توقيت القاهرة المحلي 07:53:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

6 أكتوبر يوم لن ننساه..

  مصر اليوم -

6 أكتوبر يوم لن ننساه

بقلم: حسن المستكاوي

** الساعة الثانية وخمس دقائق من يوم السادس من أكتوبر 1973، عبرت أكثر من 200 طائرة مقاتلة مصرية من طرازات ميج 21 وميج 17 وسوخوى 7 خط القناة، معلنة بدء حرب الكرامة والتحرير. وكانت الضربة سرية ومتقنة حتى إنه بعد عودة نسور الجو إلى قواعدهم تساءل المهندسون والفنيون عن التدريب، فكان الرد: «لم يكن تدريبا وإنما ضربنا إسرائيل». وفى الضربة الجوية الأولى هاجمت طائراتنا 3 قواعد ومطارات، و10 مواقع صواريخ مضادة للطائرات من طراز هوك، و3 مراكز قيادة، وعددا من محطات الرادار ومرابض المدفعية بعيدة المدى، كما قال المشير محمد عبدالغنى الجمسى فيما بعد عن تلك الضربة الجوية.
** لا يمكن اختصار انتصار أكتوبر فى الضربة الجوية. فقد كانت حربا شاملة، تعاونت فيها كل الأسلحة، ومضى ذلك بتناغم، وعبقرية، حسب وصف المعلقين والخبراء العسكريين الأجانب، وقد قرأت فى يوم السادس من أكتوبر 73 الصحف الإنجليزية الصادرة فى نفس الليلة؛ حيث كنت مثل آلاف الطلبة فى ذاك الوقت نسافر إلى أوروبا للعمل فى المصانع والمزارع والمطاعم فى تجربة كان لها تأثيرها الإيجابى البالغ على جيلنا.
** فى الحرب عملت الأسلحة كلها. وتجلت شجاعة القوات فى عبور القناة، وفى تحدى نيران النابالم التى كانت يعدها الجيش الإسرائيلى لإشعال مياه القناة بها، كما تجلت عبقرية المهندسين العسكريين المصريين فى اختراق الساتر الترابى بمدافع المياه، وتجلت شجاعة المقاتل المصرى فى مواجهته للدبابات الإسرائيلية بصورايخ ساجر السوفيتية، وكان لسلاح الدفاع الجوى دوره فى تحييد المقاتلات الإسرائيلية، فكانت حربا انتصر فيها الجيش المصرى بكل أسلحته.
** لن ينسى جيلنا يوم 6 أكتوبر 1973، ولن ننسى يوم الخامس من يونيو 1967، وبين اليومين كان نضال الشعب المصرى العظيم، هذا الشعب الذى رفض هزيمة مؤلمة، وطالب الرئيس عبدالناصر بالبقاء وقيادة الدولة للخروج من تلك المحنة، ولم تكن مظاهرات 9 و10 يونيو طلبا من الرئيس بعدم التنحى ولكنها كانت تكليفا شعبيا له بإخراج البلد من تلك الهزيمة القاسية.. وقد كان، وربما دفع عبدالناصر جزءا كبيرا من صحته بسبب هذا التكليف.
** كم كان عمرك وقت حرب 67؟ كنت صغيرا جدا. وكنت متطوعا فى الدفاع المدنى، وكان جيلنا يهتم بالشأن العام منذ الطفولة، جيل تعلم فى مدارس الحكومة، وقرأ الصحف، وقرأ مقالات الأستاذ محمد حسنين هيكل، وقرأ العقاد وتوفيق الحكيم، وقرأ مقارنة الأديان للدكتور أحمد شلبى، وقرأ كتب العسكرية وتابع معارك حرب الاستنزاف، نحن جيل قرأ كل شىء، جيل عاشت مصر فى وجدانه، عاشت وطنا عظيما وكبيرا، يحرك دموعنا أمام رايته ونشيده، وكنا أيضا نرى عيوبنا ومشاكلنا، وكنا نحلم بالسياسة، وكنا نعرف ما هى السياسة، وكيف يمكن أن تكون هناك أحزاب سياسية قوية، وكيف يمكن أن يخرج من قلب الشارع حزب له جماهيرية، وكان جيلنا فى الوقت نفسه يدرك ظروف العصر ومعارك العصر، وماذا كانت تعنى إسرائيل للغرب القوى..؟ ولم يهتز أبدا ارتباطنا بالوطن وحبنا للوطن. فجزء كبير من تعريف الوطنية ألا تغضب من وطنك لمجرد أنك تعانى فى حياتك وفى ظروفك.. وقد كانت معاناة جيل الآباء وجيلنا أيضا كبيرة، لكن مع ذلك إذا كنا بكينا ألما فى لحظة الانكسار فقد بكينا فرحا فى لحظة الانتصار.. ولذلك سأظل فخوروا بانتمائى لجيل أحب بلاده فى كل وقت.. أحبها كما كانت وكما ستكون.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

6 أكتوبر يوم لن ننساه 6 أكتوبر يوم لن ننساه



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon