بقلم: حسن المستكاوي
الأول قدم عرضا رشيقا وسريعا وهزم توجو
.. والأولمبى حقق فوزا تاريخيا على البرازيل..!
لاعبونا فى المباراتين كانوا يلعبون ويمرحون
ويلهون فى سعادة كأطفال فى حديقة منزلهم.. !
** علمنا منتخب مصر الحكمة، والفلسفة. هو بالنسبة لنا المعلم الأول سقراط. ذهبنا إلى توجو ونحن نخشى من نتيجة لا تسر، فإذا به يحرز ثلاثة أهداف، ويلعب، ويلهو، وبدا لاعبو المنتخب كأنهم أطفال يلعبون فى حديقة منزلهم، يجرون، ويلهون، فى بهجة وسرور. وفى الشوط الأول كانت الكرات العرضية لتوجو مثل ضربات الجزاء، خطيرة، ومخيفة. ومع ذلك خرجنا من هذا الشوط بفوز جيد. وحين وصل المنتخب للهدف الثالث، تراجع بالفطرة والغريزة ليسجل منتخب توجو هدفا فى الوقت الضائع..
** علمنا منتخب مصر، بل كل المنتخبات، الحكمة والفلسفة. فالفريق الأولمبى لعب مع البرازيل بطلة أولمبياد ريو دى جانيرو، وفاز ولعب أيضا ببهجة وسعادة، ولعله أول فوز لنا على البرازيل، وجاء عكس كل اتجاهات التوقعات.. فأصبحنا فلاسفة. فنحن شعب يحب كرة القدم لأنها لعبة ساحرة، وممتعة، قد نعرف بدايتها لكننا أبدا لا نعرف كيف تنتهى. وحين نساند المنتخب بقوة فى مباراة ونحن نتوقع الانتصار ننكسر، وحين يقودنا الفريق إلى توقع الانكسار ننتصر. ففزنا بثلاث بطولات لكأس أفريقيا على التوالى، ثم عجزنا عن التأهل لنهائيات البطولة نفسها ثلاث مرات على التوالى. وهل ننسى أن منتخب الشباب فى يوم من الايام فاز فى القاهرة على إثيوبيا 5/صفر، وفى مباراة العودة خسر 5/صفر. ونجح فى المرور من عنق الزجاجة بركلات الجزاء الترجيحية.؟! هكذا علمتنا منتخبات مصر كيف نضحك ونحن نبكى، وكيف نمسك مناديل الدموع قلقا، فإذا بالدموع تجرى فرحا.. !
** ما هو الفارق بين مباراة المنتخب مع توجو باستاد القاهرة وبين مباراة الفريقين فى استاد كيجيى؟
** الفارق الأول يعود إلى تكتيك منتخب توجو، ففى القاهرة اعتمد الضيوف على المواقف الدفاعية التى كانت جيدة فى الشوط الأول، وجعلت المنتخب يواجه صعوبة بالغة فى الوصول إلى منطقة مرماه. فهم يدافعون بثمانية لاعبين، ويلعبون 4/5 / 1، ويتحركون بانتشار وتنظيم. ويملكون القوة البدنية والأطوال. ويضغطون بلاعبين وبثلاثة على لاعبنا فى كل موقع بملعبهم، ولم يكن اهتمام توجو منصبا على الفوز بالدرجة الأولى. لكن فى ملعبهم وبعد الهزيمة بهدف الونش كان الاختيار الوحيد هو الفوز، فهاجموا، ولأنهم فريق ضعيف كان الهجوم فرديا وعشوائيا أيضا، وفى دفاعاتهم مساحات سمحت بالهجوم المضاد لمنتخب مصر.. وهذا هو الفارق الثانى. لاسيما بعد الهدف الأول الذى سجله قفشة.
