بقلم: حسن المستكاوي
** فى أول تعليق له عن موضوع كابتن المنتخب قال محمد صلاح مازحا لقناة بى إن سبورتس: «لا أريد الدخول فى مشاكل، أنا بالفعل أحد قادة منتخب مصر. لا أعرف ترتيبى لكننى ضمن قادة المنتخب وأضاف: «أنا فى المنتخب مع عبدالله السعيد وأحمد فتحى منذ كان عمرى 19 عاما ولا يحق لى الحديث معهم عن الشارة. لا أريد التسبب فى مشاكل. أنا الآن ضمن قادة المنتخب فعلا..
** دون نقاش، صلاح أهم لاعبى المنتخب. وقد تحدثت من قبل كثيرا عن تصرفه كقائد يوم المباراة النهائية والفاصلة مع الكونغو فى أكتوبر 2017 وكيف بكى تقريبا بعد هدف المنافس، وكيف قام وأشار إلى الجمهور وإلى زملائه للانتفاض واللعب بأمل وبتحد وبالفعل سجل هو أصعب ركلة جزاء ليحجز المنتخب تذاكر السفر إلى روسيا وكأس العالم للمرة الثالثة فى تاريخه.
** القاعدة أن كابتن الفريق هو أقدم اللاعبين . لكن فى بعض الأحيان تكون هناك استثناءات ففى عام 2014 قررت إدارة برشلونة اختيار الكابتن بالانتخاب. وفى عام 2018 بعد رحيل أندرياس إنيستا أعلنت إدارة برشلونة أسماء اللاعبين الذين سيحملون شارة القائد وترتيبهم وهم ليونيل ميسى، الذى ورث شارة القيادة من أندرييس إنييستا، وفى غيابه أو فى حال استبداله ستنتقل الشارة إلى سيرجيو بوسكيتس، ومن ثم إلى جيرارد بيكيه فسيرجى روبرتو.. وهكذا تنظم الأمور وتكون محددة. فلماذا لم تحدد مع الإدارة الفنية لمنتخب مصر منذ اليوم الأول؟
** فى البداية أشار الكابتن حسام البدرى إلى أنها ستكون لمحمد صلاح. فحدثت مشكلة، وهمهمة، ووشوشة، بعدها سمعنا صوت الصمت، باعتبار أن الناس تنسى، ثم قيل إن أحمد فتحى خرج من دائرة الاختيار بسبب ما طلبه شخص ما منه فى الجهاز بالاستغناء عن شارة الكابتن، فرفض الطلب، وهو قال ذلك فعلا فى حوار له. إذن إلى من تتجه شارة كابتن المنتخب؟ إلى محمد صلاح أم عبدالله السعيد أم حجازى أم الننى؟!
** هل يمكن انتخاب الكابتن فى منتخب مصر كما حدث فى أحيان بمنتخبات وفرق أخرى؟
** تخشى إدارة المنتخب أن ينتج الانتخاب خلافا وأحزابا بين أعضاء الفريق.. مع أنه لا ينتج الانتخاب خلافات ولا يصنع أزمات فى فرق أخرى بالعالم الآخر.. ولأننا أصحاب طبيعة خاصة، ما زلت أفضل أن نطبق القواعد درءا للمشاكل. إلا إذا كان هناك توافق بين اللاعبين على اختيار محمد صلاح، ومعلوم أنه يتحدث باسمهم كثيرا مع الأجهزة الفنية والإدارية. ومعلوم أيضا أن صلاح يحترم مبدأ الأقدمية ويحترم القاعدة فى ليفربول. وهو من أهم لاعبى الفريق الإنجليزى لكنه يدرك أن شارة الكابتن من حق هندرسون أو من حق ميللنر مثلا..
** كابتن الفريق لابد أن يكون صاحب شخصية، وعنده كاريزما ويحظى باحترام اللاعبين واحترام وتقدير من الجمهور. وأذكر أن لاعبى منتخب هولندا بجيله العملاق الذهبى كان كلما تحدث عن يوهان كرويف يسبق اسمه بكلمة «مستر». وقال لى شخصيا فى حوار معهما التوأم رينى وويلى ديركيركوف عام 1981 أن مستر كرويف لا يتكرر وأنه كان قائدا ملهما..
** شارة الكابتن ليست حلية تزين ذراع لاعب. ولكنها قيادة ومسئولية. قبل أن تكون شكليات، من نوع إجراء القرعة وأول من يمسك الكأس، والمسئول عن نقل تعليمات المدرب لزملائه أو مناقشة الحكم فى قراره.. وعليكم اختيار قائد لمنتخب مصر وفقا للقواعد أو بالتوافق، وهذا يجب أن يكون سريعا دون الانتظار لحل يأتى من حيث لا ندرى.. فالقيادة تعنى القرار، وتوقيت القرار!