بقلم: حسن المستكاوي
** كانت الملاعب الأوروبية مشتعلة بمباريات دورى أبطال أوروبا، ولو كنت مشجعا فقط لكرة القدم وليس لفريق، فإنك سوف تصاب بالحيرة، فأى مباراة وأى فريق سوف تنفعل معه. خاصة أن النتائج متغيرة وفيها الكثير من المفاجآت، فهذا ريال مدريد يخسر أمام شاختيار صفر / 2 ويتراجع للمركز الثالث فى المجموعة، ويبدأ الحديث فى أوساط مدريد عن احتمال رحيل زين الدين زيدان للمرة الثانية وهو المدرب الذى عاد على ظهر جواد أبيض بعد رحيله الأول، وهناك من يردد جملة تثير الضحك، ضمن مبررات وخيالات تحليلية تقول: «أصل زيدان كويس فى بطولة أوروبا»؟!
** المهم كانت هناك العديد من المباريات والصراع بين 20 فريقا فى تلك الجولة، فهل يشدك ليفربول وحده، أو برشلونة، أو باريس سان جيرمان ومانشستر يونايتد، أم برشلونة أينما لعب ودون أن يهمك مع من يلعب؟ بين كل المباريات تحولت إلى مباراة لايبزج الألمانى، وباشاك شهير التركى.. فمن جهة أعتقد أن تجربة لايبزج تثير الإعجاب. فالفريق عمره 11 سنة، ويحتل المركز الثانى فى البوندسليجا، وكان تأهل إلى الدور قبل النهائى من المسابقة الأوروبية الأغلى فى الموسم الماضى، حينما خسر صفر / 1 أمام باريس سان جيرمان الفرنسى فى العاصمة البرتغالية لشبونة. ومدربه هو جوليان ناجلسمان الذى سبق له أن حقق نجاحا كبيرا مع فريق هوفنهايم، حين تولى قيادته وعمره 28 عاما، وصعد به من الدرجة الثانية إلى دورى أبطال أوروبا.
** كانت مباراة لايبزج وباشاك فى إسطنبول مثيرة للغاية وشهدت سبعة أهداف، وانتهت بخطف لايبزج فوزا الفوز 4 / 3 من ملعب مضيفه باشاك شهير؛ حيث تقدم لايبزج فى الدقيقة 26 وأضاف الهدف الثانى قبل نهاية الشوط الأول، وفى الوقت المحتسب بدل الضائع فى هذا الشوط سجل باشاك هدفا لينتهى الشوط بتقدم لايبزج 2/1. ثم سجل الفريق الهدف الثالث وبدا أنه الفائز بالمباراة. لكن باشاك لم يستسلم، وسجل لاعبه عدنان قهوجى هدفين فى الدقيقتين 72 و85.. ووصل الفريقان إلى التعادل 3/3. وقلت: «يا خسارة فقد لايبزج نقطتين كانتا فى يده»..!
** كنا مجموعة من الأصدقاء، نتابع المباريات، مع كل الإجراءات الاحترازية، كمامات، وكحول، وتباعد، وهواء طلق على الرغم من البرد، وانصرف الجميع عن اللقاء، إلا أن المفاجأة كانت عند لايبزج الذى سجل الهدف الرابع فى الوقت الضائع.. فى درس متكرر من كرة القدم. لا يأس فى الفوز، ولا فوز مع اليأس، مع الاعتذار للمقولة الشهيرة «لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس»، لكن كرة القدم دروسها من دروس الحياة. عمل مستمر، ولعب بجد، وعمل بنفس الجدية. ولا شىء اسمه حظ الفريق، فالأهداف التى تأتى فى الثوانى الأخيرة هى نتاج عمل جماعى منظم وإرادة عند كل لاعب، ونضال حقيقى. ومن أسف أن تترجم تلك الأهداف التى نسميها قاتلة، بينما هى أهداف رائعة، تختصر متعة وجمال كرة القدم. ومن أسف أكثر أن نبرر تلك الأهداف بأنها حظ، ومن سجلها، «محظوظ».. كأننا ما زلنا أطفالا نقرأ مجلة ميكى الجميلة؟!