**مواجهة القوة والأطوال فى الفرق المنافسة تحتم التسلح بالخفة والرشاقة والسرعة. فيكون فى الأداء سرعة وذكاء الثعالب. وكنا توقعنا أن يلعب حسام البدرى فى مباراة العودة بطارق حامد، ومحمد شريف، بجانب التغييرات المهمة التى أجراها وفى مقدمتها قفشة سريع الحركة والخفة، حتى يدفع بالحيوية والنشاط بالفريق، وقد كان، فالتغييرات أثرت على حيوية اللاعبين فعلا وهذا بدوره أثر على سرعة استرداد الكرة واستخلاصها.. وأكرر هنا أن وصف فريق توجو بأنه ضعيف يرجع إلى أنه لا يقدر على أداء مهمة الفريق الكاملة أمام الفرق القوية. وهذه المهمة ببساطة هى الهجوم والدفاع حتى لو اختلفت الأساليب.. وأنصح الجهاز الفنى لمنتخب مصر بمتابعة مباريات منتخب الجزائر وكيف يقدم الفريق كرة جيدة وجديدة، وكيف وضع مدربه جمال بلماضى هدفا محددا وهو الفوز باللقب القادم، ومنافسة مصر فى الألقاب وعدد الانتصارات المتتالية؟!
** المنتخب الأولمبى حقق فوزا دخل به التاريخ كأول فريق مصرى يهزم البرازيل، ولعب المنتخب شوطا رائعا، هو الثانى، وكان أمام كوريا أيضا مميزا فى الشوط الثانى. فالفريق سريع، ولاعبونا يتحركون ويتبادلون مراكزهم، وعندما ضاعت هيبة البرازيل من قلوبهم، تفوقوا، وسجلوا الأهداف وأهدروا الفرص. وتميز المنتخب الأولمبى بتطبيق اساسيات وواجبات الكرة الجديدة، من ضغط، وسرعات جرى، وسرعة التحول بين مواقف الهجوم والدفاع. بجانب المهارات، فاللاعب المصرى حين يشعر بالثقة، يعبر عن مهاراته الفردية بصورة مبهرة. لكن عندما تكون الثقة غائبة تهتز الأقدام وتضل التمريرة طريقها. واللعب مع البرازيل قرار رائع، واللعب مع اليابان أو الأرجنتين أو إسبانيا سيكون قرارا مماثلا، وليت مثل تلك القرارات تطول منتخب الشباب الذى يستعد لبطولاته المقبلة باللعب مع فرق المحافظات!
** يبقى أن النقد لا يعنى موقفا شخصيا من مدرب أو من جهاز. ولا موقفا من لاعبين، وساوثجيت مدرب إنجلترا تعرض للنقد العنيف بسبب اختياراته للفريق، ومنها اختياره بيكفورد حارس مرمى إيفرتون. بينما منى منتخب ألمانيا بهزيمة مخيفة أمام إسبانيا فى دورى الأمم الأوروبية صفر / 6.. وخرجت تصريحات من الاتحاد تجدد الثقة فيه بينما هو نفسه لم يجد مبررا ولا تفسيرا لتلك الهزيمة. لكنه يتعرض للنقد فى كل صحف أوروبا وإعلامها، وليس فى ألمانيا وحدها.. وهذه هى أسوأ هزيمة للمنتخب الألمانى منذ نحو تسعة عقود وبالتحديد منذ 1931 .
وحسب وكالة الأنباء الألمانية، هذه هى ثانى أكبر هزيمة وثالث أكبر حصيلة من الأهداف فى مرمى المانشافت على مدار تاريخه الذى شهد خوض 968 مباراة، حيث كانت أسوأ هزيمة سابقة للفريق عندما خسر صفر / 9 أمام المنتخب الإنجليزى فى 1909 كما خسر الفريق أمام المنتخب المجرى 3 / 8 فى دور المجموعات لبطولة كأس العالم 1954 .
** السؤال: ماذا لو كان المنتخب خسر صفر / 1 فقط أمام توجو فى مباراة العودة ؟ ما هو رد الفعل المنتظر؟