلى الاعتراض على اسم مخرج المباراة، باعتبار أن الخيارات التى طرحت كانت لأسماء مخرجين يراهم الجمهور ممن ينتمون للأهلى أو ينتمون للزمالك. بينما كنا فى زمن قديم المعلق زملكاويا الكابتن محمد لطيف أو المخرج زمالكاويا إبراهيم لطيف، أو الحكم زمالكاويا حسين إمام عم حمادة إمام. وذلك فى مباراة بين الأهلى والزمالك دون أن يعترض إنسان.. وينسى الجميع أن المخرج والمعلق والصحفى والحكم عليه أن ينتمى إلى مهنته أولا وإلى نفسه وإلى نجاحه هو شخصيا قبل أن يحركه الهوى حتى لو كان مخفيا!
** نرجوكم لطفا بالأهلى والزمالك.. وبهذا اليوم الجميل الذى ننتظره جميعا؟!