بقلم: حسن المستكاوي
* أرجو فعلا أن تطبق لجنة المسابقات قرارها بشأن مصافحة لاعبى الفريقين لبعضهم عقب نهايات المباريات فى محاولة لترسيخ الروح الرياضية، وتخفيف حدة التعصب والاحتقان فى شارع الكرة المصرية. لأن اللاعبين والمدربين والإداريين الذين يعترضون ويعتدون لفظيا أو بإشارات ضد الحكام أو ضد بعضهم البعض، يصدرون لغة العنف إلى الجمهور ويتحملون المسئولية الأولى فى هذا الاحتقان المريض الذى انتشر فى ملاعبنا منذ سنوات.
** إن كرة القدم كما قال يورجين كلوب مدرب ليفربول فى حواره مع مجلة كيكر سبورتس: «العالم سيصبح مكانا أفضل إذا كان مثل غرفة خلع ملابس فرق كرة القدم» وأضاف كلوب: «لا أتحدث عن رجال يرتدون ملابسهم الداخلية ولكن حول ثقافات مختلفة فى نفس المستوى، لا توجد أى خلافات و لقد جلست فى غرف خلع ملابس تفوح منها رائحة العرق والروائح الكريهة طوال 48 عاما... بالتأكيد كرة القدم تربط بين الناس، كرة القدم ليست جنة ولكنها مثال جيد جدا فى العديد من الجوانب».
** نعم هذه هى الرياضة وهذه هى كرة القدم كما يراها كلوب وكما يراها كل عاشق لقيم الرياضة ولا أتحدث هنا عن مرضى التعصب، الذين يدهشك تفكيرهم وخلطهم الساذج بين الانتماء لفريق ومحبته وبين التعصب ضد فريق وكراهيته. ولعل من أحدث نماذج قيم كرة القدم ماحدث فى مباراة باريس سان جيرمان وباشاك شهير، عندما غادر لاعبو الفريقين الملعب احتجاجا على كلمة «نيجرو» العنصرية التى وجهها الحكم الرابع لمساعد مدرب باشاك الكاميرونى بيير ويبو. وعندها غادر لاعبو الفريق التركى ومعهم لاعبو باريس سان جيرمان، فى موقف قوى جدا وإنسانى جدا ضد العنصرية..
** الاتحاد الأوروبى بدوره لم يسقط فى لجنة، ولم يفتش فى اللوائح، وتعامل مع الموقف الإنسانى بسلوك حضارى وقرر استكمال المباراة.
** إن القانون الصارم والعدل فى تطبيقه والمساواة بين الأندية وبين اللاعبين سيكون أقصر الطرق لإزالة أحد أخطر أمراض الرياضة والعصر، وهى العنصرية والكراهية والتعصب. فلا أحد فى عالم الرياضة الآخر فوق القانون.. فقد قرر قاض رياضى إيقاف بافل نيدفيد نائب رئيس نادى يوفنتوس وفابيو باراتيشى مدير الكرة بالنادى حتى 21 و14 ديسمبر الجارى بالتريب وتغريم الأول عشرة آلاف يورو (11 الفا و850 دولارا) فى أعقاب الإهانات التى صدرت منهما ضد الحكم خلال مباراة الديربى التى فاز فيها فريقه على تورينو بهدفين مقابل هدف فى الدورى الإيطالى.
** لا أحد فوق القانون هناك. فهذا نائب رئيس يوفنتوس العملاق بطل الدورى وصاحب العديد من الألقاب فى تاريخه. كذلك لم تمر قصة «غش» سواريز لامتحان الكرة الإيطالية كما تمر قصص مماثلة بسرعة السكين فى الزبد الساخن، فقبل ايام أعلن نادى يوفنتوس، بطل الدورى الإيطالى لكرة القدم، أن المدير العام للنادى فابيو باراتيشى يواجه تحقيقا جنائيا لاتهامه بالإدلاء بأقوال كاذبة للمحققين الذين يحققون فى امتحان خاص باللغة الإيطالية تم ترتيبه قبل شهرين للمهاجم الأوروجوايانى لويس سواريز عندما حضر إلى جامعة الأجانب ببيروجيا يوم 17 سبتمبر الماضى للخضوع لاختبار اللغة الذى يحتاجه اللاعب لتقديم طلب الحصول على الجنسية الإيطالية التى كان من شأنها أن تسهل عملية انتقال اللاعب ليوفنتوس وتقرر أيضا إيقاف رئيسة جامعة بيروجيا للأجانب عن ممارسة مهام منصبها، بداعى التلاعب فى اختبار اللغة الإيطالية الذى خضع له سواريز؟!
** كل جريمة صغرت أو كبرت هى جريمة تستحق الحساب والعقاب..حتى لو كانت تجربة غش فى امتحان لغة إيطالية..ونعم لو أن العالم مثل غرفة الملابس فسيكون ذلك أفضل!