بقلم: حسن المستكاوي
** أولا: مبروك للزمالك الفوز بكأس السوبر المصرى، وتحقيق الإنجاز الكبير والتتويج ببطولة ثانية خلال أسبوع على حساب فريقين كبيرين وهما الترجى والأهلى. وبالطبع فرحة لاعبى الزمالك وجماهير الفريق على مسرح كرة القدم فى أبو ظبى، هى فرحة مشروعة.
** ثانيا: اندفاع عبدالله جمعه بعد المباراة نحو جمهور الأهلى للاحتفال سلوك غير رياضى، وغير محترف وهو تكرار لزراعة الاحتقان بين جماهير ولاعبى الفريقين، واشتباك طارق حامد مع كهربا وحازم إمام مع كهربا خلال المباراة واشتباك كهربا مع لاعبى الزمالك بعد المباراة سلوك غير رياضى وغير محترف وينم عن ضغائن متبادلة تثير الاحتقان والكراهية.
** ثالثا: الدربيات الكبيرة والتاريخية أو القطبية الرياضية، أو ظاهرة الأهلى والزمالك موجودة فى كل دولة، لكن لماذا تتحول المنافسة بين الفريقين إلى توتر وتراشق وصراع واحتقان وصداع.. مع أن الجميع يرى مباريات اقوى وأهم وأعنف وأشرس فى العالم الآخر ولا تنتهى بخناقة مثل نهاية كأس السوبر؟
** رابعا: المباراة انتهت بالتعادل. وكان شريط اللقاء قد بدأ بسيطرة ومبادرة للأهلى. فهو الذى يمتلك الكرة ويهاجم ويضغط. وتراجع الزمالك للدفاع. تراجع بخطة محسوبة أو تراجع بضغط الأهلى الذى أهدر فرص تهديف مبكرة. وكان واضحا أن فايلر يلعب للفوز وواثقا من قدرات فريقه. لكن الزمالك فى ربع الساعة الأخير من الشوط الأول تحرك مهاجما وهو ما فعله بصورة أفضل فى الشوط الثانى.. وأنتج فرص تهديف قليلة. والفريقان ظلا يعانيان من نقص القوة الهجومية واللعب حتى حدود منطقتى الجزاء.
** خامسا: نجح الأهلى فى تحييد نجوم الزمالك مثل بن شرقى ومصطفى محمد وأوباما، واستمر الفريق على أسلوبه مهاجما بالتمرير الأرضى المباشر ومن الطرفين بقدر المستطاع لكنه افتقد اللاعب الذى ينهى الهجمات بدقة وبقوة أو اللاعب الذى يجيد ألعاب الهواء. ونجح الزمالك فى تحييد أجايى، الشحات، وجيرالدو الذى يجرى كثيرا وينطلق دون أن يعلم إلى أين هو ذاهب.. هكذا فقد الأهلى والزمالك الأذرع الهجومية المباشرة.. وهكذا كان أبرز نجوم الفريقين فى خطى الدفاع وفى الوسط المدافع. ياسر إبراهيم وربيعه وهانى والسولية وديانج، ومحمود علاء والونش وحازم إمام وعبدالشافى وطارق حامد، بالإضافة إلى زيزو.
** سادسا: النقد طال فايلر مدرب الأهلى أثناء المباراة وبعد المباراة. وهو نقد يتعلق بإدارته للقاء تحديدا وليس نقدا موجها إلى قدراته أو تقييما له كمدرب. والواقع أن فايلر لم يكن موفقا فى إدارة اللقاء. وليس موفقا فى تشكيل الفريق. فإذا كان جيرالدو سريعا فإنه لا يملك مهارة تغيير اتجاهه. وفى كل مرة ينطلق بالكرة يبادر بإرسال كرة عرضية يجد حازم إمام مفسدا هجومه.
** سابعا: لماذا لم يبدأ فايلر بإليو بادجى ليكون للفريق لاعب قادر على استقبال الكرات العرضية ويملك القوة البدنية. ولماذا دفع به فى آخر 10 دقائق؟ ولماذا لم يدفع بوليد سليمان بما له من خبرات ومهارات فى التسديد من أضيق المساحات والفرص؟ ولماذا أخرج قفشة وقد كان نقطة مناورة سريعة أمام منطقة جزاء الزمالك؟ ولماذا أشرك كهربا فى مباراة لا يتحمل ضغوطها؟ ولماذا وضع هانى وبادجى فى مجموعة تسديد ركلات الجزاء؟
** ثامنا: الزمالك من جهته وقع فى خطأ التراجع فى الشوط الأول للدفاع، وهو ما هدد مرماه. ولا يمكن أن يلعب الفريق بمايملكه من مهارات وجذور تاريخية مبارياته القوية بهذا الأسلوب. بدليل أنه حين بادر بالهجوم والضغط ووضع الأهلى فى مواقف دفاعية كان وضعه أفضل فى الملعب نتيجة تخفيف الضغط على دفاعه ومنطقته.. فهل تلك افكار كارتيرون أم أنها غريزة لاعبين؟
** أخيرا.. مبروك للزمالك. فالفرحة مستحقة ومشروعة. فقد حقق الفريق إنجازا بفوزه ببطولتين والدفع بهما إلى خزينة جوائزه. وليس صحيحا أن السوبر المصرى بطولة شرفية كما نسبت وسائل إعلامية هذا التصرح إلى الكابتن إسماعيل يوسف قبل المباراة.. فالسوبر بطولة ولها كأس وتضفى شعور الانتصار والبهجة والفرحة على المنتصر.. أليس كذلك؟