بقلم: حسن المستكاوي
** فى الحديث عن مباراة نهضة بركان وبيراميدز نضع النقط على الحروف، دون أن نغفل تهنئة نهضة بركان على الفوز والبطولة، والقول هارد لك لفريق بيراميدز، لأن تلك هى الرياضة بأبسط معانيها..
** أولا: كان نهضة بركان المغربى هو الأخطر فرصا على مرمى بيراميدز على الرغم من أن الفريق المغربى لعب المباراة كما لو أنه كان فرقة آلات نحاسية صاخبة تعزف ألحانا غير متناسقة، وتبدو عشوائية، وكل لحن قصير، يقف للإعادة بحثا عن الإجادة لعل العزف يطرب ولكنه لم يطرب. وربما كان ذلك بفعل الحماس والتوتر والعنف، كما أن النهضة يعانى اصلا من معدل أعمار لاعبيه الذى يقترب من 32 عاما مقابل معدل أصغر للاعبى بيراميدز ويقترب من 29 عاما!
** ثانيا: من نتائج الأداء العنيف للاعبى نهضة بركان أن عمر جابر أصيب بشرخ فى شظية القدم، بعد تدخل عنيف من جانب لاعب النهضة بكر الهلالى الذى طرد، وكان ظهور البطاقة الحمراء متأخرا فى المباراة بشكل عام من جانب الحكم أليوم نيانت الذى لم يكن فى يومه أبدا.. فعندما تعرض محمد فاروق فى الشوط الأول لركلة بدون الكرة من أحد لاعبى نهضة بركان لم يفعل الحكم شيئا ومثله لم يفعل الفار كأن ركل لاعب منافس بدون الكرة أمر مشروع فى اللعبة!
** ثالثا: العنف كان فى الالتحام كى يبدو ظاهريا أنه فى اللعبة، ولكنه ظهر واضحا فى الانقضاض، على سيقان وأجساد لاعبى بيراميدز، وهو ما دفعهم إلى الرد بعنف مماثل، فكثر السقوط والتوقف فى المباراة، واستعصت كرة القدم على لاعبيها.. والعنف، مع الاعتراف بوجوده، ليس مبررا لخسارة بيراميدز!
** رابعا: كيف يعين الاتحاد الإفريقى إليوم نيانت لهذه المباراة وهو الذى تعرض للنقد من جانب شارع الكرة المغربية فى مباراة الزمالك مع الرجاء، بغض النظر عن وجاهه هذا النقد من عدمه، وكان جمال سلامى المدير الفنى للرجاء أبدى غضبه الشديد من الحكم الكاميرونى أليوم ومن تقنية الفار. وهذا النقد وضع الحكم نيانت تحت ضغط كبير وهو يدير مباراة بيراميدز ونهضة بركان..
** خامسا: هذا الأداء الحماسى المشوب بالعنف للاعبى نهضة بركان غذته نتيجة الأهلى مع الوداد والزمالك مع الرجاء فى دورى الأبطال، فليس معقولا ولا مقبولا أن يفوز فريق مصرى ثالث على فريق مغربى على أرضه وملعبه فى أقل من أسبوع، بجانب الرغبة الشديدة من جانب لاعبى نهضة بركان فى إحراز اللقب الإفريقى لأول مرة وتعويض الهزيمة التى منى بها الفريق فى الموسم الماضى أمام الزمالك..
** سادسا: كان بيراميدز بدوره فى أشد الحاجة للفوز بلقبه الأول ليتوج به رحلته القصيرة التى بدأها منذ عامين فى الكرة المصرية. وعلى الرغم من مهارات وقدرات لاعبيه الفنية، فإن مدرب الفريق الكرواتى تشاتشش وقع فى عدة أخطاء خلال هذه المباراة ومنها أنه بدأ بفلسفة دفاعية كأن البطولة سوف تحسم من مباراتين ذهابا وعودة بينما هى من مباراة واحدة. وقد استبعد رأس حربته المميز والقوى جون أنتوى ولعب مكانه تراروى، وهو لاعب مميز للغاية لكنه يكون افضل حين يتسلل ويخترق دفاعات المنافس قادما من الخلف وخافيا على المدافعين. كما أن المدرب وضع فى الجبهة اليسرى أحمد أيمن منصور ومحمد حمدى، ليلعب بثلاثة إرتكاز فى وسط الملعب، فكانت النتيجة أنهم ظلوا اثنين فقط، دونجا وعمر جابر لأن حمدى لعب بجوار الخط وتقدم. وبذلك خسره الفريق كظهير وكجناح يحقق المفاجأة بمسافاته الطويلة التى يقطعها من الخلف إلى الأمام.. !