توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فيلم وداد.. والرجاء فى الله

  مصر اليوم -

فيلم وداد والرجاء فى الله

بقلم: حسن المستكاوي

** فى التاريخ حقائق وأرقام. وفى التاريخ دراما. ويكتب التاريخ بشهوده، ويكتب بظروفه. وفى تاريخ الرياضة قصص وحكايات وأسباب. ومنها قصص الأندية الرياضية وتأسيسها، وأسباب هذا التأسيس.. والقراءة العميقة لجذور الأندية الرياضية سنجد أنها ولدت من بطن السياسة والوطنية، والصراعات الطبقية والإجتماعية، والصراعات الأيديولوجية والدينية، كما أن أسماء تلك الأندية لها حكاياتها المعروفة.
** لعب الأهلى أمس مع الوداد، وهو أحد أعرق الأندية المغربية. تأسس عام 1937، كنادٍ لممارسة رياضة كرة الماء فى حمام السباحة البلدى بالدار البيضاء، وذلك فى نفس الموقع الذى بنى عليه فيما بعد مسجد الحسن الثانى. وعانى المؤسسون من جراء تعنت سلطات الإحتلال الفرنسى، ومن أجمل ما قيل فى توصيف فكرة الأندية، أنها ظاهرة رياضية وإجتماعية وسياسية، وأن معظم تلك الأندية فى عالمنا العربى كانت مثالا نموذجيا للمقاومة البديلة للاحتلال وهو ما صبغ كثيرا من الأندية العربية بالوطنية.
** لكن لماذا الوداد؟ من أين جاء الاسم؟
** أعرف أن أى باحث أو أى قارئ فى تاريخ الأندية أو لتاريخ الوداد يعلم أن سبب التسمية طريف للغاية، فأثناء اجتماعات المؤسسين المستمرة للبحث عن اسم للنادى، للحصول على الرخصة من الفرنسيين، اقترحت أسماء، ونوقشت، وحضر سبب التسمية: «فى غمرة المحاولات التى كان يبذلها المؤسسون لنادى الوداد الرياضى، للحصول على الترخيص من السلطات الفرنسية، و فى أحد اجتماعات تأسيس النادى، طرح مشكل الاسم الذى سيطلق على الفريق، فتم اقتراح عدة أسماء من طرف الأعضاء المؤسسين، و حضر محمد ماسيس متأخرا وهو أحد المؤسسين وبرر تأخره أنه كان يشاهد فيلما سينمائيا لأم كلثوم عنوانه «وداد» وتزامن مع هذا الجواب انطلاق زغرودة من أحد البيوت المجاورة لمكان الاجتماع، تفاءل بها المجتمعون. وأبدى الحاج محمد بن جلون وهو من أبرز المؤسسين تأييده لاختيار هذا الاسم، وكان من عشاق سماع كوكب الشرق، وبعد مداولات ومناقشات تم الاستقرار على اسم الوداد.. صاحب اللون الأحمر المستمد من ألوان علم المغرب.
** ماذا عن الرجاء منافس الزمالك اليوم؟
ــ تأسس الرجاء سنة 1949 باندماج مجموعة من الأندية مع فرق فتح البيضاء، وفريق النصر وغيرها من الأندية. وتأسس فى حى شعبى بالدار البيضاء فى زمن الاستعمار الفرنسى، واكتسب الرجاء شعبية كبيرة بارتباط اسمه بالأب الروحى للكرة المغربية، وهو نفسه كان وراء تأسيس الوداد، محمد بن الحسن التونسى العفانى «الأب جيكو»، وهو أول مغربى يحصل على دبلوم رياضى فى ميدان التدريب، من إنجلترا، ومن أوائل المغاربة الحاصلين على شهادة البكالوريوس الحديثة. وشأن العديد من الأندية المغربية والعربية تأثر مولد الرجاء بالمقاومة، وبرفض الاحتلال الفرنسى. لكن الطريف بالفعل مسألة اختيار الاسم أيضا.. فأثناء مناقشة الرعيل الأول من المؤسسيين للاسم ردد الريحانى، أحد المؤسسين عبارة: «الرجاء فى الله». فرد الحضور ليكن الاسم هو الرجاء.. واعترض البعض واقترح هؤلاء اسم الفتح، لكن جرى الاتفاق على اسم الرجاء.
** الاسمان، الوداد والرجاء، لهما قصص طريفة. لكنها دراما التاريخ التى تحكى، وتشهد على براءة الرعيل الأول من أجيال الرياضة العربية والمغربية، كما تشهد دراما التاريخ على الصبغة الوطنية التى صبغت أندية إقليمنا وكيف قاوم الآباء والأجيال السابقة الاحتلال بالأندية الوطنية وبما يسمى بالمقاومة البديلة.. كل التحية لأجيال الرياضة العربية من المحيط إلى الخليج.
** تاريخ الرياضة العربية يستحق أن يسجل ويروى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فيلم وداد والرجاء فى الله فيلم وداد والرجاء فى الله



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon