بقلم: حسن المستكاوي
** يجرى نهر كرة القدم وتجرى مبارياتها على الرغم من عودة الارتفاع فى معدلات الإصابة اليومية بفيروس كورونا خاصة فى أوروبا، حيث وصل معدل الإصابات فى فرنسا إلى 20 ألف إصابة يوميا، فيما أصبحت مدريد بؤرة فى إسبانيا وميونيخ بؤرة فى ألمانيا، ومع تزايد الإصابات لم تتوقف المباريات، وسافر المنتخب الألمانى إلى كييف فى «شرنقة صحية»، بمعنى إجراءات وقائية صارمة من الفيروس، لخوض المباراة المقررة بين ألمانيا وأوكرانيا فى دورى أمم أوروبا، وذلك نظرا للمعدلات المرتفعة لخطر الإصابة بالعدوى..
** هكذا أقيمت عشرات المباريات الودية خلال الأيام الماضية وستقام غيرها كما بدأت مباريات رسمية، ومنها تصفيات كأس العالم فى أمريكا الجنوبية التى شهدت انطلاقة قوية لمنتخب البرازيل بالفوز على بوليفيا 5/صفر.. لكن من ضمن المباريات التى أقيمت والتى سقام توقفت عند مباريات ودية للمنتخبات الإفريقية، فقد لعبت تونس مع السودان وفازت 3/صفر وتعادلت الكاميرون مع اليابان سلبيا، وفازت مالى على غانا 3/صفر، وفازت المغرب على السنغال 3/1 وكينيا على زامبيا 2/1. وفاز منتخب الجزائر على نيجيريا 1/ صفر. ثم سافر الفريق الجزائرى على متن طائرة خاصة إلى هولندا ليلعب يوم الثلاثاء المقبل مع منتخب المكسيك، المتميز بالضغط العالى والضغط فى أرجاء الملعب..
** هذه مباريات قوية وجادة للفرق الإفريقية. وقد صرح جمال بلماضى مدرب الجزائر بأن منتخب بلجيكا صاحب المركز الأول فى تصنيف الفيفا، طلب اللعب مع الجزائر لكنه اعتذر، والمهم هنا أن منتخبات كبرى طلبت اللعب مع الفريق الجزائرى. لكن الأهم أن بلماضى قال إن هدفه أن يتصدر منتخب الجزائر الكرة الإفريقية ويتوج بطلا لكأس الأمم، ويتسيد اللعبة فى القارة. وهو حق مشروع وطموح مقبول لأى فريق.
** يستعد منتخب الجزائر لتصفيات كأس العالم وتصفيات الأمم الإفريقية بجدية، وكان الفريق توج بلقب البطولة الماضية فى القاهرة بعد أداء جماعى قدم خلاله المنتخب الجزائرى كرة جديدة بما فيها من ضغط صارم وتركيز، كما لعب بعض مبارياته بفريق كامل من البدلاء ونجحوا.. فكيف نستعد نحن؟
** من المؤكد أن جهاز المنتخب بقيادة حسام البدرى يتابع المباريات الإفريقية الودية، وهناك يوم للفيفا فى نوفمبر المقبل، وقد لا يسمح الوقت ولا الظروف لترتيب مباراة مع منتخب كبير بنجومه الدوليين، خاصة أن كل المنتخبات رتبت مبارياتها فى هذا اليوم. ومعروف أن منتخب جزر القمر يتصدر المجموعة السابعة برصيد 4 نقاط وكينيا فى المركز الثانى برصيد نقطتين ومنتخب مصر فى المركز الثالث بنفس الرصيد وتوجو فى المركز الرابع والأخير بنقطة واحدة.. وهذا يشير إلى أن موقف المنتخب ليس سهلا فى تلك التصفيات وفى تلك المجموعة السهلة نسبيا مقارنة بالمجموعات الأخرى.. فهل تكون الفرصة متاحة للتأهل إلى كأس الأمم الإفريقية القادمة أم تهرب الفرصة من المنتخب؟
** ظروف الدورى وضغط المباريات المحلية يمثل ضغطا على المنتخب دون شك، وهناك جدل واسع بشأن أسماء اللاعبين الذين سيقع عليهم الاختيار للفريق لخوض مباراتى توجو، إلا أن القضية ليست أسماء اللاعبين ومن يلعب ومن لن يلعب، وإنما القضية هى كيف يلعب المنتخب كفريق، وكيف يقدم الكرة الجديدة بكل ما فيها من تكتيكات وصعوبات وفى مقدمتها الضغط العالى فى ملعب الخصم والضغط الدفاعى فى ملعبنا، فلم يعد أسلوب الضغط اختيارا، وإنما هو ضرورة فى كرة هذا الزمن، والفريق الذى لا يمارس الضغط يمارس كرة القدم القديمة التى كانت قبل أربعة أعوام!