بقلم: حسن المستكاوي
** القضية ليست الأهلى أو الزمالك أبدا، فهو تصنيف غير مسموح به عند إبداء الرأى فى سلبيات أو إيجابيات. وعندما تأسف لما جرى بعد مباراة الزمالك والمصرى أو من فرجانى ساسى نحو الحكم، فإن ذلك وجهة نظر ومبدأ عام يرفض كل تجاوز بين فريقين وكل تجاوز من لاعب نحو حكم، سواء كان لاعبا فى الأهلى أو فى الزمالك. والأمر نفسه يسير على الإشادة بلاعب فى الزمالك، فهو أمر له أسانيده الفنية، ولا يعنى أبدا تحيزا أو انتماء للفريق..
** كثيرون لا يهتمون بما سبق عند إبداء الرأى فى مباراة أو فى فريق أو فى لاعب.. وكثيرون لابد لهم من تصنيف المحرر والكاتب والمذيع والمحلل، هم يفعلون ذلك لأنهم يريدون من يساندهم ويجلس بجوارهم على مقاعد المشجعين. وربما أنتج الإعلام هذا الانطباع عند المتلقى، منذ زمن بعيد، وكذلك صنع اتحاد كرة القدم هذا الانطباع منذ زمن بعيد، وتحديدا منذ قرار فصل جماهير الأهلى والزمالك فى المدرجات بعد أحداث شغب مباراة القمة فى عام 1966 التى وقعت بين الأهلى والزمالك باستاد ميت عقبة، ثم أصبح التقسيم راسخا بإسناد مباراة الأهلى والزمالك إلى معلق محايد، كما حدث مع معلقنا الكبير الراحل إبراهيم الجوينى، فى حين أننى عاصرت زمنا كان المعلق على المباراة هو الكابتن محمد لطيف لاعب وإدارى الزمالك كما عصرت زمنا يدير فيه الحكم الدولى حسين إمام مباراة للأهلى والزمالك، وهو عم حمادة إمام لاعب ونجم الزمالك..
** أبديت رأيا فى مصطفى محمد منذ ظهوره مع المنتخب الأوليمبى ومع ارتفاع مستواه المتتالى فى مباريات الزمالك منذ عودته إلى الفريق. وكان هذا الرأى مسجلا بالصوت والصورة، وبالقلم والورقة. ومؤخرا كتب الزميل العزيز محمد سيف رأيه فى تصريحات أدلى بها الكابتن حسام البدرى عن مصطفى محمد، ولم أسمع أو أعرف بالتصريحات، لكنى أعرف أن سيف دقيق، وأنه لا يعبر عن رأيه فى أية قضية من موقع المشجع للزمالك أو الناقد للأهلى..
** قلت إن مصطفى محمد هو رأس الحربة الأول فى مصر، وبعد تجارب عديدة يعانى منها الفريق فى هذا المركز، وهو بالتالى مرشحى الفنى للمنتخب. لكن لماذا رأيته رأس الحربة الأول فى مصر أو للمنتخب؟
** هو رأس حربة يطارد الكرة ويذهب إلى الكرة ويهز الشباك بالكرة.. وقراراته متنوعة، فهو سريع التسديد بالقدم، ويجيد ضربات الرأس، ويقفز إلى أعلى مسلحا بقوة بدنية واضحة، إذ يقفز حتى لو أمسك به المدافع. وهو يدرك أن رأس الحربة الآن لم يعد مجرد ساكن فى منطقة جزاء الخصم، فيخرج منها حين يستدعى الأمر ويعود إليها حين يستدعى الأمر، ويتميز مصطفى بثقة فى نفسه، وبمهارات المهاجم الذى يجيد التصرف فى منطقة الجزاء. وأهمها وضع خصمه فى ظهره، والتحرك الجيد وبالتالى يصنع مساحات لزملائه. وليس كافيا أبدا أن يصنف مهاجم بأنه رأس حربة مميز لمجرد أنه يتحرك ويصنع المساحات، فما قيمة ذلك إذا كان هذا المهاجم يصنع المساحات فقط، ولا يلمس الكرة إلا نادرا، وحين يلمسها يلفظها ويهجرها ويهدرها؟!
** مصطفى محمد مطالب بأن يكون أقل توترا ووزنا، وأكثر تركيزا وتواضعا، وأن يحافظ على قوته ولياقته البدنية. فالمستقبل أمامه وليس خلفه.. ويبقى أنه مجرد رأى فى لاعب مصرى يمكن أن يكون إضافة كبيرة لمنتخب مصر، لا أكثر ولا أقل.