بقلم: حسن المستكاوي
** قال موسيمانى مدرب الأهلى بعد تحقيق الثلاثية: «عندما كنت مع صن دوانز خرجت من بطولة إفريقيا ولكن عدت وفزت بها مع النادى الأهلى، وفى مكان استحق فيه الحظ والتوفيق». ولم يكن معنى هذا التصريح أنه فاز بكأس إفريقيا بالحظ، ولا بالثلاثية بالحظ والتوفيق، فإذا كانت للأرقام دلالات عند تقييم الفرق، فإن أرقام مباراة نهائى كأس مصر بين الأهلى وطلائع الجيش كانت فى صف الفريق البطل، فالاستحواذ له بنسبة 67% مقابل 33% للطلائع، وعدد تمريراته 624 تمريرة مقابل 324 للطلائع، واستخلاص الكرة 23 مقابل 18.. ثم أنه كيف يمكن قبول نظرية المؤامرة ويتهم الحظ بالتواطؤ مع فريق فاز بالدورى قبل أسابيع من نهايته، وفاز بكأس دورى أبطال إفريقيا بجدارة، وفاز ببطولة كأس مصر، وحقق ذلك فى موسم استثنائى، أكد به أنه فريق استثنائى..؟!
** قدم طلائع الجيش مباراة جيدة على المستوى التكتيكى، وأثبت أنه فريق قادر على المنافسة مع الكبار، ولم لا وهو الذى أخرج المقاصة وبيراميدز والزمالك وأحرج الأهلى فى المباراة النهائية للكأس. وكان طارق العشرى أجرى تغييرا مهما فى اللقاء حين دفع بأحمد زولا فى خط الظهر ليلعب بطريقة 5/3/2، التى تسمح له بتقدم خمسة لاعبين إلى وسط الملعب أو قلبه حين يمتلك الفريق الكرة بجانب الضغط فى المقدمة برأسى الحربة عمرو جمال وعمرو مرعى.. وقد نجح طلائع الجيش فى العودة للمباراة فى وقت صعب بهدف ناصر منسى فى الوقت المحتسب بدل الضائع (الدقيقة 92). وخسر فرصة صناعة تاريخ فى ركلات الجزاء الترجيحية، وهى بالمناسبة ليست ضربات حظ، ولكنها ضربات دقة وأعصاب ومهارة وثقة بالنفس، وكل سمات اللاعبين المحترفين، فكيف تكون ركلات حظ. وإلى متى يتكئ الجميع على عصا الحظ عندما تهرب بطولة؟!
** نجح طارق العشرى مع طلائع الجيش فى كأس مصر، وهذا النجاح يؤكد أن عوامل نجاح مدرب مع فريق ترتبط بلاعبيه، وبإدارته، وقد امتلك العشرى فى الطلائع الأدوات التى سمحت له بتلك الندية وبهذا الأداء مع أكبر الفرق المصرية المنافسة، وكان خماسى قلب ملعب الطلائع هم ميزان حركة الفريق دفاعا وهجوما، أحمد سمير، وفرانك ستيفين، ومهند لاشين وخلفهم سطوحى وزولا تحديدا من خط الظهر.
** كانت البداية للطلائع ثم تحرك الأهلى بعد ربع الساعة الأولى تقريبا، وشهد تشكيل الفريق مشاركة بدر بنون، وطاهر محمد طاهر الذى ثبت أقدامه فى الجبهة اليسرى، قبل أن يخرج مصابا. كما شارك كبديل صلاح محسن وناصر ماهر وأكرم توفيق، وغاب حسين الشحات عن مستواه، فيما قدم مروان محسن إنتاجا إيجابيا جيدا مقارنة بمبارياته الأخيرة، لكنه أخطأ فى عدم تمرير الكرة إلى كهربا صاحب هدف الأهلى، غير المراقب٬ مفضلا التسديد للتسجيل فسدد فى جسد محمد بسام حارس مرمى الطلائع..
** تفوق الأهلى فى ركلات الجزاء الترجيحية، وجرت مراسم تتويج البطل فى أجواء مفعمة بالروح الرياضية، وسلم اللواء حسام على بدر كبير الياوران مندوبا عن الرئيس عبدالفتاح السيسى كأس البطولة لكابتن الأهلى الذى رفع الكأس للمرة 37 فى تاريخه، كما حقق ثلاثية مهمة، ويبدو أن الدوافع لا تنتهى حيث صرح موسيمانى بأن هدفه القادم مع لاعبيه الفوز بكأس السوبر الإفريقى، وستكون مواجهة مع نهضة بركان المغربى بطل الكونفدرالية. فهو موسم استثنائى فى كرة القدم المحلية والإفريقية، والأهلى هو نجمه الاستثنائى..!