بقلم: حسن المستكاوي
** لم يكن كافيا للأهلى أن يظل متقدما بفارق هدف على فريق أبو قير للأسمدة، فى دور الثمانية لكأس مصر. فقد كان واردا أن يسجل منافسه هدفا على الرغم من سيطرة بطل الدورى الكاملة. أما الزمالك فقد كان على حافة الخروج من البطولة وهو حامل اللقب، أمام إف سى. مصر الذى ظل متقدما حتى الدقيقة 96 ليتعادل الزمالك بقذيفة شجاعة من أسامة فيصل.. وبينما كان الفريقان الكبيران يخوضان موقعتى كأس مصر كانت الجماهير تخشى على تأثير هزيمتهما كى لايؤثر ذلك على الموقعة الأكبر وهى نهائى إفريقيا.. وهذا الظن ليس دقيقا أو كاملا فيما يتعلق بمباريات الديربى عموما ومباريات الأهلى والزمالك بوجه خاص.. أما الدرس الأكبر فى المباراتين فهو لفريق إف سى مصر وكل ما يمثله من فرق، فقد تقدم فى مفاجأة كبيرة على الفريق الذى يحمل اللقب والذى فاز به 6 مرات فى آخر سبع سنوات، ومع ذلك تراجع إف سى مصر وسمح بتراجعه هذا للزمالك بالضغط والاقتراب من صندوق الخطر ومن حافة هذا الصندوق سجل أسامة فيصل هدفه القاتل الذى نقل المباراة للوقت الإضافى..
** بالنسبة لمسابقة كأس مصر فإن فوز الأهلى والزمالك على أبو قير وإف سى مصر هو مكسب بالتأكيد للمسابقة، التى تنتظر الكبار لإضفاء التشويق والإثارة والتسويق عليها.. فهما جناحا القوة الرياضية المصرية الناعمة بالتأكيد. بل إن الأهلى والزمالك من أهم القوى الناعمة المصرية.. ولاشك أن الفنون بمختلف أشكالها، سينما، تليفزيون، ومسلسلات، ومسرح، وموسيقى، وغناء والثقافة والأدب والآثار والسياحة، قوة ناعمة مؤثرة فى الإقليم وبفضل الفن والموسيقى أصبحت اللهجة العامية المصرية مهضومة، ومحبوبة، على مدى قرابة قرن من الزمان، وهذا يعنى تأثير تلك القوة البالغ.
** ترى هل ندرك ذلك كإعلام وكصناع للرياضة ولكرة القدم، وهل يدرك ذلك المجتمع، ويحترم ويحتفى بالقوة الناعمة للفريقين، فيكون الحرص عاما على خروج مباراة النهائى الإفريقى رياضيا وجميلا فيها من كرة االقدم وفنونها مايثير البهجة فى النفوس؟
**لا نقصد ولم نقصد، ولا نعرف، ولم نعرف. ولا ندرك ولم ندرك.. وفى كثير من الأحيان، إن لم يكن معظم الأحيان كان الهدف تجاريا أو اقتصاديا، لأن الإنتاج فى شتى صوره وأنواعه فرديا بالدرجة الأولى، وليس عملا جماعيا يعكس فلسفة دولة وقرار دولة وخطة دولة.. وربما بدأنا نفكر فى القوة الناعمة كقوة تستحق أن نصدرها وليس فقط مجرد قوة نملكها ونتحدث عنها، ونفخر بها، ولكن دون أن نديرها..
** لقد باع الإسبان مباراة ريال مدريد وبرشلونة إلى العالم كله. وباع الإنجليز مباريات البريمير ليج إلى العالم كله، وكان البيع من منظور القوة الناعمة، ومايمكن أن يتركه أثر الرياضة، ومايمكن أن يضيفه تسويق هذه الرياضة من مال فى الإقتصاد.
** لم يعد الكلام عن جمال الأهرامات كافيا. لم يعد مطلوبا أن نسمع نفس النشيد الذى يتغنى بأجدادنا وبآثارهم العظيمة وإنما المطلوب هو إدارة هذا الأثر، وما حول هذا الأثر. ومنطقة هذا الأثر.. وتطوير كل ما يحيط بهذا الأثر والحمد لله أن العمل بدأ فعلا وأخيرا، فى تطور يشير إلى أن كل شىء فى مصر قيد التطوير.
** لم يعد كافيا إذن أن نتحدث عن قوانا الناعمة، وعن دورها وتأثيرها، وإنما كيف ندير تلك القوى، وكيف يكون العمل جماعيا وبفلسفة دولة، بدءا من السينما والفنون بأكلمها وانتهاء بالرياضة وبالأهلى والزمالك.. ومباراة كلاسيكو إفريقيا بين أكبر فريقين فى الشرق الأوسط.. فهل نكون على مستوى المناسبة والحدث؟!