بقلم: حسن المستكاوي
** كتب الرئيس ماكرون على حسابه فى تويتر بعد تأهل فريقين من فرنسا وفريقين من ألمانيا للدور قبل النهائى لدورى أبطال أوروبا: «ألمانيا وفرنسا محركا أوروبا ».. وهى تغريدة فيها الكثير من المداعبة، وجمعت بين الرياضة والسياسة والاقتصاد، لكنه لم يهتم بإسبانيا وإيطاليا طرفى نهائى الدورى الأوروبى. إنتر ميلان وإشبيليه الذى توج بطلا بعد مباراة شهدت خمسة أهداف، وكان شوطها الأول تحديدا شديد الإثارة وبدا قصيرا للغاية من فرط السرعة والصراع والمحاولة ثم المحاولة المضادة.. ثم فى النهاية مشهد المدرب لوبتيجى ودموعه التى جرت فرحا باللقب الأول، لكنه اللقب السادس لإشبيليه.. وأخيرا مشهد حفر اسم إشبيليه على الكأس على الهواء مباشرة!
** هانزى فليك الذى يستمر فى عمله حتى 2023، وقد كان هو المدرب المؤقت لبايرن ميونيخ اعترف بمنتهى البساطة والتواضع أن فريقه كان محظوظا أمام ليون الفرنسى فى بداية المباراة، وأن فريقه لم يدافع جيدا. والواقع أن ليون أهدر ثلاث فرص قبل أن يسجل بايرن ميونيخ الذى لعب بطريقة مختلفة عن تلك التى فجر بها قنبلة فى قلب كاتالونيا بفوزه على برشلونة بثمانية أهداف. فأمام ميسى ورفاقه كان البايرن مهموما بتضييق المساحات تماما على لاعبى البارسا، لأن هذا الفريق إذا تركت لها المساحة فهى النهاية. ولذلك ضغط الألمان بشراسة ولم يتركوا الفرصة للاعبى وسط برشلونة لاستلام الكرة أو تمريرها وحاصروا ميسى وقيدوه، وجعلوه لأول مرة يعلن أنه يريد الرحيل من ناديه!
** ليون ليس برشلونة. وحين لعب الفريق الفرنسى مع مانشستر سيتى تميز بهجومه المضاد وبسرعات لاعبيه، لاسيما ماكسويل كورنى وإيكامبى، وديباى وحسام عوار المتحرك على الطرف، ولذلك لم يتقدم بايرن ضاغطا ومهاجما أومدافعا من أبعد نقطة عن مرماه، تحسبا للهجمات المضادة. وعندما تتابع بايرن تبحث عن نجمه الأول، فلن تجد. فهل هو ليفاندوسكى أم جنابرى أم موللر، أم تياجوسيلفا أم بواتينج أم ديفيز أم جوريتسكا، أم نوير.. ويمكنك أن تضع كل أسماء الفريق فلن ترى نجما فى المقدمة على كل هؤلاء النجوم. فالبايرن يمثل العقل الألمانى فى الأداء الجماعى.. لكن باريس سان جيرمان يختلف. ففى هجومه ثلاثة صواريخ. نيمار ومبابى وثمنهما 400 مليون يورو ويصحبهما أنخيل دى ماريا الذى كان أحد نجوم ريال مدريد. ثم تألق أخيرا تحت قيادة المدرب الألمانى توخيل. لكن بايرن ميونيخ فريق يسجل ثلاثة ونصف هدف تقريبا فى كل مباراة ولم يهزم عام 2020. ويملك ثنائيا يتحرك بصورة رائعة فى المقدمة وهما موللر وليفاندفسكى. وكلاهما يعد جزءا أصيلا فى الأهداف التى يسجلها الفريق من خلال براعة التحرك وفتح المساحات فى دفاعات الخصم.
** لا شك أن مهارات ثلاثى هجوم باريس سان جيرمان ستكون مؤثرة، وكى ينجح البايرن فى مهمته، فإن عليه حرمان نيمار من استلام الكرة، وحرمان مبابى من فرصة الدخول فى سباقات سرعة مع خط الظهر. ورقابة أنخيل دى ماريا المراوغ، والسريع فى انطلاقاته بالثلث الأخير الأيسر من الملعب.. وهو ما يفرض على ظهيرى البايرن حذرا فى الاندفاع للأمام.. إنها مباراة بين قمة الكرة الأوروبية الليلة وهى ألمانيا والبايرن، وبين قمة الكرة اللاتينية الأوروبية إلى يمثلها باريس سان جيرمان الفرنسى ضمن أربع دول لاتينية المدرسة والطبيعة فى القارة، وهى إسبانيا وإيطاليا والبرتغال بجانب الفرنسيين..
** هى دعوة للاستمتاع بالصراع النظيف، وبالمشهد الكامل الجميل. مرحبا بكم فى عالم كرة القدم!